تدريبات جيش الاحتلال العسكرية تجبر فلسطينيين على اخلاء منازلهم في الأغوار

07/03/2018

الأغوار- وطن للأنباء: كانت حركة الآليات العسكرية الإسرائيلية الثقيلة في سهول الفارسية بالأغوار الشمالية، أمس، تنذر بأيام صعبة ستحل على تلك المنطقة التي تعيش على صفيح ساخن، من وجهة نظر العائلات البدوية التي تعيش فيها منذ القدم.

وركزت قوات الاحتلال، في ساعات الصباح الباكر، انتشار الآليات العسكرية الثقيلة بما فيها الدبابات وناقلات الجند المدرعة والمجنزرات، إلى جانب الجرافات الضخمة من نوع "D9" في منطقة الشك بالفارسية حيث دمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي تعود للمواطن أحمد دراغمة.

وبحسب ، عارف دراغمة الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في منطقة الأغوار، فإن قوات كبيرة من جيش الاحتلال انتشرت مناطق متفرقة من الأغوار، خاصة المالح والفارسية وسمرة، وسط إخطارات جديدة لإخلاء عائلات من خربة ابزيق شرق طوباس في منطقة الأغوار، من مساكنها، وذلك بغية إجراء مناورات عسكرية واسعة في المنطقة.

وأشار دراغمة، إلى أجواء من الرعب والخوف الشديد تسيطر على العائلات البدوية ومربي الثروة الحيوانية ممن أصبحوا يخشون التوجه إلى المراعي الخضراء بسبب تلك التدريبات.
وذكر أن الجرافات العسكرية وصلت الليل بالنهار وهي تقوم بشق طرق وعمل خنادق في مناطق عديدة بالأغوار، بعد أن دمرت مقبرة الفارسية القديمة والتي كانت المدفن الوحيد للعشائر والقبائل قبل عشرات السنوات وخاصة عشيرة "الصقور".

وحولت قوات الاحتلال، حياة القاطنين في التجمعات السكانية القريبة من مناطق إطلاق النار والمناورات العسكرية، إلى جحيم لا يطاق، كما أكد دراغمة الذي قال، إنه لم يعد هناك فرق يذكر بين الليل والنهار بالنسبة للقاطنين في تلك التجمعات، حيث تقض التدريبات العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال على مدار الساعة، مضاجع العائلات التي تعيش أصلا هناك في ظل ظروف قاسية.

ووفقا لما أكده دراغمة، فإن آليات الاحتلال الثقيلة تتعمد تخريب أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الزراعية في السهول، حيث تقوم الدبابات وناقلات الجند المدرعة، بحركات دائرية الهدف منها وأد المحاصيل الزراعية وهي في مراحل نموها الأولى تحت الجنازير التي تحرث الأرض وتدمر كل شيء تحت وفي طريقها.

وأضاف، إن تلك الآليات دمرت بجنازيرها مساحات واسعة من الأراضي التي أعدها المزارعون للزراعة البعلية، من بينها أكثر من 40 دونما مزروعة بالحمص تعود للمواطن أحمد دراغمة في منطقة الشك بالفارسية.

وذكر، أن جيش الاحتلال، يبدأ تدريباته العسكرية في أيلول من كل عام، حيث يحول مساكن المواطنين إلى ساحة حرب ومناطق للرماية وإطلاق النار الكثيف على مدار الساعة، في وقت تواجه فيه عشرات العائلات خطر التشريد والترحيل لأيام عدة إلى حين انتهاء هذه التدريبات.
وركز دراغمة، على خربة الفارسية التي كانت قرية فلسطينية دمرها الاحتلال عام 67 وشرد أهلها وسلب مياهها وتسبب بتصحير معظم أراضيها، وأحاطها بالعديد من المستوطنات التي سرقت مساحات واسعة من أراضيها، من أبرزها مستوطنات "ميخولا"، و"سلعيت"، و"روتم"، و"شدموت ميخولا"، عدا عن تدريبات يجريها جيش الاحتلال في أراضيها ومراعيها.

وأشار، إلى أن الاحتلال هدم معظم منشآت تلك الخربة، فعادت العائلات المنكوبة وسكنت في أطرافها، وسط مخاوف من ترحيلها من جديد.

وأكد، وجود مخططات إسرائيلية تهدف إلى مسح خربة الفارسية من على وجه الأرض، وضم المستوطنات معا لتصبح مستوطنة كبرى فوق أراضيها.

وقال دراغمة، إن الأغوار تحولت إلى ساحة حرب في ظل تواجد مئات الآليات والمدرعات العسكرية في مناطق عديدة في المالح وسمرا وخلة البد والشك ومشارف ابزيق والبقيعة والفارسية.

وشدد، على أن الخطر يداهم سكان المضارب والقرى في المنطقة، ولا أحد يمكنه التخمين بما سيجري، واصفا الأوضاع بأنها مرعبة ومخيفة.

 

"محمد بلاص- الأيام"