فرانز فانون: الرائي من بعيد.. قراءة في كتاب "معذبو الأرض"

14/07/2015

وطن للأنباء - وكالات: عرّاب الثورة الجزائرية، وكاهن النضال، الخارج على السلمية والمؤمن بالعنف، المؤمن باشتعال أتونه في سبيل التحرر، والرافض لأي سبل سواه. لو أن أبناء ثورات الربيع العربي قرأوه في ضوء واقعهم اليومي لأثر فيهم تأثيرًا كبيرًا. وهو العراف الرائي من بعيد لما بعد الاستقلال وأهميته كمرحلة حاسمة في تاريخ الشعوب.

من هو فرانز فانون؟

لمن لا يعرف فرانز فانون (1925-1960): طبيب نفسي وفيلسوف اجتماعي أسود، ولد في فور دوفرانس في جزر المارتينيك، وخدم خلال الحرب العالمية الثانية في "جيش فرنسا الحرة" وحارب النازيين، ثم عمل كطبيب عسكري فرنسي في الجزائر إبان فترة الاحتلال، ثم انتقل للعمل كرئيس للقسم النفسي في مستشفى بليدا جوانفيل بالجزائر. عمل في هذه الأثناء مع جبهة التحرير الوطنية سرًا، ثم بشكل علني بعد استقالته من عمله بالمستشفى المذكور، حتى توفى ودفن في مقبرة مقاتلي الحرية بالجزائر.

تصدير جان بول سارتر

يهاجم جان بول سارتر بشكل أساسي في هذه المقدمة، بل ويسخر، من المجتمعات الاستعمارية الأوروبية التي ترتكب الجريمة وتعاير بها الضحية؛ فهذه المجتمعات قد وضعت الضحية في قفص الاتهام لتحولها إلى وحش عنيف، غير مدركة أن تلك نتيجة طبيعية لتوحش الاستعمار وانتهاكاته الجسدية والنفسية التي يمارسها على المستمعر. لا يمكن إلا أن تضع خطًا هنا أو هناك تحت جملة أعجبتك من سارتر.

أهمية الكتاب

يرسم هذا الكتاب العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر، ويخطط في كيفية إشعال الثورات من الأسفل، وفي كيفية الحفاظ على الثورة من تلاعبات الاستعمار والنخب المحلية الخاضعة له، ويكشف لنا الحقيقة الموجعة التي تقول بأن الاستعمار استبدل الاحتلال المباشر ذا الكلفة المادية والبشرية العالية باستعمار آخر محلي أقل كلفة وخاضع تمامًا لقوى الاستعمار السابقة، وترتبط مصالحه الثقافية والسياسية والاقتصادية به من خلال نموذج تفسيري طائفي، قومي عنصري، تمت صناعته سلفًا على يد المستشرقين.

في هذا الكتاب -الذي لم يره صاحبه مطبوعًا؛ لأن الموت كان أسرع، مختطفًا إياه باللوكيميا- يفضح فانون الاستعمار الجديد، متمثلًا فيما أسماها البرجوازية الوطنية التي لم تشارك في ثورة الشعب مشاركة صادقة، ولا أهابت بالجماهير يومًا ما إلى النضال المسلح العنيف، وكان كل منجزها مناورات هنا وهناك من أجل أن يتصدق عليها المستعمر ببعض الامتيازات.

الفكرة الأساسية التي يقدمها لنا كتاب "معذبو الأرض" هي أن العنف هو السبيل الأوحد للقضاء على الاستعمار، ويتهم على طول الخط البرجوازية الوطنية، التي فرطت والتي قبلت الجلوس على موائد التفاوض ومن خلفها جماهير ذليلة، ضعيفة ومقاومة مدجنة. ولهذا الغرض يفرد لنا فررانز بابًا مطولًا خاصًا فقط بالتنظير للعنف كوسيلة للدفع ضد الهجوم.

العنف: محو الاستعمار.. الكيفية الرهيبة

يقول فرانز فانون في اقتباس بديع:

"إن محو الاستعمار وهو يستهدف تغيير نظام العالم إنما هو، كما ترون، برنامج لقلب النظم قلبًا مطلقًا. ولكنه لا يمكن أن يكون ثمرة عملية سحرية أو زلزالًا طبيعيًا أو تفاهمًا وديًا؛ أي إنه لا يمكن أن يعقل، ولا يمكن أن قوتين تستمد كل منهما صفتها الخاصة من ذلك التكوين الذي يفرزه الظرف الاستعماري ويغذيه، إن التجابه الأول الذي تم بين هاتين القوتين إنما تم تحت شعار العنف".

