فتح في بيت لحم تعتذر عن تصريحات الرجوب وعطا الله حنا يستنكرها

03/09/2016

 رام الله - وطن للأنباء: قدمت حركة فتح في اقليم بيت لحم، مساء اليوم السبت، في بيان لها اعتذار عن تصريحات عضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب التي اطلقها حول المسيحيين.

وطالب البيان الرجوب بتصويب تصريحاته والاعتذار لاهلنا ولفلسطين.

وقال امين سر الحركة في محافظة بيت لحم محمد المصري لوطن اننا في محافظة بيت لحم، التي بها اغلبية مسيحية، ومواقفهم الوطنية معروفة بالنسبة لنا ، ونحن نعيش في بيت واحد، وبيوتهم وكنائسهم ضمت مقاتلينا، والاعتذار واجب لانهم اهل للاعتذار.

وقالت الحركة في بيانها الذي جاء تحت عنوان "نحن في بيت لحم عائلة واحدة"،  "لم يكن بيننا يوما جماعة، ولم يكن المسيحيون طائفة او فئة او جماعة بل اصحاب هذه الارض، شركاء الدم والوحدة والقرار، حاملو راية فلسطين والنضال في كل المراحل".

واضاف البيان "حملوا الوطن وحموه صاغوا بوجودهم قصة فلسطين التي تلقفتها الاجيال والتي لن تنفيها اي تصريحات ، ومن فتح في بيت لحم نقولها ان من احتضن اجساد شهدائنا وحمى مقاتلينا واستقبل لاجئينا هم اهلنا وعرضنا وملح ارضنا ولن نقبل من اي كان ان يمس هذه الوجودية الممتدة واننا في فتح - اقليم بيت لحم خير من يعلم بالمواقف الوطنية لاهلنا المسيحيين وعليه فاننا اولا نعتذر عن تصريحات الاخ جبريل الرجوب ونطالبه بتصويب تصريحاته والاعتذار لاهلنا ولفلسطين فوجب الاعتذار لمن هم اهل للاعتذار ، ونقولها بعيدا عن المناكفات السياسية سيبقى الوعي الوطني للمسلمين والمسيحين وبكافة اطياف اللون السياسي صفا واحدا صامدا صابرا في سبيل فلسطين حرة عربية مستقلة".

واثارت تصريحات لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح في مقابلة مع فضائية مصرية، اطلق خلالها اسم "ميري كريسماس" على المسيحيين الفلسطينيين، وانهم صوتوا لحركة حماس في الانتخابات التشريعية، ما اثار ردود فعل مختلفة.

من جانبه استنكر رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكسسيادة المطران عطا الله حنا في تصريح على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ما قال انها " تصريحات مسيئة للمسيحيين الفلسطينيين" .

وقال حنا في تصرييه " اننا نعرب عن استنكارنا ورفضنا وتنديدنا بهذه التصريحات التي لا تسيء فقط للمسيحيين الفلسطينيين بل تسيء لكل الشعب الفلسطيني الذي تميز دوما بوحدة ابناءه ، كما ان هذه التصريحات غريبة عن ثقافتنا الوطنية، ونود ان نقول لهذا السياسي الفلسطيني بأن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا جماعة (ميري كريسمس) بل هم ابناء الكنيسة المسيحية الاولى التي انطلقت رسالتها من فلسطين ، ونحن نفتخر بانتماءنا للمسيحية المشرقية الاصيلة التي بزغ نورها في هذه الارض المقدسة."

واضاف حنا " نحن لسنا جماعة "ميري كريسمس" اي عيد الميلاد بل نحن جماعة من نعيد له عيد الميلاد اعني السيد المسيح الذي اتى الى هذا العالم مناديا بقيم السلام والمحبة والاخوة والعدالة بين الناس ، ونقول لمن يجب ان يسمع ويعرف بأن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا بضاعة مستوردة من الغرب ولم يؤتى بهم من هنا او من هناك ، فالحضور المسيحي في فلسطين له تاريخ مجيد وعريق يفتخر به كل ابناء الشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين ، المسيحيون الفلسطينيون ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة وليسوا من مخلفات اي نوع اخر من انواع الاستعمار التي عبرت من هذه الديار ، فنحن اصيلون في انتماءنا لهذه الارض ، نحن فلسطينيون وننتمي لهذا الشعب المناضل من اجل حريته وكرامته واستعادة حقوقه" .

واوضح حنا " ان هذه التصريحات المسيئة لن تزيدنا الا ثباتا وتمسكا بحضورنا الوطني والاساءات التي نتعرض لها من هذا الطرف او من ذاك لن تزيدنا الا تمسكا برسالتنا وايماننا وتراثنا وهويتنا وتعلقنا بهذه الارض المقدسة ، ولن تزيدنا الا انتماء لفلسطين ولشعب فلسطين ولقضيته العادلة ، واننا نستغرب هذه التصريحات التي نتمنى ان تكون زلة لسان وان تكون غير مقصودة لانها لا تنصب ومصلحتنا الوطنية وتسيء لشريحة هامة من ابناء شعبنا الفلسطيني الذين لهم اسهاماتهم في الحياة الوطنية والثقافية والفكرية والابداعية والانسانية ."

واضاف حنا "لن نتخلى عن انتماءنا لفلسطين مهما حرضوا علينا واساءوا الينا ، وستبقى فلسطين بالنسبة الينا هي هويتنا ووطننا وتاريخنا وكرامتنا ، المسيحيون الفلسطينيون جذورهم عميقة في تربة هذه الارض والاساءات التي نسمعها بين الفينة والاخرى لن تزيدنا الا ثباتا وتمسكا بثوابتنا ورسالتنا الروحية والوطنية في هذه الديار "، مؤكدا "أن سيدنا وفادينا ومعلمنا يسوع المسيح هو الذي يعلمنا ان نسامح وان ندعو للمسيئين الينا بأن يغفر لهم الرب الاله وينير قلوبهم وعقولهم من اجل ان يقولوا كلمة الحق التي يجب ان تقال ."
وختم حنا تصريحه قائلاً " ان من اساء الينا ندعو له بالهداية ونسأل الله ان ينير قلبه وعقله لكي يكون ا كثر حكمة ومسؤولية ورصانة وحرصا على وحدة شعبنا الوطنية ، ونتمنى من ابناءنا الا يتأثروا من هذه الاساءات التي لا تمثل الا الاشخاص الذين يقولونها ، فهي لا تمثل شعبنا ولا تمثل ثقافتنا الوطنية وهي مسيئة لكل الشعب الفلسطيني لاننا تعودنا في فلسطين ان نكون اسرة واحدة وعائلة واحدة في دفاعنا عن القدس وعن قضية شعبنا الفلسطيني العادلة . "