محمود.. شهيد بنكهة عريس، ومراسم زفاف على غير العادة

31/03/2018

غزة- وطن للأنباء- رولا حسنين: ضمن العادات التي تجري في طقوس الزواج لدى الفلسطينيين، يكون يوم الجمعة في غالب الأحيان هو يوم الزفاف، وكل جمعة في مُخلية المخطوبين هي يوم جميل تقربهم من يوم زفافهم، الا أن هذه الجمعة كانت متناقضة بكل ما حملته من بكاء ورحيل، حيث شهدت زفاف العريس محمود رحمي باستشهاده، فيما أبقت على خطيبته بفاجعة رحيلة المؤلمة.

لأن الشهداء ليسوا ارقاماً، إنما نبض حياة، نكتب عنهم، ونسلط الضوء على معاناة مَن رحلوا عنهم.

الشهيد محمود رحمي والذي يبلغ من العمر 33 عاماً، خرج صباح أمس الجمعة، كعادته متعطراً مرتدياً أجمل الملابس، عازماً على المشاركة في مسيرة العودة الكبرى الشعبية، احياء ليوم الأرض ورفضاً للاحتلال واجراءاته وحصاره لغزة منذ 11 عاماً وأكثر.

لم يكن يدرك محمود أنه سيُزفّ شهيداً قبل موعد زواجه المحدد بعد رمضان المقبل، أي بعد أشهر قليلة، حتى أصابته رصاص قناص الاحتلال خلال قمعها للمشاركين في مسيرة العودة على حدود غزة، ليرتقي بذلك محمود شهيداً، تاركاً خلفه أم ملكومة وخطيته التي بقيت وحيدة بعده، فلم تكن رصاصة واحدة قاتلة لجسد واحد، إنما لقلوب عديدة تحلم ان تراه عريساً يُزف الى محبوبته على طريقة مَن يعيشون بسلام في بلادهم.

حجر مقابل قناص، في أي معادلة حربية تكون هذه المسألة منطقية، إلا في حسابات ومعادلات الاحتلال الاسرائيلي الذي يقتل الفلسطينيين بسلاح ضخم، ويبرر ذلك بأن الفلسطيني كان يحمل حجراً، ما نجاح تلك المعادلة الا بسبب الصمت الدولي الذي يعطي الاحتلال شرعية اغتصابه للأرض منذ أعوام، واغتصاب فرح الفلسطينيين بقتلهم.

رحل محمود، وشيعت الجماهير جثمانه في مراسم زفاف على غير العادة، لتودعه الأرض التي أحب، لا البيت الذي حلم به يوماً، رحلت فرحة الزفاف، وبقيت الأرض التي خرج محمود يحيي ذكرى سلبها، مطالباً باستعادتها، رحل محمود وسينجب الشعب الفلسطيني ألف محمود يؤمنون بحق عودتهم ويعملون لذلك.