بروفيسور إسرائيلي يميني يتوقّع نكبة يهوديّة خلال ثلاثين عاما

11/01/2019

كتب: زهير أندراوس

وطن للأنباء: البروفيسور الإسرائيلي، بيني موريس، من أشهر المؤرّخين في دولة الاحتلال، كان حتى قبل زمن قصير يُعتبر من “المؤرّخين الصهاينة الجُدد”، الذي لم يتردّد في نشر الحقيقة حول ما جرى في نكبة الشعب العربيّ الفلسطينيّ، ولم يتورّع عن الجزم، بناءً على الأبحاث التي أجراها، اعتمادا على أرشيف جيش الاحتلال، بأنّه في العام 1948 قامت إسرائيل الفتيّة بأعمالٍ وحشيّةٍ ضدّ الفلسطينيين لتهجيرهم، شملت فيما شملت، عمليات قتلٍ جماعيّ، اغتصاب وتهجير، ولكنّه كما يقول المثل العاميّ: “لبس قبعو ولحق ربعو”، وبات اليوم من أكثر المؤرّخين تأييدا لليمين الإسرائيليّ المُتطرّف، زاعمًا أنّ الفلسطينيين لم يتنازلوا ولو للحظةٍ عن حلمهم بالقضاء على إسرائيل.

صحيفة (هآرتس) العبريّة، نشرت اليوم مُقابلةً مُطولّةً معه، بمُناسبة بلوغه السبعين، حيثُ قال إنّه خلافًا للمؤرّخ توم سيغيف، الذي أكّد في كتابه (1967) على أنّ إسرائيل شنّت عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967 لإشباع غريزة التوسّع الصهيونيّة والسيطرة على الأراضي، أمّا موريس فأكّد أنّ هذه الغريزة انتشرت بعد الحرب وليس قبلها، على حدّ تعبيره.

وشدّدّ البروفيسور موريس على أنّه لو انتهت حرب الاستقلال (النكبة) في العام 1948 بطرد جميع الفلسطينيين من إسرائيل إلى الأردن، لكانت منطقة الشرق الأوسط أقّل قابليّةً للانفجار، وأنّ عذاب الشعبين، الفلسطينيّ والإسرائيليّ، كان أقّل ممّا هو اليوم بكثير، إذْ أنّ الفلسطينيين كانوا سيحصلون على دولةٍ، ليست التي أرادوها، ونحن كنّا قد سيطرنا على كامل أرض إسرائيل، بحسب مزاعمه.

وكان موريس قد قال في لقاءٍ صحافيٍّ سابقٍ مع الصحيفة نفسها في معرِض ردّه على سؤالٍ عمّا جرى خلال النكبة الفلسطينيّة إنّه في ظروفٍ معيّنةٍ هناك تبرير وأعذار لهذه العمليّة، على حدّ تعبيره، مُضيفا في اللقاء الحاليّ إنّه كان يتعيّن عليه “تلطيف” كلامه المذكور، أيْ أنّه لا يتراجع عنه.

وانتقد البروفيسور بعنصريّةٍ لا بل فاشيّةٍ مَنْ أسماهم بـ”عرب إسرائيل”، أيْ فلسطينيّي الداخِل، زاعما أنّهم يعيشون بحريّةٍ تامّةٍ، ولكنّهم يتبنّون السرديّة الفلسطينيّة، لافتا في الوقت عينه إلى أنّهم يقومون بأعمال القتل فيما بينهم ويتهّمون الشرطة بالتقاعس والمسؤوليّة، عوضا عن اتهّام أنفسهم والاعتراف بأنّ عربيا قتل عربيا، وعلى ما يبدو فإنّ القتل لدى العرب هو أمرٌ طبيعيٌّ للغاية، طبقا لمزاعِم موريس.

عُلاوةً على ذلك، أقّر موريس بأنّه لا يوجد في كيان الاحتلال مَنْ هو قادر على تغيير رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مُعربا في الوقت عينه عن إعجابه الشديد بموقف نتنياهو من المشروع النوويّ الإيرانيّ، ولكنه عاتبٌ عليه، لأنّه لم يقُمْ بعمليّةٍ عسكريّةٍ لتدمير البرنامج النوويّ في طهران، مُعتبرا أنّ عدم شنّ الضربة العسكريّة هي من أكبر وأخطر الأخطاء التي ارتكبها نتنياهو، مُشيرا إلى أنّ الضربة كانت ستؤدّي إلى اشتعال المنطقة، ولكنّ حزب الله وحماس لا يُشكّلان تهديدا وجوديا على إسرائيل، لا بلْ أكثر من ذلك، أكّد، كان بإمكاننا اجتياح لبنان مرّةً أخرى، والقيام بعملٍ أكثر جديّةً من حرب لبنان الثانية في العام 2006، والتي قادها رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، على حدّ قوله.

وفي معرِض ردّه على سؤالٍ حول الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، قال المؤرّخ موريس إنّه يتوقّع أنْ تتّم إقالته هذا العام، أوْ على الأكثر العام القادِم، واختفاء ترامب عن المشهد السياسيّ، تابع، سيؤدّي حتما لإضعاف الدولة العبريّة، وأيضا العلاقات الخاصّة بين أمريكا وإسرائيل، وذلك بسبب تماهي نتنياهو الكامِل مع هذا الكسول، الوغد والنذّل، أيْ ترامب، كما وصفه.

وتابع: ليس سرّا أنّ الكثير من اليهود في أمريكا يُشدّدون على أوجه الشبه بين ترامب ونتنياهو في كلّ ما يتعلّق بالنظرة إلى القوانين وللمسؤولين عن تطبيق النظام بحسبها، وبالتالي، فإنّ نتنياهو، بدون قصدٍ، يعمل في عددٍ من المجالات على تدمير العلاقات بين إسرائيل ويهود أمريكا، ومن الجهة الأخرى، القضاء على العلاقات الخاصّة بين واشنطن وتل أبيب، على حدّ قوله.

وتوقّع البروفيسور اليمينيّ-العنصريّ الإسرائيليّ نهايةً عصيبةً لليهود في إسرائيل، حيث قال إنّ الفلسطينيين، لن يتنازلوا قيد أنملة عن مطالبهم، لأنّهم يؤمنون بأنّ اليهود في إسرائيل، والذين يبلغ عددهم 6 حتى 7 مليون، يُحاطون بمئات الملايين من العرب، وباعتقادي، فإنّه خلال ثلاثين عامّا حتى خمسين عامًا على الأكثر سيتغلّبون علينا بشكلٍ أوْ بآخر، مُشدّدا في الوقت عينه على أنّ إسرائيل ستصل إلى درجة الأفول، عاجلاً أمْ آجلاً، وسيتحوّل اليهود إلى أقليّةٍ مُضطهدةٍ، ومَنْ يقدِر عليه الهروب إلى أمريكا، على حدّ قوله.