مفاجآت فلسطينية في الطريق...بقلم: اليكس فيشمان/ يدعوت

19.12.2011 05:39 PM
توشك العضو الجديدة في اليونسكو السلطة الفلسطينية ان تضع على مائدة المنظمة طلبا ساذجا هو الاعتراف بالمدينة القديمة في الخليل وفيها مغارة الماكفيلا بأنها موقع للحماية الوطنية. ولا يوجد أي سبب كي لا تقبل اليونسكو هذا الطلب. وسيسعدها ان ترسل مراقبين الى واحد من أوكار الأفاعي الأكثر سُما في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني كي توقد هناك شعلة.
هكذا ستجد اسرائيل نفسها غارقة في موجة دعاوى عن أنها تمس بقيم الثقافة – في القسم اليهودي وفي القسم الفلسطيني من مغارة الماكفيلا. وقد ضُمن للفلسطينيين هنا النجاح مقدما. فاسرائيل ستُعاب ويُندد بها في العالم وستظل صورتها – إن كان بقي منها شيء – تُسحق سحقا دقيقا.
هذه الحيلة واحدة فقط من القذائف التي تُعدها السلطة في ماسورة المدفع استعدادا لتجديد هجومها السياسي على اسرائيل. فبعد محاولة الفلسطينيين الفاشلة ان يُقبلوا للامم المتحدة أصبحوا في تراجع. هكذا يفسر نتنياهو الامر لكن هذه حماقة منا.
يجب على اسرائيل ان تكون مستعدة اليوم لأجلين مسميين حاسمين في المعركة الدبلوماسية. يقع الاول هذا الاسبوع وهو اللقاء بين جميع الفصائل الفلسطينية في القاهرة في الثاني والعشرين من كانون الاول، لنقاش اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. وقد استقر رأي المصريين على ان يفعلوا كل ما يستطيعون ومن جملة ذلك استعمال الضغط على كل واحدة من المنظمتين على حدة، للتوصل الى اتفاق يُمكّن من انشاء حكومة وحدة واقامة انتخابات وفتح صفحة جديدة بين غزة والضفة. وقد يعزز نجاح هذا الاجراء الجرأة الفلسطينية على المطالب التي يثيرها أبو مازن تجاه اسرائيل وتجاه الولايات المتحدة.
والأجل المسمى الأهم هو السادس والعشرون من كانون الثاني 2012: وهو الأجل المسمى الأخير الذي أسمته الرباعية للفلسطينيين واسرائيل ليعرضوا بدء تحادث في شأن الحدود والأمن. ولا يجوز للفلسطينيين حتى هذا الأجل المسمى ان يهتاجوا لا سياسيا ولا عسكريا. وهم في هذه الاثناء يعرضون على الرباعية عرض سيطرة على الميدان ومسؤولية. فنحن نفي بنصيبنا ونعالج الارهاب في حين تستمر اسرائيل في رفضها وتتهرب من التفاوض.
بعد السادس والعشرون من كانون الثاني سيشعر الفلسطينيون بأنهم متحررون من هذا القيد ويعاودون الهجوم السياسي. فاذا استمرت اسرائيل في غفوتها ولم تبادر الى أي اجراء يعرضها على أنها حاولت التوصل الى اتفاق في الأقل، فان الموجة الثانية من الهجوم ستكون أقسى كثيرا مما سبقها.
أصبحت السلطة الآن تعرض وجها صارما في ظاهر الامر تجاه الامريكيين وترفض ان تقبل المال المخصص لتمويل وتدريب الكتائب العسكرية التي أقامها الجنرال دايتون. ويقولون لن نأخذ المال للجيش اذا لم يحرر مجلس النواب الاموال المخصصة لانشاء بنى تحتية في الضفة (وهي اموال جُمدت بسبب الاجراءات السياسية من طرف واحد).
"لن نكون جيش لبنان الجنوبي"، أوضحت السلطة للامريكيين. ولن يكون وضع يعطون فيه مالا لجيش يحمي مصالحكم ومصالح اسرائيل في حين لا تعطونا للبنى التحتية عندنا. وتكمن هنا اشارة ثخينة اخرى لواشنطن: وهي أنكم لن تصدونا عن تنفيذ التوجه للامم المتحدة لنُقبل لعدد من مؤسساتها الاخرى.
وفي موازاة هذا يُعد الفلسطينيون سلسلة اجراءات سياسية تقربهم من الاستقلال من غير تسوية مع اسرائيل. فعلى سبيل المثال فحصت مجموعة خبراء قانون دوليين في المدة الاخيرة من جديد فكرة أُثيرت في الماضي في السلطة ورُفضت وهي "نظام ائتمان" (سلطة برعاية الامم المتحدة تلغي في الحقيقة ما بقي من اتفاقات اوسلو وتكون مرحلة قبل اعلان الاستقلال). وخبراء القانون، الذين عرضوا استنتاجاتهم على أبو مازن وقيادة السلطة وجدوا فيها نقائص أكثر من مزايا لكن هذا لن يشوش عليهم ان يستلوا الفكرة مرة اخرى لاحداث ضغط على اسرائيل. وفي مقابل هذا تحدث رئيس المصرف المركزي الفلسطيني في الاسبوع الماضي عن استعداد لاصدار عملة مستقلة باعتبار هذا جزءا من انفصال اقتصادي عن اسرائيل.
وماذا تفعل اسرائيل؟.
نحن "سنرد في الوقت والمكان" مرة اخرى.
تصميم وتطوير