"المهرج الطبي".. طبيب يقدم نصف العلاج

19.11.2019 04:25 PM

وطن: " الضحك نصف العلاج"، مقولة دفعت الشاب محمد الجوجو (23 عاماً) الطالب في كلية الآداب تخصص لغة عربية_ اعلام في جامعة الأزهر، منذ خمسة أعوام، للانضمام إلى فريق المهرج الطبي التابع لمؤسسة بسمة أمل، مساهمةً منه في التخفيف عن آلام الأطفال المرضى ومن باب مسئوليته نحو المجتمع.

ويشير الجوجو إلى أن ثقافة المهرج الطبي جديدة في مجتمعنا الفلسطيني، ولم تكن بدايات عملهم سهلة داخل المستشفيات، إضافة إلى عدم تقبل الطواقم الطبية لهم في البداية، إلا أنهم أثبتوا أنفسهم ومهارتهم على أرض الواقع في توطيد العلاقة ما بين الطبيب والمريض، مما ساهم بشكلٍ أساسي برفع معنويات المرضي خاصة فئة الأطفال.

ويؤكد لـ وطن أن تفاعل الأطفال المرضى، خاصة مرضى السرطان وغسيل الكلى، مع المهرج الطبي ساهم بشكلٍ كبير في كسر الجمود بين الطبيب والمريض، ورفع الروح المعنوية لدى الأطفال المرضى وسرعة استجابتهم للعلاج.

ويبين محمد أن تجربته في العمل كمهرج طبي ممتعة، وأثرت على شخصيته بشكلٍ إيجابي، مشيراً إلى أنه يحمل مسمي "الدكتور بنكي" خلال تواجده بين الأطفال المرضى.

ويطالب المهرج الطبي محمد كافة أفراد المجتمع بتحمل مسؤولياتهم وأن يكونوا سبباً لابتسامة رُسمت على شفاه مريض.

ويشاركه ذات التجربة زميله المهرج الطبي محمد البردويل (31 عاماً) خريج تخصص وسائط متعددة وإدارة صحية، حيث يقول لـ وطن "نفذت فكرة المهرج الطبي في قطاع غزة عام 2013، لكسر الجمود في طريقة تعامل الطواقم الطبية مع الأطفال المرضى فترة تلقيهم العلاج"، موضحاً أن فكرة المهرج الطبي لم تكن مقبولة في البداية، كونها ثقافة جديدة على مجتمعنا الفلسطيني.

ويشير البردويل إلى أنهم بحثوا بشكلٍ متعمق حول المعلومات الخاصة بأساسيات التعامل مع الأطفال المرضى، وكيفية تقديم الدعم النفسي بشكلٍ علمي.

ووجه رسالته لأصحاب القرار بأن يتم التعامل مع المهرج الطبي كجزء أساسي من الطاقم الطبي، وأن يتم توظيفهم ليكونوا مرافقين للأطباء والممرضين خلال تعاملهم مع المرضى وخاصة فئة الأطفال لخصوصيتها.

من جانبه، الدكتور محمد منصور أخصائي التغذية العلاجية، ومدير البرامج في مؤسسة بسمة أمل لرعاية مرضي السرطان، تحدث لـ وطن عن ماهية المهرج الطبي "معاناة الأطفال خاصة مرضى السرطان خلال تلقيهم جرعات الكيماوي دفعتهم للتفكير بطرق جديدة للتخفيف عنهم، فجاءت فكرة المهرج الطبي لمساندة الطواقم الطبية وأهالي الأطفال المرضى".

خمسة عشر شابا وشابة، تلقوا تدريبات متخصصة في مجال التهريج الطبي وحصلوا على شهادة دبلوم المهرج الطبي، للعمل جنباً إلى جنب مع الطواقم الطبية لكسر الجمود بين الطبيب والمريض ورفع معنويات الأطفال.

ويشير د. محمد إلى أن الكاريزما والمهارة في التعامل مع الأطفال من أهم الأساسيات الواجب توافرها في المهرج الطبي لينجح في عمله.

ويؤكد لـ وطن أنه في بدايات عمل فريق المهرج الطبي لم تكن الأمور سهلة، كونها فكرة جديدة داخل مجتمعنا الفلسطيني، إلا أنه مع مرور الأيام وإثبات أفراد المهرج الطبي مهارتهم في التعامل مع الأطفال، وكسر الجمود بينهم وبين الأطباء؛ أصبحت العلاقة تكاملية بين الطواقم الطبية وفريق المهرج الطبي.

ويأمل د. محمد منصور أن يصبح دبلوم المهرج الطبي كتخصص معتمد داخل الجامعات الفلسطينية، وأن يتم اعتماد وظيفة المهرج الطبي ضمن وظائف الطواقم الطبية لدى وزارة الصحة.

تصميم وتطوير