الفلسطيني حاتم الصفدي.. سحرته ألمانيا فأصبح رجل أعمال ناجح فيها

25/11/2018

غزة- وطن للأنباء- كريمة شهاب: تشكل مسيرة حاتم الصفدي قصة نجاح لشاب غزي مكافح، وبارقة أمل للاجئين الفلسطينيين، فمنذ البداية كانت عينه على تأسيس عمل خاص به في ألمانيا، حيث حقق ذاته واندمج في المجتمع والمنظومة الألمانية، ليكتب قصة نجاح مهنية عظيمة.

حاتم الصفدي، مهندس ورجل أعمال ألماني من أصل فلسطيني، أسس عدة شركات منها شركة الصفدي للاستثمارات المعروفة على الصعيد الألماني والأوروبي، وشركات في قطاعات شراء العقارات والزراعة والسياحة والسفر، بالإضافة إلى التخصص في مجال ترميم القصور التراثية في ألمانيا.

المهندس الصفدي من مواليد 1968 لأب فلسطيني من غزة وأم فلسطينية - لبنانية يعودها أصلها لمدينة يافا، توفي والده وهو في الرابعة من عمره ليفجع باليتم مبكرًا، وإلى جانب فقدان الأب، فقد حُرم من حنان الأم بسبب عدم السماح لها بدخول غزة لأسباب سياسية، "لم ألتقِ بوالدتي إلا هنا في ألمانيا، لكن لا يمضي يوم دون أن أتحدث معها تلفونيًا".

انخرط حاتم في العمل التجاري لعائلته في غزة وهو لا يزال تلميذًا في المدرسة، يتحدث عن طفولته وانخراطه في غمار الحياة مبكرًا فيقول: "كانت مرحلة مرهقة ومتعبة على طفل مثلي، غير أنها منحتني الإقدام والثقة بالنفس وجعلت مني رجلًا قبل أواني".

وإلى جانب عمله في تجارة المواد الغذائية، ثابر حاتم على دراسته بتشجيع من أهله وجدّته التي كانت تردد عليه مرارًا وتكرارًا "لن ينفعك أحدٌ إلا كتابك". يتذكر حاتم وفي عينيه علامات الامتنان "تميزت في المواد العلمية وكنت من الأوائل في المدرسة على الدوام، وحزت على معدل 94% في الثانوية العامة".

وعن اختياره لألمانيا عام 1988 لاستكمال دراسته فيها يقول "سحرتني منذ صغري عبارة (Made In Germany)، قبل قدومي وبعده بقليل كنت عازمًا على دراسة الطب، بيد أنني ورطت نفسي وورطتني الصدفة في دراسة الهندسة المعمارية، واليوم أحمدُ الله على هذه الورطة".

تكفل أهله بتمويل دراسته حتى نهاية عامه الدراسي الثاني في الجامعة، "بدأت بعدها بالعمل إلى جانب الدراسة وسددت كل تكاليف معيشتي بشكل كامل"، وقد تمحورت حياة الشاب الفلسطيني آنذاك حول ثلاث قضايا: "الدراسة والعمل لتمويل معيشتي وكرة القدم".

"تعبت كثيرًا في دراستي، فقد كان لأساتذتنا عمل خاص خارج الجامعة ولم يمنحونا الكثير من وقتهم؛ غير أن ذلك عاد وصقل شخصيتي وعلمني الاعتماد على نفسي". وفي العام 1997، وبعد جهد وتعب على مدار سنوات، حصل حاتم الصفدي على شهادة الهندسة المعمارية من جامعة برلين التقنية.

"افتتحت المكتب من مال كنت ادخرته من عمل في آخر سنتين في الدراسة" يقول الصفدي حول بدايات عمله، وبعد عدة سنوات وسّع مكتبه إلى شركة بناء وترميم مبانٍ أثرية، ويرجع سبب ذلك إلى أن "إعادة ترميم الأبنية الأثرية يتطلب الصبر وتحمل مسؤولية، فكل قطعة أو زاوية من المبنى لها تراث وتاريخ وحكاية، ويمثل الحفاظ على ذلك تحديًا كبيرًا، وأنا أحب مواجهة مثل هذه التحديات".

وبدءاً من عام 2001 أخذ المهندس الفلسطيني يخوض في غمار الاستثمار والأعمال والتجارة في قطاعات متنوعة، كثير منها خارج ألمانيا، مثل النقل البحري والسفريات والبترول والتطوير الزراعي والمنتجات الطبية، وغيرها.

ويعد الصفدي من مؤسسي الشركة الدولية للنقل البحري الفلسطيني المسجلة في مدينة هامبورج، عضو في جمعية الصداقة العربية - الألمانية، وعضو في اتحاد النقل الجوي الدولي، كما شارك في العديد من الجولات الاقتصادية كعضو مع وفد الحكومة الألمانية لجذب الاستثمارات العربية، كما يعتبر أحد الرموز التي ساهمت بوصول الشركات الألمانية إلى الوطن العربي.