ويمضي فانون في وصفه للمجتمعات العنصرية فيقول إن العالم الاستعماري هو عالم مقسم على حسب الهوية؛ فهناك مدن للأوروبيين ومدن للسكان الأصليين، ومدارس للأوروبيين ومدارس للسكان الأصليين، كما في جنوب إفريقيا، والخط الفاصل بينهما هو الشرطي أو الدركي؛ فهو الوسيط الذي يتحدث لغة العنف وحدها في مجابهة المستعمَر. لذا؛ فهو يرى أنه لا سبيل للمصالحة؛ فالصراع بينهما صفري في الأساس وبقاء أحدهما يعني فناء الآخر.

أما مدينة المتسعمَر، فهي غالبًا مدينة سيئة السمعة؛ يتكدس الناس فيها فوق بعضهم، وهي مدينة جائعة إلى كل شيء، إلى النور، إلى الخبز، إلى الفحم، إلى الأحذية.

والمتسعمِر يرى أن العالم الذي يعيش فيه السكان الأصليون لا وجود للقيم فيه، بل يصفهم بأنهم أعداء القيم، وهم الشر المطلق؛ وهو عنصر متلف يحطم كل ما يقابله، ويشوه كل ما له صلة بالجمال أو الأخلاق. حتى الكنيسة في هذا الحي هي كنيسة بيض، كنيسة أجانب لا تدعو إلى طريق الله، بل إلى طريق السيد المتسلط.

لكنه يرى أنه حين يحين كفاح التحرير، يتبدد شعور الشعب بالخوف من بطش الرجل الأبيض، ويخلق في وسط الدم والدموع مهمات واقعية جدًا، ومباشرة جدًا، للمجاهدين من الشعب.

في نقطة تالية، يتحدث فانون عن الأحزاب الوطنية التي تشكلت في معية الاستعمار، وهي أحزاب يرى فانون أنها تلعب دورها من خلال ظلها الاستعماري على الأرض وشعارها في ذلك "أعطني مزيدًا من السلطة". لذا؛ فالحوار بين هذه الأحزاب والاستعمار لم ينقطع يومًا، ومطالب قاعدتها هي مطالب فئوية، تتمثل دومًا في تحسين الأجور، والتمثيل الانتخابي، وحرية الصحافة وحرية الاجتماع، متناسين المطلب الأساسي وهو تحرير الأرض. وبهذا الشكل تتشكل طبقة أسماها فرانز "طبقة العبيد المحررين فرديًا"؛ وهي الطبقة التي تبحث عن مصالحها بغض النظر عن مصالح الشعب بأكمله، يقول فانون: "طبقة الفلاحين في البلاد المستعمرة هي الطبقة الثورية الوحيدة"؛ فهي الطبقة التي لا تخشى أن تخسر في الثورة شيئًا، بل تطمع أن تكسب بالثورة كل شيء.

الانطلاق العفوي.. عظمته ومواطن الضعف فيه

يهاجم فرانز في هذا الفصل البروليتاريا الناشئة في المستمعرات، ويرى أنها الطبقة التي تعاني الفردانية، والبعد عن الجذور؛ فهم يتركون الأرض ويتجهون إلى المدن ويمكثون في أكواخ الصفيح ويرضون بمعيشة أقل في سبيل الانضمام إلى طابور المدن، في حين يرى الفلاح الذي يتمسك بمكانه في عناد و إصرار بأنه العنصر المنضبط الذي يحافظ على ارتباطه بالأرض وبثقافته.

ويحلل الكاتب تلك العلاقة بين ابن الريف والمدينة في إطار الصراع الكبير؛ فيقول إن الفلاح ينظر إلى ابن المدينة على أنه الخائن الذي باع نفسه وأنه بلا أخلاق، وفي هذا الصراع يستفيد الاستعمار؛ بحيث يفلح في استغلال الأوضاع كما يناسب المصالح. فيقوم الاستعمار بتجنيد سكان الجبال والقرى ضد سكان المدن، ويثيرون مؤخرة البلاد ضد مقدمتها، ويحرضون القبائل، وهكذا.

العظيم في هذا الفصل تحديدًا هو وصف فانون لبعض التكنيك المستخدم في مواجهة الثورات العفوية، الذي أستطيع تسميته “تكنيك الثورة المضادة”. فعلى سبيل المثال: تقوم الأحزاب السياسية بعد الثورات الكبيرة الناجحة بالتدخل فورًا لإعلان انضمامها إلى الثورة الكبيرة وتحاول ألا تعارض استمرار الثورة، ولكنها تكتفي بالركون إلى عفوية الجماهير القروية، ولا تحاول أن تنظم الثورة أو تبث الوعي السياسي، ويفهمون الاستعمار ألا صلة لهم بالثائرين؛ فيرسلون وفدًا لمحاولة السيطرة على الحكم، وغالبًا ما يكون عنصرًا عاقلًا، فيفشل في السيطرة على الشعب فتحاول الحومة وقتها التدخل بتركيز الحكم وإخضاع الشعب؛ ومن هنا تأتي مقولة "إن تلك الشعوب الثائرة لا تخضع إلا لديكتاتور متسلط".

