عِبر يجب استخلاصها من عملية "القدس" : أهمها استغلال معلومات مواقع التواصل

03/10/2017

وطن للأنباء - ترجمة خاصة: يجب أن تدعونا الحادثة التي أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين من قبل عامل فلسطيني إلى استخلاص العبر والاستنتاجات الفورية من وراء تلك العملية، وذلك لسببين: الأول يعود إلى توقيتها الحساس حيث جاءت في خضم أعياد يهودية ، والثاني: لأن العملية قد تشجع المزيد من الفلسطينيين على تقليد طريقة هذا المهاجم، والقيام بهجمات مستوحاة منها. ففي حين أن الهجوم يجب أن يؤدي إلى تحسين عمليات التعقب والتفتيش الأمنية، والقدرات الاستخبارية الوقائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه لا ينبغي أن يكون لذلك تأثير على نظام منح تصاريح العمل، وفق الكاتب.

الدرس الأول: ينبع هذا الدرس من حقيقة أن المهاجم أراد  لعمليته أن تكون ذات مغزى، وأبعد ما تكون كعمل ناتج عن يأس شخصي..

هذه المرة، يدور الحديث عن رجل أكبر سنا نسبيا، وأب لأربعة أطفال.

هذه الحقائق مهمة لأننا في خضم الأعياد العبرية المقدسة، ووفقا لمدير جهاز ال "شين بيت"، ناداف أرجمان، فهذه تعتبر فترة خاصة قابلة للانفجار في الأراضي الفلسطينية، ويمكن خلالها لأية شرارة أن تؤدي إلى تصعيد أكبر.

ويمكن أن تؤدي دوافع المهاجم إلى تقليده في المزيد من الهجمات المشابهة، لا سيما من قبل أشخاص لديهم دوافع مماثلة، وظروف مماثلة. ويجب أن نتوخى الحذر من أن تتحول الأحداث في الأعياد اليهودية هذا العام إلى بداية موجة جديدة من العنف، وهذا هو السبب في أن المؤسسة الأمنية يجب أن تؤيد سياسة التفريق بين المهاجمين من جهة وبقية السكان من جهة أخرى كي لا يتسبب ذلك بإثارتهم.

الدرس الثاني: هو أنه ما يزال أمام المخابرات الإسرائيلية الكثير لتتعلمه من أجل تحسين إنتاجية وكفاءة المخابرات الوقائية، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

إن عملية جمع المعلومات الاستخبارية من بين الكميات الضخمة من المنشورات والمشاركات و "التغريدات" على وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر أشبه بالخيال العلمي لحجم المعلومات التي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها.

ففي أعقاب موجة العنف التي اندلعت في شهر تشرين الأول من عام 2015، كانت مديرية المخابرات التابعة لجيش الاحتلال، وجهاز الـ"شين بيت"، الرواد في تتبع واستخلاص المعلومات الوقائية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وبالفعل، فإن الاستنتاجات التي خلصت إليها المخابرات الإسرائيلية، والأساليب التي تستخدمها في ذلك، تصلح لأن تكون دروسا على مستوى العالم.

ومن حيث النتائج الملموسة، فقد أحبط "مجتمع" المخابرات الإسرائيلية، مئات الهجمات بالاستناد إلى الكم الضخم من المعلومات التي تم استقاؤها وتحليلها من وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ذلك شهد أيضا الانزلاق (أي السهو) عن بعض الأهداف.

الدرس الثالث: هو أنه حتى في ممرات التهريب الصغيرة، والمعروفة باسم "البوابات الزراعية" التي يستخدمها العمال الفلسطينيون للعبور إلى إسرائيل، يجب أن يتم تغيير كل أساليب الفحص الأمني، والحفاظ على مسافة بين الجنود والمهاجمين المحتملين، إلى أن يتمكن الجنود من الفحص التام، وضمان أن أيا من العمال لا يحمل أية أسلحة.

الدرس الرابع: هو أنه لا ينبغي أن يكون لهجوم "هار أدار" أي تأثير على تصاريح العمل الممنوحة للفلسطينيين. وقد أثبتت التجربة أن الأشخاص الذين يحصلون على تصاريح للعمل في إسرائيل يتجنبون شن هجمات، حتى لا يضروا بمصدر دخلهم، وما تزال هذه القاعدة قائمة إلى الان. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المهاجم في "هار أدار"، كان قد مُنح تصريحا للعمل في الضفة الغربية، وليس داخل إسرائيل. وبالتالي، فإن حقيقة تنفيذه لذلك الهجوم تثبت أنه انطلق من حالة اليأس والقلق والإحباط التي انتابته على المستوى الشخصي، وبالتالي فإنه لم يقم بفعلته بسبب دوافع قومية بحتة. وبالتالي، تعتبر تصاريح العمل ضرورية كأسلوب للتفريق بين مرتكبي العمليات والسكان الفلسطينيين الذين يريدون أن يعيشوا حياتهم.

(عن موقع واي نت – ترجمة: ناصر العيسة)