السقوط المدوي لقناة العربية.. النكبة لم تعد فلسطينية بل "يهودية"!

08/07/2018

رام الله- وطن للأنباء: لم يعد أمام قناة العربية الاختفاء وراء اسمها، بعد الظهور بوجهها الحقيقي المنحاز لدولة ورواية الاحتلال الزائفة، فقد بثت القناة فيلماً وثائقيا تناول نشأة دولة الاحتلال واحتلال فلسطين من زاوية تتبنى الرواية الإسرائيلية.

قناة "العبرية" كما يحلو للكثيرون تسميتها، بثت فيلماً وثائقياً يحمل اسم النكبة، وحين تذكر عبارة النكبة يتبادر للأذهان نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، لكن القناة السعودية تحدثت عن "نكبة اليهود" الذين اضطروا لإقامة وطن لهم في فلسطين، وفي ذلك تبرير واضح يعطي من لا يستحق أرض صاحب الحق.

هذا أحدث مثال على سلسلة من الأفكار التطبيعية التي تروجها القناة على حساب الشعب الفلسطيني، وفي ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال والإدارة الأمريكية على الشعب الفلسطيني بموافقة خليجية وخاصة سعودية.

وفي تغريدة له، نشر الصحفي الفلسطيني تامر المسحال على "تويتر"، معلقاً على الفيلم الوثائقي "من المؤسف بل من المخزي أن قناة عربية وتحمل اسم العربية تبث فيلما وثائقيا عن نشأة دولة الاحتلال الاسرائيلي واحتلال فلسطين يتبنى الرواية الاسرائيلية بشكل مخزِ.

ونشر العديد من رواد "تويتر" تعليقات على التغريدة، تعبر عن الرفض والاستنكار لما بثته القناة، فيما يلي ابرزها:

من جانبه، عبر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الأحد، عن إدانته الشديدة لبث قناة "العربية" الفيلم، واصفاً ذلك بأنه "انزلاقا خطيرا وسقوطا مدويا من قبل قناة تحمل اسم "العربية".

وقال بيان للمنتدى إنه يفترض أن "تكون القناة في طليعة القنوات الفاضحة لجرائم الاحتلال، والمعبرة عن آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال".

وأضاف: يبدو أن قناة "العربية" قررت خلع ثوبها العربي متخلية عن قضية فلسطين، متجندة بكل أسف لترويج رواية الاحتلال الغاصب لأرضنا، عبر بثها فيلماً حمل اسم "النكبة"، حيث تطرق إلى ظروف نشأة دولة الاحتلال على أرض فلسطين وفق رواية الاحتلال، متحدثاً عما أسماه "نكبة اليهود" التي اضطرتهم لإقامة وطن لهم في فلسطين".

وبين المنتدى، أن "مما يزيد من خطورة الفيلم الوثائقي "المتجرد من كل قيم الإنسانية والقومية والدينية" أنه يأتي في ظل مخططات تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن التي تروج لها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترمب، مضيفاً أن ذلك يضع علامات استفهام كبيرة حول دور قناة "العربية" في خدمة هذه المخططات التصفوية، ويثير التساؤلات حول تجندها لتزييف الوعي والتاريخ العربي عبر الانسلاخ من الحقائق الدامغة حول اغتصاب العصابات الصهيونية لأرض فلسطين".

وتابع: إن تقديم قناة "العربية" للفيلم الوثائقي باعتباره يعيد صياغة ما أسمته "قصة ولادة "إسرائيل" كما يراها العرب والإسرائيليون، من خلال نص خال من الأيديولوجية أو التحزب، عبر شهادات ومقابلات مع شهود عيان ومؤرخين من كلا الجانبين، مدعومة بصرياً بصور أرشيفية اكتشفت حديثاً، وفق قولها، إنما يعكس السقوط المدوي لهذه القناة، ويميط اللثام عن دورها المشبوه لتشويه وعي الأجيال العربية، محاولة بذلك، التجند لصالح الاحتلال وتطبيع وجوده في المنطقة العربية، متجاهلة عذابات الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال منذ عقود، ومتجاوزة حق ملايين الفلسطينيين المشردين في بقاع الارض بالعودة إلى ديارهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948". 

وطالب قناة "العربية" بالاعتذار للجمهور العربي عما بدر منها، وحذف الفيلم الوثائقي المذكور من موقعها الإلكتروني، وعدم تكرار بثه بحال من الأحوال، والتكفير عن ذلك بإنتاج سلسلة أفلام وثائقية عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال.

كما طالب اتحاد الصحفيين العرب بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة في مواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، والتصدي لمحاولات تزييف وعي الأجيال العربية، حاثاً وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والإسلامية على تكثيف إنتاج وبث الأفلام الوثائقية المفندة لمزاعم رواية الاحتلال حول اغتصابه لأرض فلسطين، وتثبيت الحقائق الدامغة حول عروبة وإسلامية أرض فلسطين، ومجابهة محاولات التطبيع مع دولة الاحتلال.