اطلاق مؤتمر "فلسطين الكنعانية" في رام الله

14.12.2019 08:46 PM

وطن: اطلقت وزارة الثقافة الفلسطينية، مساء اليوم السبت، في متحف محمود درويش في مدينة رام الله، مؤتمر: "فلسطين الكنعانية"، وذلك بحضور رئيس الوزراء، محمد اشتية، ووزير الثقافة عاطف أبو سيف.

وتخلل الافتتاح عرض فيلم "تاريخ فلسطين في 6 دقائق".

وقال رئيس الوزراء، محمد اشتية، إن هذا المؤتمر المهم جاء من أجل اطلاق نقاش فلسطيني وعربي ودولي عن فلسطين والقدس.. هذا النقاش قد ابتدأ من فلسطين، وإن كان كتب في الماضي عن حقيقة الرواية عن فلسطين، فلسطين الكنعانية، وفلسطين كل من عبر عنها في تاريخ العالم، من المصريين الى الأشوريين، الى نبوخذ نصرا، الى اليونان والرومان والفرس..

وأضاف: المهم سواء كان بدأنا من رسائل تل العمارنة، أو عبورا على ما قاله الباحث كريمر، أن هناك آثارا وجدت في فلسطين قبل 19 الف عام، وبغض النظر عن من أين نبدأ الرواية عن فلسطين، إلا أن الحقيقة تبقى ثابتة، وهي: اننا ولدنا على هذه الارض وسنبقى عليها، ولا زال من فلسطين الكنعانية ما نحن متشبثون به إلى يومنا هذا، الإله بعل أهم اله عند الكنعانيين، ونحن الى اليوم نسمي ارضنا على اسمه حين نقول أرض بعلية اي مسقية من ماء المطر.

وتابع: الكنعانيون قاتلوا كل من حاول غزو بلدهم من 1640 قبل الميلاد عند دخول طلائع الفراعنة الى فلسطين، وكل سكان هذه الارض كانوا دائما يدافعوا عنها في مواجهة كل الغزاوت، ونحن نعلم جميعا علم اليقين انه اذا كان هناك أكثر من 120 الف نبي عبروا على تاريخ الانسانية من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، مرور بسيدنا المسيح عليه السلام، والنبي الوحيد الذي لم يدخل هذه الأرض هو النبي موسى.

وأشار رئيس الوزراء الى تشكل المدن في فلسطين، وتشكل القرى على شكل عناقيد حولها.. كل قرية كان يحيط بها مجموعة من القرى، ولذلك الأمر المتعلق بعنقودية الكيانية الفلسطينية التي بدأها الكنعانيون الأوئل، سواء كان ذلك ما لحق بالقدس اليبوسية وكل العبور، نبوخذ نصر، والسبي، والاسكندر المقدوني، ودخول وبروز روما، واحتلال الرومان وولادة المسيح في 4 قبل الميلاد، ولذلك هذه الأرض معظم الامبراطوريات والدول وكل من كان يريد ان يهيمن على العالم كان يريد أن يكون له بصمة اصبع على التاريخ الفلسطيني، والفلسطينييون قاوموا، وكل الوثائق التاريخية تؤكد أن السكان الأصليين قاوموا كل من جاء عندهم، والمسيحيون العرب قاتلوا مع المسلمين ضد الصليبيين لأنهم اعتبروا ذلك غزو أجنبي للأرض الفلسطينية، وهذا يؤكد على وحدة الحال على مدار التاريخ.

