بيرزيت: مؤتمر "سد الهوة بين التعليم البيئي العالي والتنمية المستدامة"

17.11.2011 10:59 AM
وطن للانباء/ عقد معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة بيرزيت، اليوم، مؤتمراً علمياً بعنوان: "سد الهوة بين التعليم البيئي العالي والتنمية المستدامة"، ويأتي المؤتمر كأحد الأنشطة الممولة من الإتحاد الأوروبي، من خلال برنامج "Tempus"، وذلك بحضور كل من: وزيرة التربية والتعليم العالي د. لميس العلمي، ورئيس جامعة بيرزيت د. خليل هندي، ونائب الرئيس للشؤون المجتمعية د. منير قزاز، ومدير معهد الدراسات البيئية والمائية د. نضال محمود، ومنسق مكتب برنامج "Tempus" د.نضال الجيوسي، ورئيس المؤتمر د. زياد الميمي.

وأكد د.هندي في كلمته على أهمية المؤتمر في وضع خطة إستراتيجية لإصلاح وتطوير ماجستير هندسة وعلوم المياه والبيئة في الجامعات الفلسطينية من خلال ربط التعليم والمساقات بحاجة السوق المحلي والمجتمع الفلسطيني، وتشجيع التكامل بين الجامعات المحلية من خلال دراسة ممارسات وتجربة الدول الأوروبية في هذا المجال.

وأضاف: "تعاني بلدان الشرق الاوسط بشكل عام وفلسطين بشكل خاص، من شح مقلق للمياه وسط طلب متزايد على هذا المصدر، ولا تزال كافة مصادر المياه الفلسطينية السطحية والجوفية، بما في ذلك حقوق الفلسطينيين في حوض نهر الأردن، تخضع لعمليات السيطرة والنهب والاستغلال والاستنزاف من قبل الإسرائيليين وحرمان للفلسطينيين من الانتفاع بمصادرهم المائية".

وأكد على الدور الذي تلعبه جامعة بيرزيت، ومن خلال معهد الدراسات البيئية والمائية، في تنمية قطاعي المياه والبيئة من خلال تقديم الدعم الفني للمؤسسات الوطنية المعنية، وبناء القدرات من خلال البرامج الأكاديمية والدورات التدريبية وورشات العمل المختصة، وتقديم الابحاث العلمية التطبيقية والاستشارات الفنية.

فيما طالبت الوزيرة العلمي بتحديد اهم المعوقات التي تحول دون التقدم بالوعي و المعرفة البيئية الفردية و الجماعية، وتحديد واجبات السلطات المسؤولة لمعالجة التحديات الحالية التي تعصف بالبيئة الفلسطينية. وقالت: إن الحكومة الفلسطينية خطت خطوات هامة في مجال التوعية البيئية لكنها تظل منقوصة ما لم تتصف بالشمولية المعتمدة على التخطيط العلمي المرتكز على قوانين و أنظمة تحدد الأدوار و المسؤوليات".

وتحدث الوزيرة العلمي عن برنامج "Tempus" المدعوم من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، والذي سوف يساهم في وضع خطة إستراتيجية لإصلاح الدراسات البيئية في نظام التعليم العالي في فلسطين، ومن المتوقع أن يساهم في حماية البيئة الفلسطينية، وضمان الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية لتلبية احتياجات الجيل الحاضر، دون المساس باحتياجات أجيال المستقبل.

من جهته، قام د. الجيوسي بتقديم تعريف ببرنامج "Tempus"، والذي يهدف إلى تقييم الوضع الراهن للدراسات العليا في مواضيع بيئية في فلسطين، وتعميم أفضل الممارسات التي اعتمدتها دول الإتحاد الأوروبي الشريكة بما يخص الدراسات العليا، إضافة إلى تعزيز الوعي وتطوير الشراكات مع المؤسسات وتحسين الاتصالات بين المجموعات التي لها علاقة بنظام التعليم البيئي، وأكد د. جيوسي أن "Tempus" هو برنامج شراكة ما بين ست جامعات، هي: جامعة بيرزيت، جامعة النجاح، جامعة القدس، جامعة أثينا التقنية الوطنية، المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم، وجامعة لغبرة في المملكة المتحدة.

فيما أشار د. الميمي إلى أنه قد سبق عقد المؤتمر العديد من النشاطات، لعل أهمها دراسة وضع التعليم البيئي العالي والاحتياجات المستقبلية والتي تم نشرها سابقا وسيتم من قبل جامعة النجاح، وإنشاء نوادي بيئية في جامعة بيرزيت وجامعة القدس وجامعة النجاح، وإعداد خطة استراتيجية لإصلاح التعليم العالي البيئي.

