وطن تنشر تفاصيل "تسريب" عقار "عقبة درويش" قرب الأقصى

04/10/2018

رام الله-وطن للأنباء: لم تتوقف عمليات سيطرة المستوطنين والجمعيات الصهيونية على العقارات في مدينة القدس المحتلة بشكل عام والبلدة القديمة بشكل خاص، والتي كان آخرها الاستيلاء فجر الخميس على عقار قديم وتاريخي في "عقبة درويش" في القدس القديمة يبعد عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى استخدم مؤخراً كعيادة طبية.

استيلاء المستوطنين على العقار يعيد فتح ملف قضية تسريب العقارات والأراضي لصالح المستوطنين والجمعيات الاستيطانية التي تنشط لوضع يدها على أكبر عدد ممكن من العقارات الفلسطينية في سلوان والشيخ جراح وباب العامود وغيرها في القدس.

تمت عملية اقتحام العقار الذي تعود ملكيته في الأصل إلى عائلة جودة الحسيني من قبل عشرات المستوطنين، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أقل من 24 ساعة على استيلاء المستوطنين على عقار آخر مكون من شقتين مساحة كل منهما 120 متراً وقطعة أرض تزيد مساحتها عن دونم في حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بزعم شرائهم لها.

وطن للأنباء تابعت القضية مع عائلة جوده الحسيني، التي كانت تملك العقار قبل أن تبيعه رسمياً في عام 2016 للمدعو خالد محمد عبد الحميد عطاري، وتسجله رسميا باسمه مطلع العام الجاري 2018 في دائرة الطابو التابعة لحكومة الاحتلال في القدس .

وحول ذلك يقول جودة الحسيني الذي يملك وثيقة حيازة مفتاح كنيسة القيامة وهو وكيل والدته التي كانت تملك العقار لوطن للأنباء: إن قضية العقار تعود للعام 2013 بعد أن اعلنت العائلة رغبتها في بيعه، "حينها اتصل بي شخصية فلسطينية مهمة تربطني به علاقة اسرية" وقال لي إن فادي السلامين يريد شراء العقار، وبعد أكثر من اجتماع اتفقنا على بيع العقار للسلامين.

وأضاف: اني قمت ببيع العقار بصفتي موكلاً من والدتي، للسلامين الا أنه وبعد قرار السلطة الفلسطينية بتجميد حسابات السلامين فانه لم يستطع تسديد ما تبقى عليه من دين بدل العقار، وقمنا وقتها بإرسال أكثر من انذار للسلامين اننا سنتجه لاستصدار قرار من المحكمة المركزية في القدس لفسخ العقد .

لكن الحسيني الذي وكل رسمياً بمتابعة العقار في الدوائر الرسمية من والدته لمياء جودة الحسيني رفض الكشف عن المبلغ الذي بيع فيه العقار، مبيناً أن انه توجه بعد ذلك للمحكمة المركزية وأصدر قراراً يقضي بفسخ العقد بين الطرفين.

وتابع: في هذه الفترة تواصل معي المدعو خالد عطاري، وابدى رغبته في شراء العقار واستعداده التام لتسديد المبلغ الذي دفعه السلامين كاملاً وهو ما حصل بالفعل، وتمت عملية البيع بعد ذلك للعطاري وتسجيل العقار باسمه رسمياً في الطابو.  

وعن حيثيات صفقة البيع قال جودة الحسيني: إنه وبعد اتصال العطاري بي قمت بالاستفسار والسؤال عنه فأثنت عليه العديد من الشخصيات المقدسية، وأثناء عملية بحثي تبين لي انه كان يعمل مديراً لاحد البنوك، ويعتبر من أحد مؤسسي شركات التأمين في الضفة الغربية.  

ولفت جودة الحسيني أنه وفي ذلك الوقت وضع محافظة القدس بصورة عملية البيع التي تمت، وتم ابلاغ الجهات الرسمية الفلسطينية بها، وقام بكتابة تفاصيل عملية البيع للمحافظ وقتها عدنان الحسيني.

ويتكون العقار المذكور من ثلاثة طوابق ويقع في منطقة مهمة وحيوية جدا، على محور طرق تؤدي إلى باب حطة، شارع الواد، ويطل مباشرة على المسجد الأقصى من الناحية الشمالية.

وأشار جودة الحسيني أنه في ساعة متأخرة من ليلة أمس ابلغ من جيران العقار أن المستوطنين قاموا بالاستيلاء على العقار واعداً بنشر جميع الوثائق المتعلقة في عملية البيع في أقرب وقت ممكن.

هذا وحاولت وطن للأنباء التواصل مع خالد العطاري، لأخذ تعقيب حول القضية لكننا لم نتمكن من الوصول إليه حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

ويقع عقار آلـ جودة الحسيني الذي سيطر مستوطنون عليه في البلدة القديمة عقبة درويش رقم ١٠، وكان مسجلا باسم المواطنة لمياء جودة، وهو عبارة عن ٣ طوابق، مكون من حواصل وطابق سكني ونصف طابق في الطبقة الثالثة، وتبلغ مساحته ما يقارب ٥٠٠ متر.

وكان يشغل العقار صندوق المرضى الإسرائيلي "كلاليت" لسنوات طويلة، حتى بيع العقار من مالكيه آلـ جوده الحسيني لخالد العطاري فتم إنهاء عقد صندوق المرضى من قبل صاحب العقار الجديد .

وحصلت وطن للأنباء على عقد البيع الذي تم بين عائلة جودة الحسيني وخالد العطاري.