العلاقات الإنسانية بين المد والجذر ..

04/11/2018


كتبت: د. نيرمين ماجد البورنو

يقول الروسي الشهير تولستوى " اعمل الخير لأصدقائك يزيدونك محبة، واعمل الخير لأعدائك ليصبحوا أصدقائك "، اننا بحاجة للخلافات آحيانا لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم ... فقد تجد ما يجعلك في ذهول وقد تجد ما تنحني له احتراما، ولن تكبر دون أن تتألم، ولن تتعلم دون أن تخطئ دون أن تفشل، وأن الابتسامة الصادقة أفضل من الكلام الجميل، وإن النقد البناء أفضل من المدح الهدام.

إن الحياة هي نتاج أفكارنا، فاذا فكرنا في النجاح فسننجح، واذا فكرنا في تحقيق السعادة مع الاخرين فنسخر كل الوسائل والطرق الممكنة لتحقيق ذلك، أما اذا فكرنا في الفشل والاحباط والاكتئاب والاستسلام كأمر حتمي لا مفر منه فسنفشل بكل تأكيد، واذا كانت نظرتنا لأفكارهم بائسة ومضطربة ومتشائمة فسوف نتعامل معهم بأسلوب الحذر والحيطة وعدم الثقة، وهو ما ينعكس سلبا على معاملتهم لنا، ولذلك يجب ان يكون دوما تفكيرنا ايجابي لنحصل على نتائج ايجابية فصدق شكسبير حينما قال " ليس هناك أجمل ولا أقبح، وإنما تفكير الانسان هو الذي يصور احدهما للإنسان، فالسعادة لا تعتمد على العوامل الخارجية بل تعتمد على داخلية نفس الإنسان".

ومما لا شك فيه اننا نعيش عصر التكنولوجيا، فالتغيرات والتطورات المتلاحقة أثرت في شكل العلاقات الاجتماعية في عالمنا الواقعي، فبات التواصل يتم عبر العالم الافتراضي وباتت شبكات التواصل الاجتماعي تشكل خطرا على التواصل الحقيقي بين البشر، بالرغم انها ساعدت في تقارب الاصدقاء الذين تفصلهم المسافات عن بعضهم البعض، فقد أثرت ولا شك على العلاقات داخل العائلة الواحدة.

محظوظ هذا الانسان الذي يملك الأخ والصديق الوفي الذي يكون مرآته ويجده في وقت شدته قبل فرحته، فيتشاركون المشاعر النبيلة والانسانية الطيبة والصادقة  فلا تبخل على احبتك بحبك فعبر لهم عما يجول في داخلك وافيض بالحب والنبل والاخوة والاهتمام والصدق في القول والفعل، وكن خفيف الروح مع أهلك واصدقائك ووسطك، طيب الاخلاق، تهواك الانفس، واحرص دوما عند الاختلاف مع شخص ما على عدم قطع جميل حبال الود، وانما احتفظ بقدر منها فلعل الوجوه تتقابل يوما، ولا تغرق في الخصومة وانما اترك للصفح موضعا، فالصداقة تعني التفاهم وليس الاتفاق تعني التسامح والتجاوز وليس الاهمال والنسيان وتعني  ايضا ان تبقي على الذكريات حتى لو فقد التواصل.