آثار سبسطية تكذّب رواية الاحتلال

04/09/2016

نابلس- وطن للأنباء: أعلنت فعاليات بلدة سبسطية قضاء نابلس أن البلدة هي الثالثة بعد مدينتي القدس والخليل التي تواجه خطر الاستيلاء والسرقة الاسرائيلية، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم الأحد في ساحة البيادر الرومانية في البلدة.

وبعد المؤتمر الصحفي الذي نظم بالتعاون مع مكتب الاعلام في وزارة الخارجية وبلدية سبسطية، أعلنت حملة هاشتاج سبسطية شمس الحضارات التي أطلقها ناشطون شباب رسمياً اليوم، أن بلدة سبسطية تعيش تحت خطر السرقة وتزييف التاريخ من قبل الإسرائيليين، وقال الناطق باسمها زيد الأزهري: "نعم ندق ناقوس الانذار كي لا يتم تشويه تاريخ المكان وحجارته، ساعدونا لنحمي سبسطية ونحافظ على ارض الأباء والأجداد".

وعقب المؤتمر جولة للصحفيين في البلدة والتي ما ان انتهت حتى هاجمت قوات الاحتلال البلدة وأزالوا العلم الفلسطيني الذي يرفعه أهالي سبسطية على التل الأثري، وهو أمر يستهدفه الاحتلال ويصر المواطنين على اعادة العلم للتأكيد على فلسطينية وكنعانية المكان.

جوهر الصراع

بدوره صرح معتصم عليوي رئيس بلدية سبسطية أن البلدة إحدى محطات السيد المسيح، ومرقد النبي يحيى عليه السلام فقال: "يصر الاحتلال الصهيوني على امتلاك المكان بشكل غير شرعي وتغيير معالمه قبل قيام السلطة، مضيفاُ أنه "رغم ادعاء الاحتلال تواجد جذوره في هذه القرية منذ ثلاثة آلاف عام، إلا أن الكنعانيين كانوا قبل هذا التاريخ وأقاموا فيها حضارتهم قبل أربعة ىلاف عام، لتتعاقب بعد ذلك الحضارات المختلفة، آخرها الرومان والعثمانيين، الذين لا زالت آثارهم شاهدة على هذا التاريخ حتى اليوم".

وأضاف أن "الاحتلال يحاول إسقاط روايته الدينية اليهودية عليها، مستغلين التقسيمات الإدارية التي ترزح تحتها البلدة من ( أ   ب  ج ) فيمنعوننا من الاستثمار فيها وبناء مرافق سياحية ولعل أبرزها عمليات الهدم الأخيرة التي طالت مطعم وأكشاك لبيع التحف التي ابتدعها السكان لكسب لقمة العيش والحفاظ على عراقة البلدة وروحها المضيافة للسياح المحليين والأجانب".

العبث الإسرائيلي

واشار إلى عبث الاحتلال في هذا البلدة القديم والممنهج قبل قيام السلطة لاسيما سرقة آثار البلدة مثل الأصنام التاريخية التي كانت موجودة في مبنى المسجد العثماني ووضعوها في المتاحف الإسرائيلية، عدا عن محاولاتهم في ثمانينيات القرن الماضي تغيير المعالم السياحية فيها، فقاموا بنقل بعض قطع المقبرة الملكية الرومانية من وسط القرية، وحاولوا وضعها في ساحة البيادر، وبعد فشلهم في رفع القبور الحجرية الضخمة، تركوا كل شيء، وأبقت البلدة على الروافع الخشبية لتكون شاهدة على تخريبهم".

وأكد عليوي أن الآثار الموجدة على السطح حاليا، و التي نقبت عنها بعثه من الآثار من جامعة هارفرد، تشكل عشرين بالمائة فقط من مجمل الآثار فيما تحتضن الأرض باقي هذه الآثار و لم يتم التنقيب عنها بعد.

