العيادات الخاصة.....هل من رقيب؟؟؟ محمد أبوعلان:

31.10.2011 03:26 PM
قصص القطاع الصحي الفلسطيني العام منه والخاص لها بداية وليس لها نهاية، فلا نبالغ إن قلنا أن لكل مواطن فلسطيني احتاج رعاية صحية قصة ما، إما تتعلق بالأسعار وإما تتعلق بمستوى الخدمة المقدمة أو لكليهما معاً.
صديق لي عاد من ألمانيا ليقضي إجازة العيد مع أسرته في إحدى قرى محافظة نابلس، خلال زيارته قرر وزوجته الحامل زيارة عيادة نسائية مختصة للاطمئنان على الوالدة والجنين في الشهر السابع من الحمل، مجموعة من الصور التي التقطها أثناء تجواله بين غرف العيادة، وكلماته التي خطها عن مشاهداته تبين واقع بعض العيادات الخاصة التي يتضح من الصور غياب الرقابة والتفتيش للتأكد من سلامتها.
ورواية صديقي كانت الآتية:
قبل يومين ذهبت مع زوجتي الحامل إلى طبيبة نسائية مختصة ولها اسم وشهرة في المنطقة. قيل لنا إن الدكتورة ستتأخر ربع ساعة لأنها في زيارة، لا بأس وطلب منا الانتظار على المقاعد المخصصة لذلك فيما يعرف بغرفة الانتظار، وما أدراك ما غرفة الانتظار …
جاءت الطبيبة النسائية المختصة بعد ربع ساعة وكنا أول من يدخل إليها. فتحت باب العيادة، وعندما عرفت أن زوجتي في الشهر السابع طلبت منا التوجه إلى الغرفة المجاورة، حيث جهاز الفحص بالأشعة فوق المغناطيسية لمعرفة وضع الجنين. دخلنا الغرفة المجاورة وكانت المفاجأة لما شاهدته في هذه الغرفة….
بعد الفحص ومعرفة أن الجنين بصحة جيدة وأن كل شيء على ما يرام، ذهبنا إلى الغرفة الأولى، حيث تستقبل الطبيبة النسائية مرضاها لفحصهم ومعرفة أسباب الزيارة.. ولن أطيل شرح وضع هذه الغرفة، لأن الصور تكفي لما أريد قوله…
أليس من العيب وصف هذا المكان بمكب النفايات؟ مع العلم أن هذه هي العيادة؟
قبل مغادرتنا فتحت الطبيبة المختصة جهاز فحص ضغط الدم وهي جالسة على مكتبها الرائع وفحصت دون أن تتحرك من مكانها…
هذه العملية لم تستغرق أكثر من ربع ساعة وطلبت الدكتورة النسائية (40) شيكلاً (عشرة دولارات) كشفية.
هنا أتساءل عن الأخلاق التي نتغنى بها، فالطبيبة ترتدي الحجاب وتسمي بالله قبل أن تبدأ بالفحص وتذكر الله كل دقيقة، مما يدل على أنها مؤمنة بالله (رغم عدم قناعتي بإيمانها وبالحجاب الذي ترتديه). فأين هذا الإيمان الذي فرض عليها قبل كل شيء احترام المريض؟ فكل طبيب يقسم بصون المهنة والقيام بالواجب تجاه المرضى والكثير الكثير. أين هذا القسم؟ لماذا ذكر الله الذي يوصي بالنظافة واحترام قيمة الإنسان؟ لماذا نخون الأمانة التي نحملها ولا نحترم مرضانا؟ هل ترضى هذه الطبيبة المختصة أن يستضيفها أحد في مزبلة أو قرب مكب نفايات؟.
كيف ترضى هذه الطبيبة على نفسها أن تستقبل الآخرين، الذين سلموا صحتهم وعافيتهم لها، بأن تستقبلهم في مكان لا يرقى إلى مرتبة المزبلة؟ لماذا تضع شعارات زائفة تبدأ باسم الله وتنتهي بالوقاية خير من قنطار علاج؟ أين هو الدين والأخلاق التي نتغنى بها صباح مساء؟
لو كان الأطباء في فلسطين يعانون من أزمة مالية، لوجدنا لهم الأعذار، لكن زيارة أي طبيب لا تقل عن عشرين شيقلا، أي أن كل طبيب يجني يوميا ما لا يقل عن 300 إلى 400 سيقل.. ألا يستحي هؤلاء الأطباء على أنفسهم بتكليف من ينظف عيادتهم من الأوساخ المنتشرة في كل مكان، مع العلم أن أجر عامل التنظيف لا يرقى إلى زيارة مريض واحد… كفى استهتاراً واستهزاء بهذا الشعب. كفى كفراً ودجلاً ومحاباة باسم الإسلام. كفى تغنياً بالأخلاق وأننا شعب يحترم ذاته.. كفاكم كفراً بما أقسمتم به قبل تسلم شهادات مزاولة المهنة… كفى كفى.

وقبل أن أنهي كلامي عما شاهدته عند الطبيبة وغيرها من العيادات الخاصة، أقول لكم أننا نحن من ساعد هؤلاء......... على الاستمرار في هذا الوضع.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير