احذروا ألعاب شبكات الاعلام الاجتماعي: مراهقون روس ينتحرون في لعبة "الحوت الأزرق"

11/03/2018

ترجمة خاصة-وطن للأنباء: سجلت الشرطة الروسية وفاة طالبتين روسيتين نتيجة مشاركتهما في لعبة "الحوت الأزرق" القاتلة، والتي تُلعب بشكل جماعي عبر وسائل الاعلام الاجتماعي، وتنتهي باللاعب او اللاعبة الى الانتحار، كالتزام في اخر مراحل اللعبة الخطيرة.

وفي الخلفية العاملة للعبة "الحوت الأزرق"، يقوم المدراء المشرفون على شبكات اللعبة بتحديد مهام المشاركين والتزاماتهم فيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبشكل مسبق. وتبلغ مدة اللعبة (50) يوما، وتنتهي بالمشاركين الى تنفيذ مهامهم، وأبرزها الانتحار في اليوم ال (50) والأخير من اللعبة. وتحقق الشرطة الروسية في طبيعة اللعبة بالتفصيل، على اعتبار أن المجتمع الروسي شهد حالات مشابهة في وقت سابق.

وقد فتحت الحادثة نقاشا بوليسيا واجتماعيا في روسيا، على خلفية موجة من محاولات الانتحار في سن المراهقة، والتي كثرت في الفترة الأخيرة، وسط مخاوف من احتمالية ان يكون قد تم التلاعب باللعبة، او السيطرة عليها، من قبل مجموعات التواصل الاجتماعي "الشريرة".

وقد أعلن عن وفاة الطالبتين في احدى المدارس الروسية وهما: يوليا كونستانتينوفا (15) عاما، وفيرونيكا فولكوفا (16) عاما، واللتين توفيتا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، عقب سقوطهما عن سطح عمارة سكنية من (14) طابقا، في مدينة أوست إيليمسك الصناعية.

ويسود الاعتقاد لدى الشرطة بان الطالبتين اقدمتا على الانتحار إثر دفعهما الى ذلك من قبل "سادة" اللعبة "المجنونة"، المسماة "الحوت الأزرق". ومن المؤكد ان الفتاتين انتقلتا من مرحلة الى أخرى خلال اللعبة، التي تنتهي بالإقدام على الانتحار في اليوم ال (50) منها.

وبعد ذلك بيومين، اصيبت فتاة تدعي ايكاترينا، (15) عاما، بجروح خطيرة، نتيجة سقوطها على أرض ثلجية، من شقة في مدينة كراسنويارسك في سيبيريا. ومن المؤكد انها كانت ستلقى حتفها لو كان سقوطها على أرض مكشوفة، بدلا من الثلج. وفي ذات اليوم الذي حاولت فيه الفتاة ايكاترينا الانتحار، شهدت بلدة "شيتا" حادثة مشابهة، عندما القت فتاة تبلغ من العمر (14) عاما بنفسها على سكة قطار للركاب، مما أدى الى مصرعها.

وكانت الطالبة يوليا كونستانتينوفا قد نشرت كلمة "انتهى"، على صفحتها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. وسبقت ذلك بمنشور اخر قبل ذلك بأيام، عندما قامت بنشر صورة "حوت أزرق" كبير ينزف دماء، كانت قد رسمته على ذراعها بواسطة سكين او شفرة حلاقة.


ذراع الضحية يوليا كونستانتينوفا وقد رسم عليها رسم الحوت باستخدام شفرة قبل اقدامها على الانتحار بالقفز عن احدى البنايات.

وينظر المحققون الى هذين الرمزين على انهما يعبران عن نهاية اللاعب، وان اللاعب قد وصل الى نهايته، وان عليه وضع حد لحياته فور نشر هذه الرموز الحاسمة على وسائل التواصل الاجتماعي.

اما صديقتها فيرونيكا، فكتبت: "لقد فقدت الإحساس...انها النهاية". علما ان فيرونيكا سبقت ذلك بنشر العديد من الرسائل الحزينة، مثل "هل تحس أنك عديم الفائدة مثلي؟"، وكتبت أيضا "أنا مجرد شبح".

وافادت الشرطة انها احتجزت اثنين من الفتية في سن المراهقة، في الموقع الذي انتحرت فيه الفتاتان، بعد أن قال بعض شهود العيان ان الفتيان قاما بتصوير حالة الانتحار المزدوج والمأساوي للفتاتين. وأضافت انها تبحث بالتالي ان كان قد طلب اليهما تصوير الانتحار، وبالتالي البحث في احتمالية ان يكون لهما علم مسبق بالانتحار.

وقال بيان للشرطة الروسية ان "المحققين تفحصوا كل زاوية في مكان الحادث، بالإضافة الى منازل الطلبة المنتحرين، والذين حاولوا الانتحار ايضا. كما قامت بفحص منازلهم، وأجرت مقابلات مع أقارب وأصدقاء الضحايا في محاولة حثيثة للوقوف على الدوافع". وأضافت الشرطة انه "سيتم إيلاء اهتمام وتركيز خاص خلال التحقيق، من اجل دراسة نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة كل حركة واشارة قاموا بها قبل الانتحار، مما سيفضي على الأرجح الى الوصول الى حقيقة الدوافع بوقت أسرع".

وفضلا عن مقتل الفتاتين، يوليا وفيرونيكا، انتحارا، فتحت السلطات مؤخرا تحقيقا خاصا في (3) قضايا جنائية تتضمن التحريض على الانتحار في أوساط طالبات المدارس، عبر مجموعات متنوعة في وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي سياق متصل، أخبر مدير احدى المدارس المحلية، في موسكو، الشرطة أنه تلقى اتصالا من مجهول يفيد بان احدى الطابات في مدرسته قد انضمت الى "مجموعة الموت"، وأنها على وشك الانتحار.

