فلتختفي النساء.. /مجلة كنعان

10.10.2011 04:42 PM


فلتختفي النساء


إنه سيف: رئيس وزراء إحدى دول فلسطين


بادية ربيع




ليس هذا العنوان للتهكم، وليس بلا اساس. فقد أُعلنت هذه الدولة مراراً وما تزال المطالبة بإعلانات جديدة. واليوم هناك حكومتان "شرعيتان" واحدة في رام الله والأخرى في غزة.

على أن هذا ليس موضوعنا، بل حديث رئيس وزراء غزة السيد اسماعيل هنية قبل قرابة اسبوعين في مؤتمر لعلماء المسلمين في غزة حيث قال بالصوت والصورة على فضائيتي فلسطين اليوم" و "القدس": إن عدونا هي الولايات المتحدة والعلمانية. وقد كررها لتوضيح موقفه ومقصده عدة مرات. لقد دققت وأنا استمع عدة مرات كي أتأكد من سمعي، فكان أكيداً!!!

وكان معالي رئيس الوزراء نفسه قد ابرق "للمجلس الوطني الانتقالي" في ليبيا مهنئاً باحتلال طرابلس على يد طيران الناتو. إخراج طريف، الاحتلال والتدمير من طيران اربعين دولة، يتبع ذلك قطعان من السوقة والرعاع والعوام والمشردين والعملاء لينهبوا ويقتلوا ويغتصبوا باسم الإسلام. ثم ينبري رئيس وزراء قطاع غزة المسلم السني  مهنئاً ! وقطاع غزة هو الذي عانى من طيران الكيان كما تعاني ليبيا اليوم. كيف يكون القصف الجوي برداً وسلاماً على طرابلس وجحيماً في غزة!. لا بل إن قناة "فلسطين اليوم" وهي ايضا مؤيدة لمجلس العملاء، قد نشرت خبرا يوم 6 أكتوبر نقلا عن مجلة سلاح الجو الإسرائيلي بأن هذا السلاح يشارك في تصفية نظام القذافي.

لم نكن نتصور يا معالي رئيس الوزراء أن عاطفتك مشبوبة إلى هذا الحد لتهنىء عملاء استدعوا الدمار الأجنبي لبلدهم كي يحكموا؟ كان لدينا بعض الغباش لمعرفة وتدقيق لماذا فعلت ذلك. نميل يا معالي الرئيس إلى الاعتقاد أنك مغتبط بوجود عبد الحكيم بلحاج في ذلك المجلس ممثلا للقاعدة. فويل إذن للنساء!! لو قلنا أن الأمر من قبيل الدبلوماسية، لما كان تقديراً مقبولاً لأن غزة لم تصبح بعد دولة تراعي البروتوكولات! كما أن من دمروا ليبيا لا يقبلون تهنئة منك، لأن المعروف حتى الآن على الأقل أنهم يريدون تدمير غزة؟ هل هي رسالة مبطنة؟ الله أعلم.

لكن جوهر موقفك اتضح يا رئيس الوزراء حين استمعنا لخطابك أمام علماء المسلمين حين وضعت العلمانيين وأميركا معاً في صف واحد بل هدفاً واحداً لك. لسنا بصدد مناقشة وتفنيد ما تعتقد وتقول ولا بصدد إقناعك. ولكننا نسأل انفسنا والناس:

·        إذا كان موقفك هذا، وأنت تعبر عن تنظيم له قاعدة شعبية وقاعدة تسليح ، وغزة تحت النار، فكيف ستتفعل بنا إذا ما تحول وضع غزة إلى وضع عادي؟

·        ما مصير العلمانيين في غزة؟ ولا نقول اليسار أو الشيوعيين او اللادينيين او غير المسلمين؟ 

·        ماذا سوف تفعل بامرأة علمانية مثلاً. ستقول، يا إلهي، إمرأة وعلمانية؟ 

لست أدري لماذا لا تلتقط الولايات المتحدة والصهيونية هذا الأمر وترفع الحصار عن غزة لأن ما ستقوم به إذا استتب لك الأمر سيكون افظع ! هل نرحل؟ كلا. 

كنا نعتقد أن احتلال فلسطين من قبل الصهيونية، ودعم الغرب المؤمن لإسرائيل سوف يغير شيئاً ما في تفكيرك! كنا نعتقد أن تضامن علمانيين من مختلف بلدان العالم سوف يُقنعك ان لكل إنسان رؤيته، وأن العلمانية ليست إلحاداً، علماً بأنك لست مخوَّلاً بتمثيل الدين سوى بالبندقية التي في يدك. ولكن يبدو أن لا شيء تغير لديك يا معالي رئيس الوزراء. 

قد لا نستغرب منك لا هذا ولا ذاك. ولكن نستغرب هذا التمترس وراء تفكير هو: 

·        من جهة قروسطي 

·        ومن جهة ثانية لا يحاول التطور 

فالذين كانوا في القرون الوسطى بعقلية تلك الفترة لو بقوا لتغيروا. أليس التغير بل التطور هو سُنِّة الحياة؟ 

ولكن، دعني اسألك بشرفك: اليست رسالتك ضد العلمانية هي رسالة إلى دول النفط، إلى الإسلام الوهابي والنفطي؟ رسالة تؤكد أن العقل واحد، وأن استحسان امريكا واحد، ولذلك كأنك تقول: فليكن مال النفط واحداً. 

قد يكون كلامي هذا صعباً، ولكنني ابحث كنت ولا زلت عن تفسير لما قلت، لأنني مرتعبة تماماً مما ستفعل إذا دانت لك الدنيا ذات يوم بترخيص من الولايات المتحدة حامية حمى الإسلام الوهابي والتركي؟ 

وبشرفك مرة ثانية: الست مع خروج حماس من سوريا كي تسحب منها ورقة المقاومة ومن ثمَّ يصبح دم الشعب السوري حلالاً كدم عرب ليبيا والبحرين ودم كل عربي؟ أستحلفك بأولادك الثلاثة عشر، أنك لم تتصل بالشيخ يوسف القرضاوي وتهنئه على فتواه بمقتل ثلث الشعب العربي في سوريا كي يسقط النظام؟ 

لقد استغربت أمراً واحداً أكثر من استغرابي لما قلته أنت: اين النساء في غزة، بل اين كل من يكتبون ويثرثرون على رصيف المعرفة والمستقبل؟ لم يكتب أحد شيئاً! هل تنتظر النساء حتى تكسبهن أنت غنائم وسباياً؟ بالتأكيد تملكك الغيظ حينما سمعت نداء عائشة القذافي تناشد الشباب الصمود. لا شك انك قلت: سوف أرسل من يجلبها لي سبِّية! 

ويل للنساء منك، وويل للوطن، بل ويل للإسلام غير السياسي

 عن مجلة كنعان/ النسخة الالكترونية


جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير