بعد السماح بعرض فيلم "سبيلبرغ" .. لقاء وطني في لبنان رفضاً للتطبيع من بوابة الفن

23/01/2018

وطن للأنباء- وكالات: جدل كبير أثاره سماح وزارة الداخلية اللبنانية بعرض فيلم "ذا بوست" للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ، ما استدعى عقد لقاء وطني جامع رفضاً للتطبيع مع إسرائيل.

رفض عرض الفيلم جاء على خلفية دعم سبيلبرغ المطلق لإسرائيل واستعداده للموت من أجلها، ولاسيما دعمه العدوان على لبنان وتبرعه بمليون دولار للجيش الإسرائيلي عام 2006.

فقد عقد في نقابة الصحافة في بيروت الثلاثاء "لقاء وطني عام رفضاً لمحاولات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في الثقافة والاعلام والفنون والاقتصاد" وتشديداً على تطبيق قوانين المقاطعة اللبنانية.

شخصيات سياسية وإعلامية وحزبية وشبابية طالبت وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق بالتراجع عن قرار السماح بعرض فيلم "ذا بوست" للمخرج سبيلبرغ، وذلك خلال لقاء الجمعية اللبنانية  لمقاطعة اسرائيل ولقاء الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية والمنظمات الشبابية التي دعت إلى التحركات والاعتصامات اعتراضا على عرض الفيلم.

استهل اللقاء بكلمة للعضو في حملة مقاطعة إسرائيل عبد الملك سكرية الذي قال إنه "فقط في بلد العجائب والغرائب نناقش البديهيات وعلينا أن نذكر دوماً بالقوانين والمسلمات، ولبنان منذ سبعة عقود تعرض لاعتداءات سقط بنتجتها عشرات ألاف الشهداء، فضلاً عن تدمير البنى التحتية، ولن يكون التطبيع وجهة نظر ولا لأن يسمح لمخرج دفع للعدو مليون دولار ليكون شريكاً في العدوان وسفك دمائنا".

سكرية وصف قرار المشنوق بالخطر "وأخطر ما فيه إهانة قرار لجنة الرقابة على السينما في الرأي العام والدوس على قانون مقاطعة إسرائيل، وكذلك ضرب اللائحة السوداء الصادرة من جامعة الدول العربية، وتغليب ثقافة الاستسلام على ثقافة المقاومة، عدا عن التنكر لتضحيات الشعب اللبناني الذي قاوم إسرائيل". وذكّر بالفنانين الذين يرفضون الاشتراك في حفلات في إسرائيل، وكذلك مئات المثقفين من العالم وتحديداً من أميركا وأوروبا وكندا، الذين يقاطعون إسرائيل، إضافة إلى ملايين الطلاب حول العالم، وكذلك بلديات كثيرة في العالم وفي طليعتها بلدية برشلونة.

ولفت سكرية إلى أن "منطقتنا على مفترق طرق يحدد مصيرها لمنع مرور صفقة القرن بعد القرار الأميركي الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". وطالب بـ "إدراج الخطر الصهيوني ضمن المناهج التربوية لضمان تنشئة جيل عصي على الحرب الناعمة. وختم سكرية بالقول إن "الشعب يطلب من وزير الداخلية احترام وتطبيق القانون والتراجع عن قرار السماح بعرض الفيلم".

بدوره، دعا رئيس المجلس الوطني للإعلام في لبنان عبد الهادي محفوظ إلى الالتزام بقرار المقاطعة الصادرة عن الجامعة العربية، لأن الهدف منه هو عزل إسرائيل اقتصادياً وثقافياً وتجارياً، مذكّراً بمقاطعة البضائع الإسرائيلية والشركات التي تتعامل مع إسرائيل أو تلك التي تشحن بضائعها من خلال المنافذ الإسرائيلية.

وتابع محفوظ "منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد ومن ثم اتفاق أوسلو ووادي عربة تراجع الالتزام بقرار المقاطعة وظلت عملياً سوريا ولبنان وإيران تعمل بنشاط على قرار المقاطعة".

كما ذكّر محفوظ بمقاطعة الفرق الرياضية العربية لإسرائيل، وتابع "إن القرار الأميركي الأخير حرك المقاطعة على المستوى الشعبي وأن هذا القرار ما كان ليصدر لولا الخلافات العربية - العربية والخليجية مع إيران". وختم "إنه ليس هناك مبرر استثناء قرار المقاطعة وعرض هذا الفيلم.. وأكرر دعوتي لوزير وزير الداخلية وقف عرض هذا الفيلم".

ثم ألقى الوزير السابق زاهر الخطيب كلمة الأحزاب الوطنية لفت فيها إلى أن الدعوة لعقد اللقاء الوطني جاءت بعد إطلاق جرس الإنذار من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تجاه الخرق الذي حصل في لبنان عبر السماح بعرض هذا الفيلم."خطورة هذا القرار أنه يشجع إسرائيل على التمادي في توحشها.. والمطلوب أن يقود لبنان تفعيل قرارات المقاطعة لإسرائيل خصوصاً أن للبنان أراض محتلة في الوقت الذي يواجه فيه الشعب الفلسطيني القرار الأميركي".

ولفت الخطيب إلى أن "السماح بعرض الفيلم يعارض ما يجري في فلسطين، عدا عن الدعوة لقيام انتفاضة شعبيه عالمية" وطلب وقف عرض الفيلم.

وختاماً، شدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على ضرورة الالتزام بالمقاطعة وقال "إن المجتمع الذي لا يملك قضية هو كمّ مهمل، والوطن الذي ليس له قضية هو أرض مستباحة، نحن بكل شرف واعتزاز وثقة بالنفس وبعد كل ما أنجزناه من انتصارات على العدو العنصري الاستيطاني، نقول بالفم الملآن إننا نقاوم التطبيع، وهذه المقاومة هي مؤشر على المناعة الوطنية ومستوى الانتماء الوطني ومستوى الثقة والاعتزاز بالوطن، وكلما ارتفع منسوب الانتصار على اسرائيل يجب أن ينخفض مستوى الدعوات إلى التطبيع معه، ولكن في لبنان الوضع شاذ كالعادة. كلما أحرزنا الانتصارات، شهر البعض الانهزام".

وتابع النائب رعد "المسألة ليست مسألة اعتراض على فيلم يعرض، فالأفلام تغزو الأسواق والمواطن يستطيع التمييز بينها، وإنما المسألة هي موقف من مخرج مول اعتداءات اسرائيل ويريدوننا أن ندفع من جيوبنا تمويل اعتداءات العدو علينا".

وتحدث رعد عن سيرة "المخرج الأميركي الذي يروّج لإسرائيل وعنصريتها من خلال مجموعة من الأفلام تصب في دعم الحركة الصهيونية لتخدم التفوق الإسرائيلي وتروج للاستيطان والعنصرية"، وذكّر بأن "سبيلبرغ قال إنه مستعد للموت من أجل إسرائيل بينما يخجل بعضنا أن يقول إنه مستعد للموت من أجل لبنان أو فلسطين".

(الميادين)