فيلم سماح.. يطرق باب المحظور

12/11/2018

رام الله- وطن للأنباء- رولا حسنين: كالطارق على جدران خزان في صحراء، متأملاً أن يسمعه أحد ويحرك ساكناً، طرقت جمان قنيص استاذة الاعلام في جامعة بيرزيت باب المحظور، وأعدت فيلماً يتناول العنف الممارس ضد المرأة الفلسطينية، عنف ليس كما العنف العام الذي يتبادر لذهن الانسان لمجرد سماعه هذه الكلمة.

"سماح".. هو اسم الفيلم الذي أعدته جمان قنيص وأخرجه مراد نصار، ضمن سلسلة من الأفلام التي تعمد قنيص من خلالها على تسليط الضوء على واقع المرأة الفلسطينية في مجتمعنا الذي يميل في نظرته وتعامله مع المرأة على العادات والتقاليد.

تقول قنيص لـ وطن للأنباء إن فكرة الفيلم أو كما أسمته أيضاً "تحقيق"، مستوحاة من رسالة وصلتها على الفيسبوك من إحدى طالباتها المفعمات بالحياة، والتي تزوجت برجل يكبرها خمسة عشر عاماً وسافرت معه الى الولايات المتحدة، حيث وصفت الطالبة ما حلّ بها وما وقع عليها من عنف ممنهج من قبل زوجها.

ولا تنفي الصبغة الايجابية التي تحاول إيصالها للنساء المعنفات، فتشير الى أن الحل الأول والأخير لوقف كل أشكال العنف ضد المرأة هو بقولها كلمة "لا" أمام العنف، واعلاء صوتها وعدم الصمت أمام ما تتعرض له، بحجة "خشية الفضيحة، أو العادات والتقاليد"، حيث تشير الاحصائيات الى أن 7% من النساء الفلسطينيات يتعرضن للعنف بكل أشكاله.

أما عن رسالتها للمشاهدين، فوجهتها للصحفيين بأن ثمّة حالات مشكوت عنها ولديها قضايا كبيرة وتستطيع البوح، وكذلك للنساء ألا يصمتن عن العنف الممارس ضدهن، وذلك لوضع حد له.

وأوصلت نصيحتها للنساء المعنفات أنه لا بد من وجود طوق نجاة قربها، عليها الأخذ بمزمامه والتمسك به للتخلص من العنف.

فيما قال مراد نصار مخرج الفيلم خلال حديثه لـ وطن للأنباء إن طبيعة مجتمعنا الفلسطيني يطلب من المرأة أن تصمت إزاء العنف الممارس ضدها، جيث واجه صعوبات في اقناع النساء المعنفات للمثول أمام الكاميرا، والخضوع لمطالبهن بضرورة اخفاء الصورة والصوت الحقيقيين له.

ووجه رسالته للمرأة ألا تصمت وأن تصرخ رافضة العنف ضدها مهما كان.

ريم زبن والتي التقتها وطن للأنباء بعد مشاهدتها للفيلم، عبرت عن المجهود الذي بذلته المعدة قنيص والمخرج نصار في تسليط الضوء على قضية هامة، والبحث في قضايا ليست مطروقة بصورة مميزة وتسليط الضوء عليها أملاً في اختفائها.