افتتاحية "القدس العربي": افعلها يا عباس.. وحل السلطة

28.10.2011 11:07 AM
قالت صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها اليوم، إن الهجوم الشرس الذي يشنه افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي هذه الأيام على الرئيس الفلسطيني محمود عباس يذكرنا بهجوم مماثل شنه ارييل شارون زعيم تكتل الليكود على الرئيس الراحل ياسر عرفات قبيل استشهاده، اي عرفات، بالسم بعد حصار طويل في مقره برام الله. فالتهم واحدة اي الوقوف عقبة في طريق عملية السلام.

ليبرمان يقول ان الرئيس عباس 'ليس رجل سلام وانه يعمل ضد اسرائيل على الساحة الدولية' و'ان عباس هو أسوأ زعيم بامكان اسرائيل ان تجد نفسها امامه فهو يهدد بتسليم المفاتيح، وليته يفعل لان من يخلفه سيكون افضل'.

تضيف الصحيفة: هذه الهجمة الشرسة ضد الرئيس الفلسطيني تأتي بعد خطابه القوي الذي ادلى به في الجمعية العامة للامم المتحدة واصراره على التقدم بطلب عضوية دولة فلسطين الى مجلس الامن الدولي، ورفضه كل الضغوط الامريكية والاسرائيلية للتراجع عن هذا الموقف، والعودة الى المفاوضات المباشرة وفق شروط الحكومة الاسرائيلية.

ليبرمان يريد ان يتحول الرئيس الفلسطيني الى موظف في وزارة خارجيته، يأتمر بأمره، وينفذ تعليماته، والا فانه ليس رجل سلام، ويجب ان يغادر منصبه فوراً، واستبداله بمن يقبل دور الدمية لاسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة.
فمواصفات الرئيس الفلسطيني الجيد بالنسبة الى ليبرمان ورئيسه بنيامين نتنياهو ان يصفق للاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وان يعود الى طاولة المفاوضات العبثية دون اي ضمانات بالوصول الى الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، والتنازل كلياً عن جميع الثوابت الفلسطينية بما فيها حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وتمضي الصحيفة بأن هذا الارهاب السياسي والمعنوي الذي يشنه ليبرمان لا يمكن ان يأتي من فراغ، فوزير الخارجية الاسرائيلي ينطق بلسان نتنياهو، والمجموعة اليمينية المتطرفة التي تدير الامور في اسرائيل، وبدعم مباشر من ادارة الرئيس باراك اوباما الامريكية. فهذه الادارة التي استبشرنا كثيراً بمقدمها باتت مهمتها محصورة في كيفية الدفاع عن الاستيطان الاسرائيلي وتبريره، ومحاربة الشعب الفلسطيني بكل الطرق والوسائل.

كان غريباً ومستهجناً ان تلوح ادارة اوباما باستخدام 'الفيتو' في مجلس الامن ضد قرار الرئيس عباس بطلب عضوية دولة فلسطين، وها هي تهدد بقطع جميع مساهماتها المالية لمنظمة اليونسكو اذا ما قبلت عضوية فلسطين الكاملة فيها من خلال طلب مماثل.

سمعنا ان الرئيس عباس يبحث جدياً الدعوة لاجتماع عاجل للمجلس الوطني الفلسطيني ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الاخرى واعلان حل السلطة الفلسطينية كرد على هذه المواقف الامريكية والاسرائيلية الرافضة للسلام والداعمة للاستيطان، ونأمل ان يكون هذا التوجه مطروحاً، لان الشعب الفلسطيني لم يجن من العملية السلمية غير الحصرم.

الشعب الفلسطيني تحول الى شعب متسول يعيش على استجداء المساعدات الدولية والعربية، بينما ينهب الاسرائيليون ارضه، ويسرقون مياهه، ويتعمدون اذلاله وقيادته. ومثل هذا الوضع هو قمة الاهانة في وقت تتصاعد فيه الثورات العربية الهادفة الى اطاحة انظمة ديكتاتورية فاسدة واستعادة الكرامة المفقودة.

وتخلص الصحيفة بأن الرئيس عباس هو آخر القادة التاريخيين لحركة 'فتح' ومنظمة التحرير الفلسطينية، وعليه ان يسير قدماً في مشروعه لحل السلطة، واعلان افلاس العملية السلمية، ووضع حد لمسلسل الخداع الذي مارسته وتمارسه اسرائيل وامريكا منذ عشرين عاماً تحت عنوان 'العملية السلمية'.

حل السلطة يجب ان لا يكون ورقة تهديد تكتيكية لتحسين شروط التفاوض، او للحصول على اعتراف رمزي بدولة فلسطين في الامم المتحدة، وانما خطوة جدية نتيجة قناعة راسخة بفشل الرهان على المفاوضات، والعودة الى الخيارات والبدائل الفلسطينية الاخرى وعلى رأسها المقاومة بكل اشكالها.

وختمت "القدس العربي" افتتاحيتها قائلة: نتمنى ان يفعلها الرئيس عباس، ويقدم على العملية الفدائية الأهم في مسيرته، لكي يدخل التاريخ من ابوابه المشرفة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير