ما حقيقة بيان فتح الذي نشره المستوطنين في الخليل؟

05/03/2019

 رام الله - وطن للانباء: تشهد مدينة الخليل في الاونة الاخيرة ارتفاعا في مستوى التهديدات والاعتداءات التي يشنها المستوطنين على الاهالي، خاصة بعد طرد حكومة الاحتلال بعثة التواجد الدولي من المدينة والتي كانت تعمل على توثيق جرائم المستوطنين في شارع الشهداء وحي تل ارميده.

وسعى الاهالي والتجمعات الشبابية لحماية منازل المواطنين والاطفال من اعتداءات المستوطنين من خلال تشكيل فرق حماية للرصد والتوثيق والتي ايضا تعرضت لاعتداءات من المستوطنين منذ اليوم الاول لعملها.

ومن بين التجمعات الناشطة في مجال توثيق اعتداءات المستوطنين والدفاع عن الاهالي تجمع شباب ضد الاستيطان، الذي تعرض لعدد من الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال كاقتحام مقره واعتقال منسقه عيسى عمرو اكثر من مرة والذي وجهت له محاكم الاحتلال العسكرية اكثر من 18 تهمة.

وليس غريبا ان يشن المستوطنون في مدينة الخليل هجوما تحريضيا ضد التجمع لدوره في توثيق اعتداءاتهم على الاهالي، لكن الغريب ان يصدر بيانا  منسوبا لحركة فتح - تنظيم وسط الخليل.

وصدر البيان في 21 شباط/فبراير الا ان ما يثير الغرابة هو انه تم نسبه الى حركة فتح - تنظيم وسط الخليل، فبات المستوطنين يحرضون على التجمع ورئيسه على وسائل التواصل الاجتماعي مستشهدين بالبيان الذي فاموا بترجمته الى الانجليزية كدليل على صدقهم .

وجاء في البيان المنسوب الى حركة فتح  ان سلوك  تجمع شباب ضد الاستيطان ورئيسه عيسى عمرو اعطى الاحتلال ومستوطنيه ذريعة لفرض المزيد من الاجراءات العنصرية بحق اهالي البلدة القديمة، معلنة  ان عيسى اسماعيل عمرو ليس له أي علاقة بالحركة ولا يمثلها  في أي نشاط تحت أي مسمى.

ودعا البيان كل المؤسسات والفعاليات في الخليل الى عدم التعامل مع عمرو باي شكل من الأشكال وكل من يتعامل معه يضع نفسه تحت طائلة المسؤولية، داعية الى تصعيد المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال بما يضمن الحفاظ على صمود اهلنا في كافة المناطق.

وقالت البيان ان "هذا القرار جاء لحماية اهلنا في شارع الشهداء والبلدة القديمة وخاصة ما يتعرض له ابنائنا الطلبة والمعلمين والمعلمات في المدارس المجاورة للمستوطنين من هجوم وتنكيل بسبب تواجد المدعو عيسى لدقائق معدودة  يستفز فيها المستوطنين مقابل الحصول على صورة إعلامية وبعد الحصول على الصورة يرحل ويترك الأهالي يتعرضون للتنكيل ومعاناة طويلة من هجوم المستوطنين."

واضاف البيان " نؤكد للجميع سواء مؤسسات او فعاليات أو قوى واحزاب في محافظة الخليل، بأننا في حركة فتح اقليم وسط الخليل نضع الجميع أمام مسؤولياته من أجل الحفاظ على ثبات وصمود اهلنا القاطنين في قلب مدينة الخليل والمناطق المغلقة باكملها حتى يتم تفويت الفرصة على غلاة المستوطنين ومحاولاتهم تفريغ هذه المناطق ليتم تهويدها وفق ما هو مرسوم من سياسات استيطانية تعمل على استغلال كل ما هو مقصود من عمل أو ما يتم ترتيبه بشكل مباشر".

وحاولت وطن للانباء التواصل مع بعض المسؤولين في حركة فتح - اقليم وسط الخليل، للتعقيب على البيان وللحصول على اجوبة حول اسئلة رغبت وطن بطرحها وهي اسئلة ننشرها هنا برسم الاجابة في ظل رفضهم التعقيب عليها:

هل هذا البيان فعلا صدر من حركة فتح - وسط الخليل ام انه مزور وتم زج اسم حركة فتح عليه؟

واذا كان هذا البيان صحيحا، فهل استفزاز شباب ضد الاستيطان ومنسقه عيسى عمرو للمستوطنين كما اسماها البيان هي سبب هذه الاعتداءات؟

اليس ما جاء في البيان يعد تبرير لاعتداءات المستوطنين على الاهالي امام الرأي العام العالمي؟ 

هل حين ارتكب المستوطن غولدشتاين مجزرة الحرم الابراهيمي كانت بسبب استفزازات شباب ضد الاستيطان لهم؟

كيف يقول البيان انه مع المقاومة الشعبية بينما ينتقد ما اسماه استفزاز عيسى عمرو للمستوطنين؟

هل على الفلسطينيين ان يحافظوا على حسن الجوار مع المستوطنين كي لا يتم استفزازهم ومهاجمة الاهالي؟.

ألم يقل الرئيس عباس للاهالي في شارع الشهداء وتل ارميده بعد هجوم المستوطنين عليهم العنوا ابوهم، فهل هذا استفزاز للمستوطنين ؟

اما منسق تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو فأكد لوطن ان البيان فتح هدية للمستوطنين كي يهاجمونا، بعد ان تم ترجمته للغة العربية والانجليزية.

واضاف عمرو "من الواضح ان لديهم جهل -فتح في الخليل- وتخبط واجندات شخصية لبعض الموجودين، ونحن تفاجئنا كنشطاء من هكذا بيانات خصوصا انه تم تزوير تواقيع العائلات على البيان في المنطقة، حيث تم الحصول خلال اجتماع في مدرسة قرطبة، على توقيعهم على ورقة حضور الاجتماع ومن ثم وضعها على الترويسة التي صدر عليها البيان".

واضاف عمرو "اذا كنا لا نريد استفزاز المستوطنين ولعن سنسفيلهم وتصويرهم، فماذا تعني المقاومة الشعبية؟ وما الذي يجب ان نفعله؟"، مضيفاً "يجب ان نقلق راحة المستوطنين وان لا يشعروا بالامان والراحة ، ونصورهم ونفضحهم محليا ودوليا، لانه لا يوجد مقاومة بدون ثمن".

وتابع عمرو "نحن من ندفع الثمن، فأنا لدي 18 تهمة في محكمة عسكرية، وتم اعتقالي عدة مرات وبقية النشطاء تم الاعتداء عليهم وتهديدهم واعتقالهم، وممنوعين من السفر ويتم معاقبتهم لانهم يقاومون الاستيطان بطرق سلمية".

واضاف عمرو  " ارجح ان تكون جهات امنية فلسطينية وراء البيان خاصة ان بعض الاجهزة الامنية تلاحقنا من فترة طويلة، وقد يكون لها تأثير على هذا البيان".

وحول اسباب ملاحقة الاجهزة الامنية لهم قال عمرو "يبدو ان هذا بسبب التنسيق الامني مع الاحتلال، فأنا لا اتوقع ان يصدر بيان من حركة فتح دون ان يكون هناك تنسيق مع الاجهزة الامنية".

واضاف " نحن موجودين في الميدان، ونحن نستفز المستوطنين ونحمي العائلات ونقف على كل حركة ونفضح المشروع الاستيطاني ونفضح اي تعاون معهم من اي مؤسسة فلسطينية في الخليل".