نادية حرحش تكتب لـوطن: تحيا سوريا

12/04/2018

علمونا في الكتب المدرسية أن التاريخ يعيد نفسه، وأن علينا استخلاص العبر من تجارب السابقين، وعلمونا مثلا في أحد الدروس باللغة العربية عنوانه " أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، ودروس الدين كانت مليئة بالعبر التي تميز بين البصر والبصيرة، وإن هناك من الضالين المضللين من يعمي الله قلوبهم فتعمى بصيرتهم.

وعلمونا كذلك أن آدم ستر نفسه بورقة التوت حينما أنزله الخالق من الجنة.
وسوريا درس شامل بكل ما تعلمناه ... ولم نطبقه.
بلاد العرب غدت موحشة، توحدها الفرقة، ويجمعها التخلف.
عقول العرب معقلة بأقفال موصدة لا يحركها الا الدهون المعدمة، لم يعد في العقول مكان للتعقل.
نفوس العرب مضللة، تائهة، هائمة، مشتتة، تقترب من كل شيء الا نفسها، تلتحم بالغريب ،المريب وتنفر وتستنفر من الأخ والقريب.
ما يحدث في سوريا يعرينا ....
يفضحنا....
يكشف مدى عمينا ...
نحن شعوب عميت بصيرتها، فلم تعد تميز البصر من النظر.
ما الذي نحتاجه لنفهم مكاننا من الحرب على سوريا ؟

هل نحتاج أكثر من أن نعرف أن إسرائيل تقصف بطائراتها الحربية أجواء سوريا لنحدد موقفنا ؟ هل نحتاج لتمييز الباطل من الحق لأحد الجهات المتصارعة ضد النظام السوري ،ودعمهم من قبل إسرائيل ومد العون لهم والتبرع والعلاج والضيافة؟.

هل يعقل أن نصدق مرة أخرى ان نظاما منتصرا بجنوده وعتاده في منطقة ، تم نقل اهلها بالحافلات المكيفة ، وجنود هذا النظام المحاصرة في حدود تلك المنطقة ، ثم يقوم النظام بضرب المنطقة بالسلاح الكيماوي؟
يقال ،ليكن المستمع عاقل والمتكلم مجنون... لماذا يختار النظام ضرب منطقة استسلمت وقايضت وانتهت المعركة فيها بسلاح كيماوي، يعرف جيدا انه اذا ما استعمله قضى على جنوده وانتهى امره امام قوى التحقيق العالمية؟
كيف نقبل ان نركض وراء عبثية ترامب وتلهث فرنسا وبريطانيا على تقاسم الغنائم لحرب جديدة ولا نخجل من أن نناقش ولا نزال نقول ان نظام الاسد نظام مستبد؟
نظام الاسد المستبد؟

اسرائيل التي تدافع عن ضحايا "النظام المفترضين" اصبحت انسانية ولقد بدأ للتو عرض جريمة جيشها في قنص فلسطيني وكأنهم في رحلة صيد. اسرائيل التي قتلت اكثر من عشرين بريئا مشى في مسيرة في أرضه بغزة المحاصرة، وانتظر سكان مدنها المدافع والقصف من ساحاتهم وكأنهم يشاهدون نوازك وكواكب قبل أيام.

نتكلم عن اليمن بخجل ، والمذابح والجرائم تجري على قدم وساق ، ونندد اصداء تنديد.
العشرات يقتلون في ليبيا وافغانستان والعراق يوميا ولا يتحرك من اجسادنا شعرة.

ثم نستأسد كالفئران المختبئة في جحورها من القطط، ونقول فليسقط الاسد.
نبرر قتلا ودمارا وسفكا وهدرا اخر تحت مسمى سقوط مستبد ، وندخل سوريا تحت ألوية امريكا واسرائيل محررين للشعب السوري...

خسئنا من شعوب لا تتعلم من دروس ماضيها القريب وحاضرها المعاش.
والاسد ظل اسدا ،حاميا ،متحديا ، متصديا، بمسؤولية أخجلتنا وكشفت عرينا ، واسقطت ورقة التين عنا.
لا يوجد بالموضوع السوري انحياز الا لمكان واحد : سوريا بأرضها وشعبها التي يحميها من الخيانة والغدر والقصف والعدوان الرئيس بشار الأسد.

فلتحيا سوريا ولتبقى أبية عصية على كل المتخاذلين والمتآمرين والمرتزقة.
لتحيا سوريا بعروبة عرينها الأسد.
نعم..... أنا مع سوريا الأسد.

ليس لاني معجبة وليس لأني منحازة ولا متطرفة .... ولكن لأنني ارفض أن اؤكل يوم أكل الثور الابيض، ولا يمكن للانحياز في مكان تقف اسرائيل فيه.

واجبنا الوطني ان نكون مع سوريا الأسد ، لأن اسرائيل تحاربه ، كما تحاربنا .
لا خير في امة تأمن لعدوها  وتتكالب على أهلها.
سوريا ستبقى سوريا .....لطالمها يحمي عرينها أسد