وتابع اشتية: الروايات التي كتبت عن فلسطين الآن هي مكان تشكيك من عديد من المؤرخين في العالم، والرواية التوراتية عن فلسطين تحت علامة سؤال كبرى بدأها كمال الصليبي في كتابه المشهور أن التوراة جاءت من مكان آخر، ومن ثم كتب الباحث الاسرائيلي شلومو زان اختراع شعب اسرائيل واختراع ارض اسرائيل والقبيلة الثالثة عشرة، وكل الذين قالوا انه نثبت الراوية التاريخية، ولكن نتسائل حول الجغرافية التي وقعت عليها احداث الرواية التاريخية، ولذلك العديد من الباحثين في العالم اليوم الذين يقولوا إن احداث هذه الرواية لم تكن ارض فلسطين، ونحن اليوم من هذا المنتدى نطلق النقاش والحديث حول التشكيك بهذه الرواية، ونحن مع المشككين أن الرواية لم تكن ارضها فلسطين لانه بالمجمل العام هناك من قال إن ارض الرواية بالبراهين وبجميع البينات أن أرض الرواية ليست فلسطين، بغض النظر هذا سؤال يطرح على الباحثين وامام المؤرخين، وهذا سؤال علينا ان نجيب عليه نحن كفلسيطينيين اولا ومن ثم الباحثين العرب، لكن المهم أن تكون الكتابة باللغات الأخرى لأننا نريد أن نخلق مرجعية حول هذا الموضوع.

وقال رئيس الوزراء: اطلقنا هذا المؤتمر لنطلق الرواية عن فلسطين، لأن اسرائيل تشن علينا حرب ممنهجة، أولها حرب الجغرافية، أرض فلسطين تتآكل بشكل يومي ويبنى عليها المستوطنات، عدد المستوطنين 711 ألف مستوطن يعيشوا في 225 مستوطنة، وأيضا بالاضافة الى حرب الجغرافيا هناك حرب الديمغرافيا، حرب السكان، يأتوا بالمستوطنين من كل العالم ليسكنوهم على ارضنا، يرافق ذلك العمل بكل وسائل التهجير والقمع والعنف والضرائب على اهلنا في مدينة القدس، لأن اسرائيل في عام 1997 عندما اقرت برنامج القدس 2020 أرادت ان يتم تقليل عدد الفلسطينيين في القدس بما لا يزيد عن 19% عن مجمل السكان وفشلوا، لانه اليوم اهلنا في القدس صامدون، وهم اليوم 38-40% من مجمل السكان.

وأضاف اشتية أن الحرب الأخرى هي حرب المياه، واسرائيل تسرق مياهنا بشكل ممنهج، والموازنة المائية في الأراضي  الفلسطينية 800 مليون متر مكعب في السنة، تسرق اسرائيل منها 600 مليون متر مكعب في السنة، وتبيعنا 120 مليون متر مكعب من مياهنا نحن، ولذلك معدل استهلاك الاسرائيلي من المياه في السنة 450 متر مكعب، ونحن 75 متر مكعب .

بدوره، قال وزير الثقافة، عاطف أبو سيف: إن إطلاق هذا المؤتمر يهدف للحفاظ على الهوية والإرث لشعبنا، وان وجودنا وجزء كبير من الحرب على شعبنا تتعلق بمحاولة نفي وجودنا الأسبق على الاحتلالات.

وبين: كل حجر كل شجرة سروة وكل زيتونة تقول اننا وجدنا هنا قبلهم ولم نذهب الى مكان آخر، وهذا أول مؤتمر يحاكي تاريخنا القديم بما فيه من حقائق تاريخية، تفاصيل علمية، آثار كنعانية، أصلنا وفصلنا، مخطوطات واساطير ومؤثرات كنعانية، باختصار نرفع للمحتل وللسجان راية اننا هنا لأن حربنا هي حرب على الوجود وعلى الرواية، وبالرواية المحكمة والدقيقة نرد ونؤكد وجودنا.

وأضاف: نجدد اليوم الامتدار التاريخي لفلسطين العربية والاسلامية والمسيحية ولجدودها الكنعانينين، ولا شك ان المؤتمر هو محاولة جادة  لكشف محاولات التزييف والتزوير، وضمن مساعينا للحفاظ على الهوية الفلسطينية وتشجيع الباحثين لخوض هذا الغمار. هذا المؤتمر يدق جدران الخزان لتصحيح عمليات التزوير واستعادة جهود البحث العلمي الموازي للاكتشافات الأثرية.

يشار إلى أن المؤتمر، يستمر لمدة يوممين متتاليين، حيث تعقد غدا الأحد، ثلاث جلسات، الجلسة الأولى: الكنعانيون.. الجذور والوجود"، الجلسة الثانية: الحضارة والمدينة الكنعانية"، الجلسة الثالثة: أدبيات ومخطوطات وآثار كنعان".

 

تصميم وتطوير