فصائل لوطن: ادخال الأموال القطرية لحماس فضيحة وطنية ورائها أهداف خبيثة

09/11/2018

غزة - وطن للأنباء: اعتبرت عدد من الفصائل الفلسطينية، ادخال قطر لـ 15 مليون دولار إلى غزة لصالح حركة حماس بموافقة إسرائيلية، امس الخميس، فضيحة وطنية، محذرة من الأهداف الخبيثة وراء ذلك بهدف وئد المشروع الوطني.

وكان السفير القطري محمد العمادي، قد وصل قطاع غزة امس الخميس، يحمل حقائبا محملة بملايين الدولارات، قبل ان يلتقي مسؤولي المالية في حركة حماس وممثلي البريد في القطاع، فيما ذكرت القناة العبرية العاشرة بان الاموال القطرية  تبلغ 15 مليون دولار، وادخلت الى غزة "باتفاق جميع الاطراف" حيث ستستخدم "لصرف رواتب موظفي حماس".

واشارت القناة التلفزيونية الاسرائيلية الى انه "تم فحص كشوفات الموظفين امنيا من قبل الجهات الامنية الاسرائيلية، وانه سيتم وقف صرفها في حال حدث اي خرق".

حزب الشعب: هذه فضيحة وطنية

وتعليقاً على ذلك، استطلعت وطن للأنباء آراء عدد من قادة الفصائل الوطنية، اذ أكد الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي إن أدخال الاموال القطرية يمثل فضيحة وطنية، وتقاسم وظيفي في غزة بين "إسرائيل" وقطر وحماس.
وقال الصالحي لـوطن للأنباء، "رغم تقديرنا لصعوبة الاوضاع التي يعيشها أبناء شعبنا في قطاع غزة، والحاجة الملحة لفك الحصار وانهاء معاناة شعبنا، لكن اتفاق حماس وقطر واسرائيل وغيرهم على هذه الصيغة هو فضيحة وطنية اكثر من أنه معالجة فعلية لقضايا القطاع."

وأضاف الصالحي: نحن "متمسكون بموقفنا الذي يعتبر انهاء الانقسام والوحدة الوطنية هي افضل حماية لشعبنا وحقوقه ولتنظيماته السياسية."

واعتبر أن "الحل لمشكلة غزة هو الاسراع فورا بالانتقال الى اقصر الطرق للوحدة الوطنية على اساس التزام واضح من الجميع بتنفيذ اتفاق 2017، دون اي شروط او معوقات من احد، يتبع ذلك اجتماع فوري للاطار القيادي الفلسطيني، من أجل توحيد الجهد الوطني في مواجهة صفقة القرن والعنجهية الاسرائيلية".

وأوضح الصالحي أن موافقة اسرائيل على إدخال الأموال لحماس يؤكد أنها تريد تقاسما وظيفيا في غزة مع قطر وحماس.

الديمقراطية تحذر من استغلال المعاناة لفرض حلول سياسية انفرادية من قبل حماس

من جهتها، حذرت الجبهة الديمقراطية من محاولة استغلال المعاناة الإنسانية لفرض حلول سياسية انفرادية من قبل حماس، مؤكدة أن معاناة قطاع غزة لا تبرر على الإطلاق اللجوء الى خيارات خطيرة، كاسرائيل واطراف اقليمية تحاول ان تدخل على الملف الداخلي الفلسطيني لمآرب خاصة بها.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية نهاد أبو غوش لـوطن للأنباء، إن هذا الاجراء يكرس ويعزز الإنقسام ويؤدي الى فصل غزة عن الضفة.

واضاف "ان اي محاولة لاستغلال المعاناة الانسانية لفرض حلول سياسية انفرادية من قبل حماس، ستحاول اسرائيل الاستفادة من تلك المحاولات لتقسيم الشعب الفلسطيني وضرب وحدته والصفة التنفيذية لمنظمة التحرير".

وأوضح "صحيح لدينا خلافات ومشكلة في طريقة تعاطي السلطة مع قطاع غزة، لكن هذا لا يبرر على الإطلاق اللجوء الى خيارات خطيرة، كاسرائيل او بعض الاطراف الاقليمية"، مشيرا الى أن أي تدخل عربي أو اسلامي او أياً كان، يجب ان يتم من خلال الحرص على وحدة العنوان الفلسطيني ممثلاً بمنظمة التحرير.

وقال: نحن "لدينا مشكلة خاصة بنا، نحلها من خلال قرارات المجلس الوطني والحوار الوطني والمصالحة، والعودة الى الشعب بإجراء الانتخابات".

وأضاف: "المطلوب مبادرة من الرئيس محمود عباس كونه المسؤول الأول عن كل الحالة الفلسطينية لقطع الطريق على كل هذه المحاولات، من خلال وقف الإجراءات ضد غزة، وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي تجاه غزة والتقدم بمبادرة ملموسة لتطوير وتفعيل هيئة منظمة التحرير وتشكل حكومة وحدة وطنية".

وأوضح أبو غوش أن "اسرائيل تريد أن تحولنا إلى تجمعات سكانية، واذا قسمتنا لن يكون هناك مطالبة بحقوق اللاجئين ولا الدولة الفلسطينية، وبالتالي كل تجمع سيصبح معني بأموره الحياتية الخاصة به".

الشعبية تقاطع لقاء العمادي والفصائل

من جانبه كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول لوطن للانباء ان الجبهة الشعبية قررت اليوم مقاطعة اجتماعا سيعقد بين الفصائل الفلسطينية والسفير القطري محمد العمادي.