يقول في اقتباس مهم:

"بل إن الحكام الجدد لا يتورعون عن القول: لا بد من السوط إذا نحن أردنا إخراج هذه البلاد من القرون الوسطى".

ولكن تهاون الأحزاب السياسية تجاه الجماهير الريفية في عهد الاحتلال هو الذي يؤدي إلى تصديع الوحدة القومية وتعطيل انطلاق الأمة.

ويستمر في شرح تكنيك آخر فيقول إن الاستعمار يختار من بين الأحزاب الوطنية التي شاركت في التحرير وأشكال ذلك الاختيار كلاسيكية معروفة -حسب فانون- فهو حزب مختار بالإجماع، يقوم الاستعمار بتفتيت مطالب هذا الحزب أو الفوز من قياداته بإبعاد العناصر المتطرفة، والإبقاء على العناصر الأكثر تعقلًا واعتدالًا، وحين تستنكر الأحزاب الأخرى ما يفعله الحزب المفاوض، يقوم الحزب الفائز بالإجماع باتهامه بعدم الشرعية.

ويرى فانون في نفس السياق أن التشكيلات النقابية لها دور فعال في إزعاج المدن، أو على الأقل عقلة سير العمل فيها؛ فترى أهل العاصمة من المستعمرين يتصايحون: "لا غاز، لا كهرباء، القمامة لم تُجمع، البضائع تفسد على أرصفة الميناء".

مزالق الشعور القومي

في كفاحه، يظل المتسعمَر يحاول إزالة بعض المظالم مثل: العقوبات الجسيمة، تفاوت الأجور، تقييد الحريات السياسية. ولكن فقدان الاتصال بين الصفوة والجماهير يؤدي إلى مزالق فاجعة، كما يصفها فانون.

يرى فانون أن الشعور القومي إن تم توظيفه ليكون صوتًا لمطامح الشعب فسوف يتم استخدامه لإذكاء العصبيات القبلية والانحدار بمستوى الدولة إلى مستوى العشيرة.

ويرى أن هذا الضعف الكلاسيكي في تكون وعي قومي بنّاء سببه تخاذل البرجوازية الوطنية المحلية عن أن تكون هذا الوعي.

قوة هذه البرجوازية الوطنية في نهاية العهد الاستعماري تكاد تكون صفرًا، وهي لا تتجه نحو التصنيع والإنتاج والابتكار؛ وإنما تنفق أعمالها كلها في أعمال من نوعية الوساطة. لذا؛ فهو يرى أن الرسالة الصادقة لهذه البرجواية هي أن تنكر نفسها كأداة لرأس المال، وأن تضع نفسها في خدمة رأس المال الثوري الذي هو الشعب.

لكنه يتحدث عن أن البرجوازية الوطنية توجه نشاطها كله نحو الالتزام الزراعي الذي كانت تسلكه من قبل أيام الاستعمار: غلال الأراشيد، غلال الكاكاو، غلال الزيتون، وتصدر المواد الأولية ويظل الأهالي يعملون مزارعين صغارًا لدى أوروبا.

ولأن البرجوازية الوطنية لا تمكن تصورًا واضحًا لاستغلال هذه الثروات؛ فهي تكتفي بتأميمها، أي بوضع يدها على مكاتب الأعمال وبيوتات التجارة التي كان يشغلها المواطنون الأجانب. مجرد تعلق جديد بالسلطة لا أكثر. وتتحول إلى وسيط بين الرأسمالية والأمة، مرتدية قناعًا استعماريًا جديدًا.

النقطة الآتية المهمة هي: نشوء صراع ديني يقوم بين أبناء الأمة الواحدة على خلفية استعمارية، يقول فانون في اقتباس مهم:

"ففي السنغال تصدر جريدة (إفريقيا الجديدة) كل أسبوع لتعبر عن كره أصفر نحو الإسلام والعرب، وتستعدي الشعور القومي على اللبنانيين الذين يملكون في الساحل الأصفر القسم الأكبر من التجارة الصغيرة، وتحض على الانتقام منهم، ورجال التبشير ما يفتؤون يذكرون للجماهير أن الغزو العربي قبل وصول الاستعمار العربي بكثير قد حطم إمبراطورية زنجية كبرى".

البرجوازية الوطنية والديكتاتورية والزعيم الشعبي

في الغالب، يكون في البلدان المختلفة نظام برلماني فاسد فسادًا عميقًا؛ فتنشغل بنفسها وبحصد أرباحها ولا تقتسمها مع الشعب أبدًا، بل تنشغل بالدولة الأوروبية التي كانت تستعمرها وبالكيفية التي تضمن لها مصالحها في البلاد، وغالبًا يكون ذلك من خلال زعيم يقع على عاتقه مهمة استقرار العهد القائم وضمان استقرار الطبقة البرجوازية. ويخطب الزعيم في الشعب، ويعده بالآمال، وبعد الاستقلال يتضح أن أهميته فقط تكمن في الحفاظ على شبكة المنتفعين من البرجوازية الوطنية.

