زيارة متحف الهلوكست (ياد فاشيم) المكان الخطأ
كتب: فادي البرغوثي
ربما يصلح ان نقول بان دولة الكيان الصهيوني دولة لم تقم الا على الكذب والخداع والتضليل والغش وانها كذبة التاريخ الكبرى والمعاصرة، فمن خلال هذه الكذبة احترفت فنون اجرام مستمر و بفعلها تشردنا الى اصقاع الارض لاكثر من 72 عاما .
ما يثير اهتمامي ودفعني لأقول ذلك الزيارة الكبيرة من واحد وأربعين زعيما دوليا بالإضافة الى مسؤولين حكوميين اخرين ليحضروا احتفالا في المكان الخطأ ، مكان حدث هناك من ارض القادمون الى هذه الارض لم تكن يوما محرقة لأحد، فيها اقيمت الحضارات المتفاهمة في نفس الوقت فيها تم احتضان جميع الرسالات السماوية دون استثناء من أحد ودون استثناء لأحد
هذا تاريخ أرضنا وشعبنا، فالأساس الذي انطلقت منه ثقافتنا وهويتنا هو مبدا التسامح الدارج بين سكانها بعض النظر عن دياناتهم وقناعتهم وربما يجوز لنا هنا المقارنة بين ما نحن فيه وما هم علية وباختصار شديد وبالنصوص هي الشاهد علينا والشاهد ايضا عليهم وعلى ما نفكر وعلى ما يبيتون لنا وما ينون عملة وما عملوا كما عملوا سابقا والمقارنة في ميثاق منظمة التحرير ووثيقة الاستقلال وقانوننا الاساسي وحتى مسودة مشروع التي لم تكتمل بعد وجميها تؤكد على المواطنة بغض النظر عن اللون والديانة والعرق فلا تفريق بين المسيحيون واليهود والمسلمين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات .
وبالمقارنة الضيقة التي لا تسمح لنا بتفصيلها في هذا المقال فان قوانينهم وتصرفاتهم رافضة وترفض مبدأ التعايش على هذه الارض والتي اخرها قانون يهودية الدولة التي يحق لليهودي اخذ ارض غيره مع انه ليس مالكها اليست هذه عنصرية يا زعماء العالم ؟ اليست هذه نازية العصر المقوننه والمحكومة بعقلية اجرامية ،اليس هذا خرق واضح لميثاق الامم المتحدة ؟ الذي يعترف بهذه الدولة. اليس هذا اختراق لحقوق الانسان ؟اليس ذلك دليل على اننا نحن ضحايا الهولكست الحقيقتين ؟
اما المكان القادمون الية زعماء العالم واعني هنا بالضبط مكان المتحف الهولكست (ياد فاشيم) هو المكان الذي له قصة كبيرة، قصة شاهدة على المذابح الصهيونية على أرضنا قصة تؤكد اننا ضحايا العصر الحديث، قصة للأسف لا يعرفها اغلب العالم .
نعم يا سادة العالم القادمون اليهم يوجد على هذا المتحف قرية تسمى دير ياسين التي ارتكبت فيها العصابات الصهيونية (ارجون، اشتيرت ) وبمساندة من منظمة الهاجاناه مجزرة كبيرة قتل فيها اكثر من 245 فلسطينيا وبدم بارد ، مجزرة متورط فيها مناحيم بيغن رئيس الوزراء الصهيوني عام (1977- 1983 ) واسحق شاهر رئيس الوزراء الصهيوني عام ( 1983 – 1992 )، مجزرة ارتكبت بحق سكان نائمين ببيوتهم مجزرة صلب فيها الاطفال والشباب والنساء والشيوخ وأطلق النار عليهم بدم بارد ، مجزرة تم فيها حتى التنكيل بجثث الشهداء ببتر أعضائهم وبقر بطون ألحوامل، مجزرة يا سادة وصلت فيه مراهنة الجنود على ما في داخل بطون هؤلاء النسوة في تحديد جنس الجنين ذكر ام انثى ؟ مجزرة اقتيد فيها 25 من رجال القرية داخل حافلات وطافوا فيهم شوارع القدس كما كانت تفعل الجيوش الرومانية قديما ثم اعدموهم، مجزرة قادمون الى مكانها يا سادة للأسف ليس لإحياء ذكرها انما لأحياء ذكرى الهلوكست البعيدة عنا فكرا ومسافة البعيدة عنا بعد ما يبتعد مكانكم حيث تقطنون ، مجزرة يا سادة حدثت بعدها مئات المجازر على يد نفس العصابات مستبيحة دمنا ليس إلا رغبة بالإجرام والسادية المقيتة .
مجازر مكانها يا سادة يريد رئيس الوزراء الحالي ان يستغلكم للدفاع عنة وعن اسرائيل امام محكمة الجنيات الدولية بعدما قررت التحقيق في جرائم حرب ارتكبها الاحتلال بحقنا وهو ادنى ما يمكن تحقيقه في انصاف جزء بسيط من الظلم التاريخي التي تعرض اليها الشعب الفلسطيني
مجازر مكانها لا يذكر حتى في التحقيقات والمجازر ليس الا ان المحكمة تنظر الى تاريخ التي تم فيها انضمامنا اليها من عام 2015 فقط خمس سنوات فعلت فيها اسرائيل كثيرا من القتل والحرق الحجر والبشر ايضا ، خمس سنوات فقط وستتجاهل فيها المحكمة ايضا مجزرة ألشيخ وأبوشوشه والطنطورة وقبية والقائمة تطول ونحن فقط لا نطلب منكم الا تاريخ انضمامنا ، ونطلب وقف شلال الدم النازف من اجسادنا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء