ماذا بعد...بقلم: ياسر المصري

07.10.2011 01:09 PM

هي عبارة تتردد كثيراً في أذهان المتابعين للشأن الفلسطيني ماذا "بعد" هو المطلوب لكي يحمي ويصون ماتم تحقيقه حتى الآن،غير أن "بعد" قائمة عل الكل ولا يجوز إنتظارها من القيادة فقط بعد أن رسم خطاب السيد الرئيس وأسس لأرضية العمل الكفيلة بحصار الإحتلال،فالمطلوب الآن في "بعد" هو مواصلة الضغط على إسرائيل دولة الإحتلال والمستوطنين فهذه"بعد" مرهونة بقدرة الكل على تعزيز سياسة عزل الإحتلال وأثر هذا العزل الذي من المفترض أن يجيب على التغير المطلوب في السياسة الإسرائيلية في سبيل إستمرار عملية السلام والتي هي مصلحة المجتمع الإسرائيلي والفلسطيني معاً  وقد يكون من أولويات العمل على "بعد" :-

السعي بإتجاه المصالحة واقع يفرض نفسه إحتياجاً لمرحلة تاريخية يقودها الرئيس والقيادة الفلسطينية،فاصطلاح المقاومة لا يستطيع طرفاً أو جهة فلسطينية إحتكاره نظراً لأن المقاومة هي عمل يؤدي إلى نتيجة دونما أن يكون هذا الشكل مرتبط بصورة حصرية واحدة قائمة على شعار فقط.

وقد يكون من أوليات العمل على "بعد" هو المراجعة الشاملة لكل المبادرات الشعبية التي تمت بين فئات فلسطينية وإسرائيلية وتحديداً تلك التي صيغت بنصوص خاتمتها قيام الدولة الفلسطينية ومعالجات قضايا المرحلة النهائية سواءً التي بحثت في هذه القضايا وتناولتها بالتفصيل(مبادرة جنيف:ياسر عبد ربه ويوسي بيلين)أو التي تناولت قضايا الوضع النهائي بالمجمل وبالإطار العام (مبادرة حشد عامي أيلون وسري نسيبة):-

إن هذه المبادرات انطلقت على أساس تعزيز فرص السلام وتهيئة الشارع الإسرائيلي والفلسطيني لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة غير أن هذه المبادرات اليوم هو دورها الأكثر أهمية والأولية،فأين هي في الشارع الإسرائيلي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولماذا لاتتحرك كقوة ضاغطة لحماية السلام وتحدث الحراك الشعبي المطلوب الذي كان من المفترض أن يعطي نتائجه في هذه الظروف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لقد جمعت تواقيع 100 ألف في الولايات المتحدة الأمريكية داعية لعدم إعتراف أمريكيا بالدولة الفلسطينية ولم نرى جمع للتواقيع تدعو لقيام الدولة الفلسطينية في الشارع الإسرائيلي!!!!! وبالتالي لا قيمة لهذه المبادرات أن تبقى قائمة من قبل الجانب الفلسطيني طالما لا يوجد مؤشرات على بقائها لدى الجانب الإسرائيلي.

والفرصة قائمة أيضاً لِ "بعد" أن تكون فعالة ومنجزة في قطاع المنظمات الغير حكومية و التي حتى هذه اللحظة لم تقم بما هو مطلوب منها،فهل الرهان بأنها تتبع الممول هو حقيقة؟؟؟؟؟؟؟؟؟وعلينا التعامل معها على هذا الأساس؟؟؟؟؟؟؟ أم أنها فرضية خاطئة ستظهر في الإجابة على "مابعد".

أما "بعد" السياسية فقد تستطيع الإجابة عليها الإتحادات الفلسطينية الممثلة بكل قطاعات العمل المهني والشعبي الفلسطيني فهي الأساس الأول لتحقيق التفاعل مع الربيع العربي لما يشكل هذا الربيع من صمام أمان وثقل جماهيري ضاغط يؤثر في سياسة الغرب(أمريكا) على صعيد التأثير في (الكيل بمكيالين) وأن العدالة والحرية والديمقراطية هي أولويات واحدة ولها تعريف وإستحقاقات واحدة.

وقد يكون عدم الإستقرار في بعض الأحيان هو فرصة لخلق الإستقرار لكل الأحيان، يجب أن تعود القضية الفلسطينية أولوية العرب والمسلمين وبوصلة ثورية في فصل ثوري يغير ويؤثر في شكل ومصالح القوى الإقليمية والسياسية في المنطقة،وهذا ما حاول السيد الرئيس عبر خطوة التوجه للأمم المتحدة من تحشيده الذهني والعاطفي في سياق إدارة المعركة الدبلوماسية الأخيرة.

فلا معنى لِ "مابعد" إلا "مابعد" أن يقوم الكل بالمراجعة وتحديد خط السير لكلٍ في موقعه ومسؤولياته.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير