القبقبجي الأخير .. "الي مالو قبقاب مالو عيد"

15.11.2019 10:24 AM

نابلس-وطن-أحمد بدوي: عند سماعك لصوت القبقاب، مباشرة يتبادر إلى ذهنك الفنان السوري دريد لحام الشهير بغوار الطوشة، في مسلسليه الشهيرين "حمام الهنا" و"صح النوم"، كما وارتبط القبقاب بالروايات والأمثال الشعبية، فشجرة الدر التي حكمت مصر في القرن الثاني لاقت حتفها عقب ضربها بالقباقيب.

تعتبر صناعة القباقيب في مدينة نابلس، مهنة تراثية تواجه خطر الاندثار والانقراض، ففي أحد أزقة البلدة القديمة تقع منجرة "وليد خضير"، الستيني الذي ما زال يعمل في هذه المهنة بالرغم من تقدمه بالسن، وكان خضير قد تعلم مهنة النجارة وصناعة القباقيب عندما كان في العاشرة من عمره على يد والده وجده.

ينحدر أبو خضير من عائلة كانت تعمل في صناعة القباقيب منذ عام 1948، عندما كانوا يملكون منجرة في مدينة اللد، وكانت من العائلات المعروفة بهذه الصناعة، وهو آخر صانع قباقيب في فلسطين.

يقول خضير لوطن عن طريقة صنع القبقاب:"يتم صنع القبقاب بقَطع خشب الصنوبر الذي يتحمل الماء والرطوبة، ثم نرسم طبعة القدم حسب المقاس المطلوب، وبعدها عملية اللف، وهي إزالة الزوائد الأمامية والخلفية من جهتي الأصابع وكعب القدم، وبعدها تشكيل كعب القبقاب ثم حف القبقاب، وأخيرا نركب الجلد على القبقاب ليصبح جاهزا ".

وأضاف خضير أن الحمامات التركية والمساجد هي الأكثر استخداما للقباقيب لعدة ميزات، فهي تتحمل الماء والرطوبة وتحمي من خطر الانزلاق، ومريحات في الحركة والعمل.

إضافة إلى القباقيب؛ ما زال وليد يصنع أسرة خشبية للأطفال اختفت في عصر الصناعات السريعة مثلما تختفي رنة القبقاب، ويصنع أيضاً صناديق العرايس والمحراث الخشبي والكرسي الخشبي الذي أصبح اليوم تراثاً.

ويؤكد خضير أن هناك طلباً على هذه الصناعات، خاصة من قبل أهالي أراضي عام 1948، الذين يأخذونها ربما لأمور تراثية.

وكان القبقاب قديماً، رمزاً للدلع والدلال، في الوقت الذي كان الحذاء الأكثر استخداماً بين الناس، حيث كانت النساء يلبسن القبقاب داخل البيت، لأَنه مريح في الحركة والعمل، والرجال يلبسونه في الأسواق والأزقة، لاتقاء الوحل خلال أيام الشتاء.

تصميم وتطوير