خبراء أمن معلومات أميركيون يحذرون: رصاصة إيران الإلكترونية قد لا نستطيع توقعها

07.01.2020 01:47 PM

رام الله - وطن:  حذر خبراء الأمن السيبراني من ردة فعل إيران على مقتل الجنرال قاسم سليماني، وشدد خبراء على ضرورة استعداد الولايات المتحدة لاحتمال هجمات إلكترونية إيرانية جريئة تهدف إلى إلحاق أضرار مالية كبيرة أو تهديد أرواح الأميركيين كرد انتقامي لمقتل أحد كبار جنرالاتها.

وأبلغ خبراء الأمن محرري قسم ذي سايبر سيكيورتي 202 "The Cybersecurity 202" في صحيفة واشنطن بوست أن إيران قد تكون على استعداد لتخطي الحدود في الفضاء الإلكتروني، فعلى سبيل المثال، يحذر الخبراء من أن المتسللين الإيرانيين قد يشنون هجمات تقطع طاقة الكهرباء، أو تدمر سجلات مالية مهمة أو تعطل أنظمة المستشفيات أو النقل بطرق تهدد الأرواح.

وقال جون هولتكويست مدير تحليل الاستخبارات في شركة فاير آي للأمن السيبراني"نحن في وضع أكثر تصعيدا مما كنا عليه في الماضي، وهناك بعض الأسئلة الخطيرة عما إذا كان هناك خطوط حمراء"، مضيفا أن الإيرانيين "لا يواجهون مشكلة في إصابة الأشخاص في هذه المرحلة".

ويحذر الخبراء أيضا من أن إيران قد تشن هجمات واسعة النطاق ضد الشركات الأميركية التي تشفر معلوماتها وتحتفظ بها للحصول على فدية، أو تستهدف المقاولين الحكوميين الأميركيين لمعاقبتهم على العمل مع البيت الأبيض.

أو ربما تستهدف طهران حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أو أهدافا دبلوماسية أميركية في الخارج.

وقال "لي روبرت. م" مؤسس شركة دراغوس للأمن السيبراني التي تحمي النظم الصناعية الكبرى والمسؤول السابق في وكالة الأمن القومي "نحن بالتأكيد على أرضية جديدة".

قدرات إيرانية في الاختراق

ويرى خبراء أن إيران اختبرت بشكل روتيني حدود ما يمكن أن تفلت منه في الفضاء الإلكتروني، بما في ذلك تدمير البنوك الأميركية بعد أن فرضت إدارة أوباما عقوبات جديدة في عام 2012، واختراق أنظمة التحكم بسد في نيويورك في عام 2013.

كما زعمت أيضا محو البيانات من عشرات الآلاف من حواسيب في شركة النفط الحكومية السعودية أرامكو في عام 2012 في واحدة من أكثر الهجمات الرقمية تدميرا على الإطلاق.

ورغم أن هذه الهجمات كانت محدودة وبعيدة عن مصالح الولايات المتحدة المباشرة، فإن الخبراء يخشون أن تتخلى إيران عن ضبط النفس بعد مقتل قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني الذي اتهمته إدارة ترامب بالتخطيط لشن هجمات كبيرة ضد أهداف أميركية.

ولكن قدرات إيران ما زالت محدودة، حيث يقول لي روبرت إن المتسللين الإيرانيين ليسوا متطورين بما يكفي لشن هجوم يمكن أن يؤثر على الأمة بأكملها، فإغلاق أجزاء كبيرة من الشبكة الكهربائية ليس مطروحا هنا.

لكن يمكنهم تعطيل الكهرباء على نطاق أصغر، على سبيل المثال، من خلال استهداف مدينة أميركية أو أجزاء منها. وقد ينجح ذلك في إثارة خوف واسع النطاق من هجوم أكبر، وربما جر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع نطاقا عن طريق إثارة رد فعل كبير.

وقال روبرت "من الصعب حقا القيام بهذه الهجمات، ويجب ألا تتوقع رؤية انقطاع التيار الكهربائي عن الولايات المتحدة ككل". وأضاف "ما يقلقني هو أنهم سيحققون فوزا صغيرا وسنبالغ في رد فعلنا".

وذكر أن المتسللين الإيرانيين قد تمكنوا من الوصول إلى شبكات الحواسيب الخاصة بالشركات الصناعية الأميركية في الماضي، لكن لا يوجد دليل علني على أنهم أطلقوا اختراقات مدمرة بمجرد وجودهم هناك.

يذكر أنه بعد ساعات فقط من الغارة الجوية الأميركية يوم الجمعة التي أودت بحياة سليماني، طالب كريس كريبس، كبير مسؤولي الأمن السيبراني بوزارة الأمن الداخلي، الشركات الأميركية بزيادة دفاعاتها ضد المتسللين الإيرانيين.

وبحلول مساء السبت، كانت وكالة كريبس تراقب أيضا اختراق موقع إلكتروني حكومي ثانوي يديره مكتب النشر الحكومي، الذي حمل دعاية لفيلق القدس، بينما قالت المتحدثة باسم الحكومة الأميركية للأمن السيبراني سارة سينديك إنه لا يوجد تأكيد على قيام الحكومة الإيرانية بهذا الاختراق.

ربما تؤخر إيران إطلاق الرصاصة

ويرى الخبراء أن إيران قد ترغب في تأخير أي هجمات إلكترونية ضارة حتى يتضح إلى أي مدى سيتصاعد النزاع. هذا أمر محتمل، لأن معظم الهجمات الإلكترونية الضارة جدا تتطلب شهورا من العمل المسبق لاقتحام شبكات الحاسوب الخاصة بشركة ما بشكل مفاجئ.

وقال جيك وليامز، مؤسس شركة الأمن السيبراني رينديشن إنفوسيك Rendition Infosec ومسؤول سابق في وكالة الأمن القومي، إن "إيران ستستخدم بكل تأكيد كل ما لديها، لكنني لا أعتقد أن هناك هجوما إلكترونيا كبيرا في هذه المرحلة... كل قطعة من البرمجيات الخبيثة التي تستخدمها إيران الآن يمكن أن تتحول لرصاصة يمكنها إطلاقها لاحقا ليكون لها تأثير أكبر".

ورغم ذلك، هناك احتمال أيضا بأن تكون إيران حريصة جدا على عدم تجاوز الخطوط الحمراء بهجوم إلكتروني خشية أن تنتقم إدارة ترامب بقوة أكبر بكثير مما كان متوقعا.

وقال توني كول، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة أتيفو نتووركس "جرى خلط جميع الأوراق تماما مع هذه الإدارة، ولا تعرف كيف سيكون رد فعلهم... لذا سيتعين على إيران أن تسير بحذر".

الجزيرة

تصميم وتطوير