أهالي إقرث وبرعم ما زالوا ينتظرون العودة الموعودة - موشيه آرنس

10.09.2013 04:59 PM
مهجرّو إقرث وبرعم جاءهم العون من حيث لا ينتظرون، وزير الأمن الاسرائيلي السابق موشيه آرنس الذي أمضى سنوات طويلة في هذا المنصب وكان بإمكانه أن يعيدهم في حينه إلى قراهم بجرة قلم، تباكى في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "إقرث وبرعم مازالوا ينتظرون" موجها اتهاما "للذات الإسرائيلية" بغدر حلفائها في إشارة خبيثة إلى انتماء سكان القريتين الفلسطينيتين إلى الطائفة المسيحية التي تسعى إسرائيل لحشرها ضمن هذه الخانة في إطار سياسة فرق تسد.

آرنس سلسل تاريخ 65 عاما من تعامل إسرائيل مع قضية إقرث وبرعم، التي ابتدأت بعملية "حيرام" في تشرين اول عام 48 و"نظف"، على حد تعبيره، الجيش الإسرائيلي في نطاقها الجليل الأعلى وطرد منه قوات جيش الانقاذ بقيادة فوزي القاوقجي واحتل إقرث وبرعم اللتين لم تبديا أية مقاومة. السكان طلب منهم مغادرة بيوتهم بعد أن وعدوا بالعودة إليها عند إعادة الأمن للمنطقة وهم نفذوا الأمر، لكن الوعد لم ينفذ، وبعدها بثلاث سنوات قامت قوات الجيش الإسرائيلي بتفجير بيوت القريتين، وترك الكنائس التي ما زالت تنتصب هناك شاهدا أخرس على الوعد الذي لم ينفذ، كما يقول.

وخلال كل تلك السنين لم تجد نفعا الالتماسات للعليا، لجان التحقيق والمظاهرات والاحتجاجات، والوعد لم ينفذ بعد، والعدالة لم تخرج الى النور وسكان برعم ما زالوا ينتظرون. كل من يفتش عن المنطق، كما يقول آرنس، في رفض حكومات إسرائيل المتعاقبة بتنفيذ هذا الوعد يستصعب إيجاده. حملة "حيرام" أعادت الاستقرار الأمني إلى المنطقة. وفي 29 آذار عام 1949 وقعت كل من لبنان وإسرائيل على اتفاقية هدنة، والجيش الإسرائيلي الذي كان قد توغل خلال المعارك إلى داخل الأراضي اللبنانية عاد إلى الحدود الدولية، وخلال سنوات طويلة ساد الهدوء في المنطقة إلا أن سكان إقرث وبرعم لم يسمح لهم بالعودة إلى قراهم.

آرنس الذي وضع لمقاله هدف انتقاد تعامل إسرائيل مع حلفائها "المسيحيين"، ضمن سياسة فرق تسد التي تعاملت بها الصهيونية ودولة إسرائيل، يجري مقارنة بين حنث اسرائيل بوعدها لسكان إقرث وبرعم و"خيانتها" لقوات أنطوان لحد في جنوب لبنان، مشيرا إلى الضرر الذي ألحقه هذا الحنث وهذه الخيانة بمصداقية إسرائيل. (وإن كنا لا نرى وجها للمقارنة بين أهالي إقرث وبرعم المسالمين الذين أخرجوا من ديارهم عنوة وما زالوا بانتظار العودة الموعودة، وبين أفراد قوات لحد الذين حاربوا طوعا إلى جانب إسرائيل ضد أبناء شعبهم ووطنهم ولا نرى جامعا بينهم، الله هم سوى كونهم ينتمون إلى نفس الديانة "عرب 48").

وهو يتساءل في ختام مقاله، كيف يمكن تفسير سياسة إسرائيل تجاه حلفائها "المخلصين"؟ وهل يشجع ذلك الآخرين بأن يربطوا مصيرهم بإسرائيل؟ الجواب على هذا السؤال موجود بين ركام بيوت إقرث وبرعم، فسكان تلك القرى ما زالوا ينتظرون الإجابة، يقول آرنس.
تصميم وتطوير