وطالب المجتمع المحلي والدولي "الاهتمام بالمنطقة وحمايتها من خطر التهويد والتشويه، لاسيما ما تقوم به وزارة السياحة الإسرائيلية من عمليات ترميم وتسييج لهذه المناطق وخاصة منطقة البلدة الرومانية والمسرح. إلى جانب ذلك، تقوم الجماعات الإستيطانية بزيارة المنطقة وتأدية الصلوات التلمودية في المكان".

تزييف التاريخ والحقائق

من جهته زيد الأزهري الناطق باسم الحملة #سبسطية_شمس_الحضارات التي أطلقت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي أكد: "كلُّ قطعةٍ في سبسطية تحكي عن حضارة عريقة مرّت من هنا، يقولون إنها سماريا عاصمة مملكة الشمال، نعم هذه هي الرواية الاسرائيلية التي يستندون إليها في حقهم التاريخي في فلسطين، ونقول لهم: ربما رحبنا بكم هنا ضيوفاً قبل ثلاثة آلاف عام ولفترة قصيرة، ابان الحضارة الرومانية، لكننا هنا قبل أكثرَ من أربعةِ آلاف عام، سبسطية هي امتداد شكيم الكنعانية أي مدينة نابلس".

وأكد أن "المشروع التهويدي الذي يطال مدينتي القدس والخليل ينطوي على سبسطية ويهدف لاحكام السيطرة على المكان عبر المستوطنين وبتغطية أمنية من الاحتلال الاسرائيلي، ومن ممارسات الاحتلال الرحلات الدينية والاحتفالات اليهودية في المكان، ينتهكون البلدة وكأنها لهم، ومؤخراً قاموا بهدم ثلاثة أماكن منها مطعم وبركس ومتجر لبيع التحف، عدا عما أعلنت عنه جامعة أرئيل الاسرائيلية التي تناط بها مهمة التنقيب عن الآثار في الضفة الغربية، فقد أشار تقرير اسرائيلي لمنظمة (عيمك شافيه) إلى أنه في وقت قريب ستنفذ الجامعة سلسلة حفريات في البلدة، منها التل الأثري ومساحته 115 دونم، عدا عن مخطط تهويدي يتضمن عزل المنطقة الأثرية ومساحتها أكثر من نصف مساحة البلدة وفرض رسوم دخول من قبل سلطة الطبيعة والحدائق العامة الاسرائيلية، والتي تعتبر اسرائيلياً تابعة لها منذ السبعينات".

وأشار إلى "دور أهالي البلد في مواجهة المشروع الاسرائيلي ومسلسل التهويد والذي يتضمن سرقة آثارهم وتحريفها، لكن المسؤولية كبيرة، ومع ذلك نمتلك الشغف وقوة الحق لمواجهة كل هذا فقمنا وبجهود فردية، وأخرى بدعم من بلدية سبسطية والمؤسسات الدولية لاسيما الايطالية بترميم بعض البيوت القديمة، وتحويل اخرى إلى بيوت ضيافة وتطوير بعض الحرف الهامة للصناعات السياحية، كما حَفِظنا التاريخ وصرنا أدلاء سياحيين بأكثر من لغة"، وفق قوله.

الجولة الصحفية

هذا وعقب المؤتمر الصحفي جولة لمجموعة من الصحفيين ممثلي الفضائيات ووكالات الأنباء والصحف المحلية والعربية والدولية شملت توضيح لكل معالم البلدة من ساحة البيادر –البازليكا الرومانية- ومعبد أغسطس وكنيسة الراس التي قطع فيها رأس يوحنا المعمدان (سيدنا يحيى عليه السلام) والذي يعود بناءه للفترة البيزنطية، وجامع النبي يحيى عليه السلام، ويقول زيد الذي كان الدليل السياحي للبلدة أن سبسطية شهدت أول عملية تآخي بين الديانتين المسيحية والاسلامية حتى قبل مدينة القدس. أما المسجد الحالي لسيدنا يحيى (ص) فقد بناه السلطان عبد الحميد عام 1892