اتحاد الكتاب وبيت الشعر ينعيان الشاعرين جبران والديك

21.12.2011 04:56 PM
رام الله- وطن للانباء: في مدينة الناصرة، رحل الشاعر الكبير سالم جبران، أحد أضلاع مربع شعر المقاومة (محمود درويش، سميح القاسم، توفيق زياد، وسالم جبران) .. وإذ ينعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين وبيت الشعر الفلسطيني الشارع الكبير الذي قدّم الكثير للمشهد الثقافي الفلسطيني والعربي. فإنهما يؤكدان أن جبران كان اسماً وازناً وعالياً بما قدّمه من حراك معرفي وشعري في فلسطين المحتلة العام 1948 وخارجها.
وجبران الذي رحل عن عمر يناهز (70) عاماً، ولد في بلدة البقيعة في الجليل العام (1941) .. كان للنكبة دور بارز في التأثير على مشروعه الإبداعي، حيث حفر مشهد اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا إلى لبنان في نفسه جرحاً عميقاً عبّر عنه في تجربته الشعرية وسياقه الثقافي.
صدرت لجبران ثلاثة دواوين شعرية هي: كلمات من القلب (1971)، ورفاق الشمس (1975)، وقصائد ليست محددة الإقامة (1972).
انحاز جبران للمدرسة العراقية في الشعر والتي كان سادنها الجواهري بالإضافة لريادية بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي، ولم يخف انحيازه للجواهري لما يتمتع به من شاعرية وقدرة استثنائية في النسج الشعري.
وعبر شعره الثوري والإنساني تقدّم بلغته الشفّافة والمكثفة والسهلة، وقد عمل جبران محرراً لمجلة الغد، كما عمل رئيساً لصحيفة الاتحاد الحيفاوية بعد وفاة الروائي إميل حبيبي، كما ساهم في تحرير مجلة "الجديد" الأدبية، وترأس تحرير مجلة المستقبل. ونشر العديد من المقالات في غير صحيفة عربية: الرأي الأردنية والنهار اللبنانية .
كما ينعى الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وبيت الشعر الفلسطيني، الشاعر فوزي الديك الذي يعتبر واحداً من الأعلام الثقافية واللغوية في فلسطين.
ولد الشاعر فوزي خالد عبدالهادي الديك في بلدة كفر الديك بمحافظة سلفيت العام (1933)، تلقى تعليمه الابتدائي في مدارسها ومدارس دير غسانة. كما أنهى تعليمه الثانوي في مدرسة الرشيدية بالقدس، وحصل على شهادة الاجتياز إلى التعليم العالي الفلسطيني (مترك فلسطين) العام (1951) من الكلية الهاشمية برام الله، وفي العام (1981) حصل على دبلوم التأهيل التربوي.
عمل مدرسا لمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية والأردن وفلسطين. بدأ ينظم الشعر وهو في الثامنة عشرة من عمره، له المئات من القصائد، ونشرت قصائده في العديد من الصحف والمجلات، من أبرزها مجلة العربي، مجلة هدى الإسلام، مجلة البيادر الأدبي، مجلة الأسبوع وصحيفة القدس وغيرها.
ويعتبر الشاعر الراحل من أعلام اللغة العربية في فلسطين. ودعا في قصائده إلى التكافل والتكاثف في سبيل تحرير الأرض والإنسان، له ديوان شعر: يا حادي الركب، جنبا للعديد من المخطوطات الشعرية الجاهزة للطبع.
وعن رحيلهما أضاف الشاعر مراد السوداني، أمين عام الاتحاد العام للكتّاب والأدباء ورئيس بيت الشعر أن رحيل سالم جبران واحداً من الأسماء الشعرية والثقافية العالية في فلسطين المحتلة العام 1948، حيث قدّم للمشهد الثقافي الفلسطيني مساهمات فارق، وكتب الحكاية الفلسطينية والوجع الفلسطيني مجاوراً أصدقاءه الكبار الشاعر الراحل محمود درويش والراحل العنيد الشاعر توفيق زياد والشاعر الباقي والكبير سميح القاسم.
إنّ ما قدّمه جبران للشعرية الفلسطينية يستحق الانتباه، وإن هؤلاء الكبار هم من حافظوا على الهوية الوطنية عبر تأصيل المقولة الثقافية والوطنية وتصليب الروح الجماعية لكي تقاوم وتظلّ على ترابها الحرّ في منازلة الاقتلاع والتهجير والمحو .
كما أن فوزي الديك كان اسماً كبيراً في عالم اللغة، وقدّم اقتراحات ورؤى تستحق الانتباه والتوقف. بالإضافة لأشعاره التي لم تتح له فرص أن ينشرها بالإضافة لمقالاته الإبداعية في الصحف المحلية والعربية.
تصميم وتطوير