رئيس الوزراء المكلف يغادر القصر الرئاسي دون أي تصريح

متظاهرون يحتشدون حول البرلمان اللبناني وصدامات مع الشرطة

19.01.2020 08:23 PM

وطن: أظهرت مشاهد تلفزيونية مباشرة قيام قوات الأمن اللبنانية باستخدام مدافع المياه ضد متظاهرين كانوا يرشقونها بكل ما تقع أيديهم عليه، قرب مبنى البرلمان، حيث تتدفق الحشود بوسط بيروت الأحد 19 يناير/كانون الثاني 2020. وكانت تلك ثاني ليلة على التوالي من الاحتجاجات العنيفة في قلب العاصمة اللبنانية.

وبينما كان المتظاهرون يتوافدون إلى وسط بيروت، غادر رئيس الوزراء المكلف حسان دياب القصر الرئاسي بعد لقائه الرئيس عون دون الإدلاء بأي تصريحات.

وقال مسعفون لبنانيون إنهم عالجوا أكثر من 370 شخصاً، أصيبوا بجروح خلال اشتباكات وقعت مساء السبت واستمرت عدة ساعات بين قوات الأمن ومحتجين بوسط بيروت.

هذا العدد هو أعلى رقم للمصابين منذ بدء الاحتجاجات التي اتسمت بالسلمية إلى حد بعيد في أكتوبر/تشرين الأول. ومع انغماس لبنان بدرجة أكبر في أسوأ أزماته الاقتصادية منذ عشرات السنين، يتنامى الغضب من النخبة الحاكمة التي تهيمن على البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990.

الحشود تتدفق نحو البرلمان

تدفقت حشود على الشارع القريب من البرلمان الأحد وقال أحد المحتجين ويدعى بسام طالب ويعمل صانع أحذية «لسنا خائفين. كل ذلك من أجل مستقبل أبنائنا، البلد مجمد. ولا تفعل الدولة شيئاً.. إنهم مجموعة من اللصوص. وإن كان لديك مال في المصرف فلا تستطيع أن تسحب منه حتى مئة دولار».

وصب بعض المحتجين جام غضبهم على البنوك التي حدت من إمكانية الوصول لمدخراتهم وحطموا واجهة جمعية مصارف لبنان مساء السبت.

الصليب الأحمر اللبناني قال إنه عالج 220 شخصاً أصيبوا من الجانبين مساء السبت، ونقل 80 منهم إلى مستشفى. وقال الدفاع المدني إنه عالج 114 شخصاً آخرين، نقل منهم 43 للمستشفى.

وقالت قوى الأمن الداخلي إن 142 شرطياً أصيبوا.

وغطى الدخان حياً تجارياً بالعاصمة، في حين أطلقت قوات الأمن وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه. وطاردت قوات شرطة مكافحة الشغب رجالاً ونساء قرب البرلمان اللبناني، في ساعة متأخرة من الليل.

متظاهرون يهتفون «ثورة» ألقوا الحجارة والحواجز الحديدية وأصص الزهور. وحاولوا وهم يهتفون بشعارات ضد مسؤولين اقتحام منطقة شديدة التحصين في وسط بيروت تضم مبنى البرلمان.

وقطع محتجون ملثمون أفرع الأشجار ونزعوا لافتات الشوارع وألقوا بها على أفراد شرطة مكافحة الشغب.

منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أفادت أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع صوب رؤوس بعض المحتجين والرصاص المطاطي نحو عيونهم.

الحريري يطالب بتشكيل الحكومة
حث رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري السياسيين في البلاد اليوم الأحد على تشكيل حكومة جديدة بشكل عاجل وإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية.

وكتب الحريري على تويتر «هناك طريقة لتهدئة العاصفة الشعبية. توقفوا عن هدر الوقت وشكلوا الحكومة وافتحوا الباب للحلول السياسية والاقتصادية». وأضاف «بقاء الجيش والقوى الأمنية والمتظاهرين في حالة مواجهة.. دوران في المشكلة وليس حلاً».

ولم يتمكن الساسة من تشكيل حكومة جديدة أو وضع خطة لإنقاذ البلاد، منذ أن بدأت الاحتجاجات قبل ثلاثة أشهر ودفعت الحريري إلى الاستقالة. وتفاقمت الأزمة فخسرت الليرة اللبنانية نحو نصف قيمتها ودفع نقص الدولار الأسعار للارتفاع وانهارت الثقة في القطاع المصرفي.

عربي بوست

تصميم وتطوير