وفي كلمته، أكد د. محمود على ضرورة تضافر الجهود من اجل الحفاظ على المصادر البيئية في فلسطين، خصوصا في ظل الانتهاكات الإسرائيلية للبيئة الفلسطينية، حيث لا يحصل الفلسطينيون على أكثر من 10% من مصادر المياه الجوفية.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية أيضاً كلمة للمتحدث الرئيسي المتخصص البيئي الدولي د. جيوف اوبرين، حيث تحدث في مداخلته عن أثر تغيير المناخ على المجتمع، وأن العالم سيشهد في الفترة القادمة تغيرات مناخية ستهز العالم على الصعيدين الاقتصادي والسياسي حيث ستؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى اختلال بيني كبير، فالمدن الساحلية والدول الساحلية ذات الأراضي المنخفضة عن سطح البحر، وأراضي الدلتات وكثير من الجزر بالمحيط الهادي والأطلسي والهندي سوف تتعرض لغرق مساحات شاسعة مع ارتفاع مستويات البحار، أما المناطق القريبة من خط الاستواء فقد تصبح صحارى يستحيل الحياة فيها.

ومن مخاطر الاحتباس الحراري أيضا إحداث العواصف والأعاصير المدمرة، بزيادة درجة حرارة سطح البحر إلى درجات تزيد من قوة وعنف العواصف والأعاصير، إضافة إلى ضربها أماكن لم تكن تضربها من قبل، وتكونها في أماكن لم تتكون فيها قبلا، وهي تقضي على كثير من أنواع الحياة في الشواطئ التي تضربها، إضافة إلى الدمار الذي تخلفه.

وفي الجلسة الثانية والتي ترأسها الأستاذ في جامعة لغبرة في بريطانيا د. مايك سميث، والوكيل المساعد في وزارة التربية والتعليم د.. فاهوم شلبي. قدم كل من . د. مروان حداد و د. صلاح ياسين من جامعة النجاح الوطنية ورقة علمية حول "تقييم برامج التعليم العالي في فلسطين من منظور المجموعات البؤرية ذات العلاقة".

كما القى كل من د. عامر مرعي من جامعة القدس و د. حنا عبد النور من جامعة القدس محاضرة علمية بعنوان: "خطة إستراتيجية لتحسين التعليم البيئي في نظام التعليم العالي في فلسطين".

وقدمت د.عريب الصيرفي من جامعة بيرزيت ورقة علمية حول: "نحو تعليم بيئي مستدام - حالة عملية جامعة بيرزيت". ومن جهة أخرى قدم د. برين ريد من جامعة لغبرة في بريطانيا محاضرة علمية حول :" التعليم البيئي للمهندسين واختبار الخطة الدراسية".

كما قدمت د. ماريا مانداركا محاضرة علمية حول: "التعليم الالكتروني- حالة عملية من أكاديمية الطاقة للتعليم عن بعد"، تلتها محاضرة علمية للسيد Henk J. Lubberding بعنوان: " :Ecoland العمل الجماعي في دراسة العلوم البيئية". واختتمت الجلسة بنقاش مفتوح حول المحاضرات سابقة الذكر.
ترأس الجلسة الثالثة كل من د. عامر مرعي من جامعة القدس ود. Maria Mandaraka من جامعة NTUA في اليونان.
خلال الجلسة القى د. Parl Horton محاضرة علمية بعنوان: كيف نريد أن يكون مستقبلنا المستدام؟" تبعتها محاضرة علمية ألقاها د. مروان حداد بعنوان: "ملخص البحث لإصلاح الدراسات البيئية في نظام التعليم العالي".
كما ألقت أ. ريم زيتون محاضرة علمية بعنوان:" تقدير الجريان السطحي من خلال عدد المنحنى لوادي تعميرة في بيت لحم، فلسطين".

فيما ألقى د. معاذ أبو سعدة محاضرة علمية حول:" النموذج الزمني للأمطار وأثره على كمية المخلفات المجمعة على أنظمة KARST.، وقدم د. مروان غانم و د. إبراهيم شلش و د. حسين الريماوي من جامعة بيرزيت مداخلة بعنوان:" الخصائص الكيميائية للأمطار في منطقة رام الله".
من جانبها اعتذرت د. لميس أبو حلوب و د. يحيى عابد عن محاضرة علمية بعنوان: فلورة الأسنان والمخاطر المرتبطة بها لدى أطفال قطاع غزة"، بسبب عدم حصولهما على تصريح من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية للقدوم إلى رام الله من غزة.
يذكر أن المؤتمر يستمر على مدار يومين.
تصميم وتطوير