أما أهم ما قاله في هذا الفصل على الإطلاق فأسرده هنا في اقتباس بتصرف:

"في البلاد المتخلفة الفقيرة، نرى أكبر ثراء يتاخم أبأس فقر، يكون الجيش والشرطة أعمدة النظام القائم، وهما جيش وشرطة يشرف على توجيههما خبراء أجانب… وبالرشوة ينتزع الأجنبي الامتيازات تلو الامتيازات، وتتكاثر الفضائح ويغتني الوزراء وتستحيل نساؤهم إلى دمى، ويدير النواب أمورهم أيضًا، ولا يبقى شرطيٌ ولا موظفٌ من موظفي الجمارك إلا ويشارك في هذه القافلة من الفساد والرشوة".

ثم يطرح فانون سؤاله المهم: هل يجب الوثب فوق المرحلة البرجوازية؟ ويجيب أن برجوازية كالبرجوازية الأوروبية نجحت في إعطاء الشعب حدًا أدنى من الرخاء، أما في البلاد المتخلفة فليست هناك برجوازية حقيقية، بل فئة محكترة طويلة الأنياب نهمة التطلعات.

في بقية الفصل يتطرق فانون إلى مجموعة من الحلول العملية لمواجهة مرحلة ما بعد الاستعمار اقتصاديًا وسياسيًا، وشديدة التفصيل، لكنها مهمة لمن يهمه الأمر.

في الثقافة القومية أو مشروعية المطالبة بالالتفاف حول الأمة:

"لا بد لكل جيل أن يكتشف رسالته وسط الظلام؛ فإما أن يحققها وإما أن يخونها".

هنا يؤسس فانون لمجموعة الصور الذهنية التي يغرسها المستعمر في أهل المستمعرة لكي يخضعهم ويهز ثقتهم في قدراتهم من هذه الأفكار، إقناعه الاستعمار إنما جاء لينتشله من الظلام وأن رحيل المستوطن الأوروبي سيردهم إلى الهمجية والوحشية والحيوانية. وهي فكرة تتبناها فيما بعد البرجوازيات التالية للاستعمار. وهو يروج في سبيل ذلك إلى أن إفريقيا هي قارة ملعونة يسكنها الوباء والخرافات والتعصب، وأكلة لحوم البشر.

ويعرض فانون لكفاح الشعوب العربية في مواجهة هذا النوع من الأفكار، غير أنه يظهر في الإلمام بكثير من الثقافة العربية، وقومياتها وكفاحها. في هذا الفصل، يتناول المقاربات الأدبية التي تناولت الاستعمار ويدعو إلى تحررها من الخلفية الاستعمارية ولأن تنفض من عباءتها فكر الدفاع الدائم، فتحوله إلى فكر ثورة وهجوم.

الأسس المشتركة بين الثقافة الوطنية وكفاح التحرر

يطرح فرانز فانون هنا سؤالًا جوهريًا وهو: ما العلاقات القائمة بين الكفاح أو الصراع السياسي، سواء أكان مسلحًا أو غير ذلك، وبين الثقافة؟ هل تعاني الثقافة توقفًا أثناء الصراع؟ هل الصراع القومي مظهر ثقافي؟

يرد فانون أن الكفاح هو مظهر أساسي من مظاهر تشكيل الثقافة القومية، ويقول إن وعي الذات ليس انغلاقًا دون تواصل؛ بل هو ضمانة التواصل والنضج والوعي بالحريات.

الحرب الاستعمارية والاضطرابات النفسية

هذا الفصل يعرض تجربة فانون العملية بصفته طبيبًا نفسيًا، والكم الرهيب من التفتت النفسي والاضطراب الذي يعانيه الإنسان في الحروب؛ فهو يعاني تشوهًا في الهوية والإرادة قد ينعكس عليه فيحوله إلى مجرم أو إلى مرض انعزالي له دوافع انتحارية. أراه أبدع ما قام به فانون على الإطلاق في مشروع كتابه ويساعدنا على الاقتراب بحذر من تأثيرات العنف على النفس البشرية، التي لا بد أن يطلب فيها الإنسان مساعدة من غيره.

كما يفرد بعض الصفحات للحديث باستفاضة عن نفسية الاستعمار، الذي ألصق الجزائريين صفة الميل الفطري للإجرام والعنف وصفات أخرى تفتقر إلى الإنصاف والدقة: كُسالى بالفطرة، كذابون بالفطرة، لصوص بالفطرة، وغيرها.