واضاف الغول ان الجبهة الشعبية لطالما ميزت بين حاجات شعبنا التي يجب ان تتوفر له من خلال سلطة واحدة ونظام سياسي واحد، وبين محاولات استثمار معاناة شعبنا لخلق الانقسام وسلطتين متوازيتين وهذا من شانه ان يضعف الموقف الفلسطيني.

واضاف " ما جرى هو في اطار مخطط ليس بعيد عن توجيهات امريكية اسرائيلية طلبت من قطر ان تقدم هذا الدعم لتحقيق اغراض سياسية، لذلك فأن ما يحمينا من اي تداعيات لهكذا سلوك يكمن في المصالحة ويمكن ان تتوفر عوامل جديدة لشعبنا وتخُفف تبعات الحصار القائم".

وقال كايد انه يجب اعطاء اولوية قصوى لانجاز المصالحة باسرع ما يكون، وعدم البقاء في ظل المربع من اشتراطات من هذا الطرف او ذلك، وان تبادر السلطة الى رفع الاجراءات عن قطاع غزة لانها فاقمت من اوضاع قطاع غزة، وان تتولى السلطة مسؤولياتها لتخفيف الاوضاع في القطاع ".

واكد الغول ان تنصل السلطة من مسؤولياتها في غزة، لان ذلك يشجع اطراف عديدة على تقديم المساعدات لغزة لخلق امر واقع يؤدي الى اضعاف السلطة ويساهم في فصل الضفة عن القطاع.

واشار الغول الى ان الاموال التي قدمت هي ثمن لما سمي بحالة الهدوء، وهي استمرار لحالة التهدئة التي عقدت في 2014، ووقف ما تسميه اسرائيل اشكال عنفية في مسيرات العودة كالطائرات الحارقة.

وقال انه جرى وقف هذه الاشكال وعدم الاقتراب من السلك ومن ثم بدأت تدفق المساعدات، لافتا الى ان كل تلك التفاهمات ليس مضمونا استمرارها، لان اسرائيل دائما تتنصل من كل ما اتفقت عليه.

من جانبه، حذر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في قطاع غزة رباح مهنا، حركة حماس من الخطر الداهم والأهداف الخبيثة لوئد المشروع الوطني بعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية.

وكتب مهنا على صفحته في فيسبوك، "في الوقت الذي آرى فيه إيجابيات الإنفراجات التي حصلت وقد تحصل على حياة المواطنين المعيشية وأؤكد أن ذلك هو حق طبيعي لكل أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة كفلتة المواثيق والقوانين الدولية، لكنني أحذر من الأهداف الخبيثة من وراء ذلك من قبل إسرائيل وأمريكا وبعض الدول العربية ومن هذه الأهداف فصل غزة عن الضفة ووئد المشروع الوطني بالعودة والدولة وتقرير المصير تمهيدا لتمرير مشروع صفقة القرن الأمريكي".

وأضاف مهنا "د أحذر كل أبناء شعبي وقواه السياسية والمجتمعية وبالذات الأخوة في قيادة حركة حماس من هذا الخطر الداهم وهنا أؤكد أيضا أن وقف الإجراءات العقابية ضد أبناء قطاع غزة وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية هي الخطوة الأكثر نجاعه لمواجهة المخاطر التي تهدد القضية الوطنية الفلسطينية".

وأضاف مهنا "اؤكد مرة اخرى ان انهاء الانقسام وتحقيق الوحده الوطنيه علي الاسس السليمه هو الطريق الانجع والأقل خساره لمواجهه التحديات الكبيره التي تمر بالقضيه الفلسطينيه وكذلك هو العلاج الاكثر فعاليه لتسكين اوجاع قطاع غزه كما أؤكد ان تجنيب غزه مزيدا من الدمار لا يكون بالاتفاق مع عدونا الصهيوني على التهدئه بل باتفاق فصائل المقاومه على تكتيك المقاومه (اين ومتى وكيف)".

شلح يحذر حماس من مشترٍ لغزة

وكان الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلح، قد حذر سابقاً حركة حماس الموافقة على تهدئة طويلة الأمد وقوبلها بمشترٍ لغزة وفتح ممر مائي.

وقال شلح في مقطع فيديو نشرته قناة الميادين قبل أن يلم به المرض خلال السنة الأخيرة، إن "اسرائيل" تبحث عن مشترٍ لغزة، ففي زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات عرضت اسرائيل عليه غزة لوحدها، فرفض وقال لهم ضعوا معها جزء من الضفة، وفق اتفاق "غزة-اريحا".

وأضاف أن دولة الاحتلال تحاول الآن إعادة غزة الى ما كانت عليه قبل 1967، تحت الإدارة المصرية، لكن مصر ترفض ذلك، وتقول إن غزة والضفة مرتبتطين بمشروع وطني فلسطيني.

وتابع: في حال اقنع الاسرائيلي حماس في ظل الحصار بمشتري لغزة وفتح ممر على البحر هذه كارثة كبيرة.
وأشار إلى أنه في حال استفردت اسرائيل بغزة "مثل العدوان الأخير على غزة"، سيؤدي الى تثبيت احتلال الضفة. مؤكداً: لن نقبل بتهدئة طويلة الأمد في غزة دون الضفة ويجب على حماس ألا توافق على ذلك.

واتصلت وطن للأنباء بعددٍ من قيادات الجهاد الإسلامي للحصول على تعليق منها على ادخال الأموال القطرية لحركة حماس بموافقة إسرائيلية، إلا أنه لم يجب أحداً على الهاتف.