وفي متابعتها للأمر، تعرفت الشرطة على الفتاة، التي أبلغت الشرطة أنها انضمت إلى "لعبة" على احدى شبكات التواصل الاجتماعي، وتدعى "شبكة فكونتاكتي". وان مهام اللعبة، ومن بينها مهمة "الانتحار"، أعطيت لها من قبل مدير شبكة "فكونتاكتي".

وتضيف "طلب مني مدير المجموعة، ان اقطع كلمات معينة على يدي بواسطة شفرة حلاقة، وان ابحث عن مبنى شاهق اقفز من فوقه". وأضافت انها لم تمتثل لأوامر مدير المجموعة، ولكن لديها مخاوف من أن يمتثل الاخرون.

وفي قضية بلدة شيتا، اكدت شرطة المرور ان ما يسمى لعبة "الحوت الأزرق" الانتحارية هي على الاغلب السبب في مقتل احدى فتيات البلدة انتحارا تحت عجلات القطار.

وقالت تقارير روسية مختلفة، من الشرطة ومن وسائل الإعلام، "ان اللعبة تطلب من المراهقين استخدام سكين، أو شفرة حلاقة، لرسم حوت من الدماء على الذراع او الساق". وأضافت التقارير ان اللعبة تحث المشارك على مشاهدة أفلام الرعب بشكل يومي ومُلزم. وانه يجب عليهم الاستيقاظ من النوم الساعة (04:20) فجر اليوم ال (50) من اللعبة، والتوجه الى المكان المخصص لتنفيذ الانتحار.

تذكر الشرطة انه قد ثار هناك جدل كبير خلال العام 2017، وقلق عميق، من احتمال كون هذه الألعاب هي السبب في ان "العقول الشريرة" يمكن أن تكون سيطرت على الألعاب، وأنها المدبر الحقيقي لحوالي (130) حالة انتحار شهدتها جميع انحاء روسيا، خلال (6) أشهر فقط. وتحديدا خلال الفترة بين شهر تشرين الأول 2015 وشهر نيسان 2016.

وقد نجحت الشرطة، خلال العام 2017، باعتقال زعيم لعصابة من هذا النوع، يدعى فيليب بوديكين، ويبلغ من العمر (21) عاما. اتهم زعيم العصابة هذا بتشكيل (8) مجموعات تواصل اجتماعي، تروج للانتحار من خلال لعبة "الحوت الأزرق"، خلال الفترة بين عامي 2013 و2016، وانه وجه العشرات من دعوات الانتحار عبر هذه الشبكات.

ووفق القضية المرفوعة ضد بوديكين، فقد انتحر بالفعل (15) مراهقا من اعضاء شبكاته الثماني، فيما جرى انقاذ العشرات في اخر لحظة.

فيليب بوديكين: 21 عاما، قام بتشكيل (8) مجموعات تواصل اجتماعي تروج للانتحار، مما ادى الى انتحار (15) مراهقا

وبعد إلقاء القبض على زعيم العصابة هذا، سُجل انخفاض في محاولات الانتحار. غير ان الشرطة تواصل تحذيراتها ومخاوفها من التأثير الكبير و"الهمجي" لبعض وسائل الإعلام الاجتماعي، والتي تؤدي بالأطفال الى الموت.

وأفادت التحقيقات في قضية بودكين ملفات التحقيق الأخرى، حيث ألقت الضوء على الكثير من هذه الشبكات. فعلى سبيل المثال، يقال للأطفال في وسائل التواصل الاجتماعي أشياء تفضي الى الياس التدريجي والانتحار، من قبيل: "ان أفضل الأشياء في الحياة تبدأ بحرف "س". مثل "ساترداي وسكس وسوسايد (أي السبت، والجنس، والانتحار).

واستطردت الشرطة بالقول: "نحن نعرف، وبشكل يقيني، أن الكبار يختارون الأطفال ويعملون معهم عبر هذه الألعاب، من خلال معرفتهم بالعادات المرغوبة من قبلهم، وشغفهم بالألعاب، وحبهم لاستكشاف المجهول، علما انهم يركزون على استعمال أكثر الوسائل فعالية، مثل اللغة والثقافة المفضلة للأطفال".

وتضيف: "يعرف زعماء العصابات علم النفس بشكل جيد، فهم:

 يقنعون الفتيات بأنهن "بدينات جدا" ولا يمكن اصلاح وضعهن.
 يقنعون الفتيان بأنهم "خاسرون" في هذا العالم، وان الجميع يسعى الى افشالهم، وانه لا سبيل امامهم للنجاح، وان عليهم المغادرة.
 يقنعون الفتيان بان هناك عالم آخر، وانهم (أي الفتيان) سيكونون محظوظين لأنهم من بين المختارين للعالم الاخر".
 قاموا بتأليف اغنية خاصة للأطفال تقول "علينا ان نغادر هذا العالم المغلق الى الفضاء المفتوح، لأنه لم يبق لدينا شيء في هذا العالم".
 اعتادوا على توجيه سؤال دائم الى الأطفال، مع الالحاح على اجابته، وهو "كم يوما مملا بقي لك في هذه الحياة، وكيف تفكر لإخراج نفسك من هذا الملل؟".

كما زودوا الأطفال بصور تدفعهم الى مصائر لا يفكرون بها، من قبيل:
 صورة لقطار يقترب وقد كتب عليه "لنغادر، لان هذا العالم ليس لنا".
 وصور أخرى تظهر مراهقين على سطح أحد المباني الشاهقة وقد كتب عليها: "ماذا ننتظر؟ نحن أبناء الجيل الميت".

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "ذي ديلي ميل"