قيادة حماس الجديدة تنشد التقارب مع طهران

14/09/2017

وطن للأنباء - ترجمة خاصة: بعد مرور نحو نصف عام على ضخ حماس لدماء جديدة في هرمها القيادي، بدأت المنظمة "الإرهابية" الفلسطينية بتعميق علاقاتها الاستراتيجية مع المحور الشيعي الذي تقوده إيران، ومن ثم انتقلت لإقامة موطئ قدم جديد لها في لبنان مع الحفاظ، في ذات الوقت، على علاقاتها مع المحور السني الذي تقوده مصر.

قال مدير جهاز الشين بيت الإسرائيلي، ناداف أرجمان، هذا الأسبوع في معرض تقرير تلاه على مجلس الوزراء، إن حماس تقوم بتعميق علاقاتها الاستراتيجية مع المحور الشيعي الذي تقوده إيران، ومن ثم ترنو إلى تلقي المزيد من الدعم من إيران لإقامة موطئ قدم لها في لبنان أيضا.

بدأ هذا التغيير في تحالفات حماس قبل نحو ستة أشهر، عندما ترأست القيادة الجديدة المنظمة. حيث أن القيادة السابقة بقيادة "المستبد بالسلطة" خالد مشعل، اختارت دوما المحور السني بقيادة السعودية ومصر. وفي هذا السياق فقد بذلت حماس جهودا كبيرة لتحسين علاقاتها مع القاهرة والرياض، على حساب المحور الشيعي.

تعود الأمور إلى بدايات الحرب الأهلية في سوريا، حينما غادرت قيادة حماس دمشق بعد اندلاع الحرب مباشرة، حيث أدارت المنظمة ظهرها إلى نظام الأسد وقامت بدعم المتمردين، الذين كانوا أكثر تجانسا وتوافقا في ذلك الحين أكثر مما هم عليه اليوم، وفق الكاتب.

تبعا لذلك، كانت الخطوة الاضطرارية لقيادة حماس حينها هي قرارها بالانتقال إلى قطر، وكذلك التواجد في بعض الدول الأخرى حسب الضرورة، وهو ما شكل بداية لتراجع العلاقات بين منظمة حماس وإيران. لم يشمل ذلك إيران فقط، بل انتقل الأمر إلى التوتر مع حلفاء إيران، سوريا وحزب الله. وبينما، لم تكن العلاقات بين إيران وحماس مجمدة كليا، إلا أن المساعدات التي كانت تتلقاها "المنظمة الإرهابية" من طهران قد انخفضت بشكل كبير، وهو ما أدى إلى استياء الجناح العسكري لحماس من مجمل التصرف مع الأمر.

ووفق تسريب لمكالمة هاتفية، للقيادي الكبير في حماس موسى أبو مرزوق، والتي من المرجح أن يكون قد تنصت عليها أحد أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط، فقد سمع أبو مرزوق وهو يوجه انتقادات لاذعة إلى الإيرانيين بسبب فشلهم وإحجامهم عن مساعدة منظمته، كما وأتهمهم بأنهم يكثرون الأقوال دون أن يقرنوها بالأفعال.

من الجدير بالذكر، أن الانتخابات الداخلية في حماس قد اكتملت في شهر شباط 2017، مما سمح بتدفق دماء جديدة، ودخول قيادات جديدة إلى الهيئة القيادية والتي انعكست في المكتب السياسي الجديد للمنظمة. فصعود العسكري يحيى السنوار إلى منصب زعيم حماس في غزة، وانتخاب بعض أعضاء المحور الموالي لإيران، ومنهم صالح العاروري على سبيل المثال، يشير بكل وضوح إلى بداية ذوبان الجليد في علاقات حماس مع إيران. فضلا عن ذلك، فإن السنوار هو أيضا من المقربين جدا إلى محمد الضيف، قائد الجناح العسكري للمنظمة، الذي يدرك تماما أهمية بقاء المساعدات الإيرانية لمنظمته.

وفي وقت لاحق، وجراء ضغوط خارجية كبيرة، قررت قطر ترحيل بعض قادة حماس من البلاد. وكان ممن تم طردهم، الضالعون في تقديم التوجيه العسكري لخلايا حماس في الضفة الغربية، والتي كان يديرها صالح العاروري.

اضطر العاروري إلى مغادرة الخليج، برفقة أعضاء اخرين كبار في المنظمة، وانتقلوا إلى لبنان، حيث بدأ بإنشاء موطئ قدم جديد هناك. وقبل شهر تقريبا، وصل العاروري إلى طهران برفقة وفد حمساوي كبير، والتقى بمسؤولين كبار في الحكومة الإيرانية. ومن المعتقد أن تلك الزيارة كانت نقطة التحول المهمة في العلاقات بين المنظمة وإيران.

ومن المرجح أن حزب الله، وهو حزب الجمهورية الإسلامية الواضح جدا في لبنان، قد تلقى أمرا من رعاته الإيرانيين من أجل تقديم كل مساعدة ممكنة لحماس لمساعدتها على الاستقرار في لبنان.

فضلا عن ذلك، فإن هناك مؤشرا إضافيا على ذوبان الجليد في علاقات حماس مع "المحور المؤيد لإيران" أيضا وليس إيران فقط، وهو بيان الإدانة غير المعهود الذي أصدرته المنظمة عقب الهجوم على منشأة لإنتاج الأسلحة الكيماوية في سوريا في وقت سابق من هذا الشهر.

ورغم التحرك الحمساوي المكثف، في السر والعلن، تقربا من المحور المؤيد لإيران، إلا أن حماس ما تزال تحاول الحفاظ على المحورين كليهما، و"اللعب على الحبلين". وفي سبيل ذلك، تبذل المنظمة كل ما في وسعها من أجل إرضاء مصر في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، في مناورة ومحاولة لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، ما دام ذلك لا يضر بجهودها المتواصلة لبناء قوتها العسكرية.

عن: موقع واي نت - ترجمة: ناصر العيسة