في مواجهة "التسحيج" والسلبية...

08/01/2019

كتب: رامي مهداوي

في العام الماضي حاولت التركيز على بعض الإيجابيات بمجتمعنا من شتى المجالات، وبدون تعقيدات كتبت عن بعض الشخصيات التي يجب أن نقول لها كل الاحترام على ما يقوم به من عمل وطني، مهني، مجتمعي، ثقافي. وأحياناً أخرى كتبت عن انجازات حققها الفلسطيني ولو بسيطة لكن لها معنى وقيمة تحتاجها هويتنا الجمعية  لتعزيز الكينونة الفلسطينية التي نفتخر بها.
لكن، وللأسف... للأسف هل تعلمون بأن المقالات أو حتى الرسائل التي أنشرها في وسائل الاعلام المجتمعية التي تسلط الضوء على الايجابية والانجازات المتنوعة لا تلاقي إعجاب الأغلبية، بل على العكس يتم تقليل وتبخيس الإنجاز وفي بعض الأحيان يتم التطاول بشكل غير حضاري على الشخصيات التي حققت ما أنجزته على الرغم من أن المجتمعات الأخرى قدرتهم على انجازاتهم.
وخير مثال_ حديث _على السلبية التي أصابت البعض ولوثت عقليتهم، ما قرأته من تقليل لنجاح رشيدة طليب في عضوية الكونغرس بالولايات المتحدة الامريكية وتأديتها اليمين الدستورية وهي بالثوب المطرز الفلسطيني!! بل هناك البعض من أمراض النفوس هاجمها بأنها هل ستحرر القدس بالثوب؟!

لماذا اذا كتبت مقال عن "س" أتحدث به عن انجازاته ومهنيته التي يجب أن تكون نموذج وقدوة للآخرين لن يتم التفاعل معها كما لو كتبت عن ذات الشخص بسلبية تدميرية على الرغم بأنه ليس كذلك؟! لماذا اذا ما قمت بشكر كاتب ما على مقاله أو روايته المفيدة لا تقرأ ولا يتم التعامل معها بما تستحقه!! واذا ما قمت بشتم وتحقير ذات الكاتب على ما نشره يتم تداول وتعميم ما كتبه!!
هناك فرق كبير بين "هز الذنب" "التسحيج" المترجم على شكل خداع، إفتراء، تضليل، نفاق، تدجيل، بُهتان، تزييف وبين الحقيقة التي يجب أن نظهرها الى العام حتى يتم خلق نموذج مُحفز للأجيال في ظل حالة فقدان الأمل التي يعيشها شعبنا في هذه المرحلة.

وعلى صعيد آخر يجب أيضاً أن نُميز بين النقد البنّاء وبين التدمير الذاتي الذي يمارسه البعض عن وعي أو بدون وعي بدوافع وحوافز شخصية دون الإكتراث للمصلحة العامة، وهنا أقولها بصوت مرتفع لتلك الأصوات التي تتغذى على الشائعات وتدمير ما تبقى لنا من أنسجة مجتمعية بأن رحم الأرض الفلسطينية مازال وسيبقى خصب معطاء بالأجيال الفلسطينية أينما تواجدت على سطح الكرة الأرضية، يكفينا إطلاق النيران على أقدامنا ويكفينا تبخيس بكل الإنجازات مهما كانت، فالعمل التراكمي هو أساس تعبيد طريق الشعوب نحو تقرير المصير والحفاظ على الهوية الإنسانية.
أعلم جيداً بأن هناك الكثير الكثير من الأسباب التي تجعلنا نهرب راكضين الى الخلف غير مكترثين بالواقع المعُتم الذي نعيشه، لكن هذا ليس سبب مقنع بأن نخون وطننا وشعبنا الذي يستحق أن يكون في القمم لتضحياته اليومية بشتى المجالات، لهذا ومع بداية العام الحالي سأبحث عن قصص نجاح لنشرها، وأبحث عن من يحاول ويحاول ليصل الى مايريد دون تسحيجه لأحد أو إطفائه شمعة الآخرين.