الى غسان كنفاني 2011...بقلم: عصام اليماني

11.07.2011 09:18 AM

(في الذكرى الثلاثين لاستشهاد غسان كنفاني)8- غسان، سأنتظرك في مهرجان الفيلم الفلسطيني في تورنتو، الى اللقاء.7- تخيل يا غسان، كيف سيتم تدريس جغرافية فلسطين في حال «نجحنا» في اقناع دول العالم بحقنا في اقامة دولة، في المناطق المحتلة عام 67؟ هل سيشرح المدرس لطلابه خريطة فلسطين بقوله، يحد دولة فلسطين، اراض فلسطينية محتلة عام 48، ومن الجنوب صحراء النقب الفلسطينية، ويفصل بين المدن الفلسطينية، مستعمرات تم إنشاؤها على اراض فلسطينية، ومن الشرق غور الاردن التابع للدولة الفلسطينية، لكنه مصادر من اسرائيل. درس صعب استيعابه يا غسان. ويبقى السؤال يا غسان: هل يتوجب علينا في حال الاعتراف بدولة فلسطينية على ربع مساحة فلسطين التاريخية ان نختصر العلم الفلسطيني الى لون واحد من الالوان الاربعة؟6- إبشر يا غسان ، فبعد 62 عاماً على إعلان حكومة عموم فلسطين، و44 عاماً على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة و23 عاماً على اعلان الاستقلال، اكتشفت القيادة الفلسطينية ان بإمكانها التوجه للامم المتحدة في ايلول لحث المجتمع الدولي على الاعتراف بدولة فلسطين على الأراضي المحتلة كافة عام 1967. تبرر القيادة الفلسطينية هذه الخطوة العبقرية بعدم وصول المفاوضات مع «الصهاينة» الى نتيجة. وفي الوقت ذاته يعلن «الرئيس» انه في حال فشلت جهوده في اعلان الدولة فلا خيار له سوى المفاوضات على اعتبار ان الانتفاضة والكفاح المسلح «خربوا بيوتنا. الله يعمر بيتو ودولتو».بالرغم من توقيع الاتفاق، فإن المفاوضات الفلسطينية - الفلسطينية لم تنته بعد. هذا الاسبوع ستسأنف المفاوضات حول كيفية تنقيذ بنود الاتفاق، ثم مفاوضات للاتفاق على اسم رئيس الحكومة، تليها مفاوضات لتسمية الوزراء، ومفاوضات بخصوص إطلاق المعتقلين في سجون كل من الطرفين. الحياة باتت مفاوضات يا غسان..5- بعد قرابة العامين من المفاوضات، والأخذ والرد وتدخل تركيا وسوريا ومصر وايران، تم توقيع «اتفاق المصالحة». لا يا غسان.. ليست مصالحة بين تركيا وسوريا او بين مصر وايران. مصالحة بين فتح وحماس. بموجب الاتفاق اقرت حماس بحق «الرئيس» بالتفاوض، واعترفت فتح بحماس شريكاً في السلطة بنسبة 48%.4- الجديد يا غسان انه حصل تبدل جذري في وظيفة الحكام العرب، فقد تحولوا من رؤساء وامراء و«قادة ثورات»، الى خبراء في ابادة الحشرات والزواحف. فبقدرة قادر تحولت الشعوب العربية، الى جرذان وجراثيم وكلاب ضالة وشاردة. آلاف الضحايا من اجل الحرية سقطوا ثمناً لحريتهم. في كل الازمان للحرية مقابل.3- لمناسبة الحديث عن الحرية، شعارات التغيير في الوطن العربي يا غسان، بسيطة وواضحة وصريحة ـ الشعب يريد تغيير النظام، الشعب يريد إسقاط النظام، الشعب يريد الحرية، وبدون فذلكة كلامية اوخطابات استعراضية. شعارات حملها ورددها خريجوالجامعات الذين لم يجدوا فرصة عمل كريم في اوطانهم، وعمال قطاع عام وخاص اجورهم اكلها الغلاء والتضخم وتقليص الخدمات الاجتماعية والغاء الدعم عن السلع الاساسية رضوخاً لإملاءات البنك العالمي والدولي وصندوق النقد الدولي. والفلاحون الذين اكل الرز والقمح المستورد حصادهم. ادوات التغيير لم تتغير. عمال وفلاحون وطلبة وصغار الضباط، وموظفون لم يعد من الممكن وصفهم بالطبقة المتوسطة.2 ـ غسان، تربكني مقولتك، «انا لا احكي عن الحرية التي لها مقابل، وقولك ان الحرية هي ذاتها المقابل». نتغني بتلك المقولة يا غسان، وعندما نريد ان نكون احراراً، لا نجد الا ان ندفع مقابل الحرية، هل كنت حراً يا غسان؟ ام ان ما كتبته كان رغبتك، ان تكون حراً بدون مقابل، اوانك اردت توجيهنا على كيف يجب ان نفهم الحرية. نحن في زمن كل شيء له تسعيرة وثمن حتى الحب علينا ان ندفع ثمنه، فما بالك بالحرية؟1 ـ غسان، استراح ابوماهر اليماني من المشي، رحل في بداية هذا العام، اعتقدنا انه كان مستلقياً في غيبوبة، لنكتشف لاحقاً انه تحايل علينا قليلا، ترك جسده على سرير وغادر بروحه لتلتقي وتعانق روح البوعزيزي في تونس، ثم توجه نحوميدان التحرير في مصر ليغطي برموش العين اجساد الصبايا والشباب هناك والذين ارهقهم الجوع وثقل النظام، من هناك انتقل الى دوار اللؤلوة في البحرين، وساحات ليبيا ثم الى رام الله هاتفا مع الشباب «الشعب يريد إنهاء الانقسام». فلما تيقن ان عصراً عربياً واعداً قيد التكوين، توجه عائدا الى سحماتا، كما توجهت انت «عائداً الى حيفا».عصام اليماني

الى غسان كنفاني 2011.

 عن السفير اللبنانية.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير