رحل العم طيب القلب .. والحسرة لا تكسر ثائرا

12/05/2019

رام الله - وطن للأنباء: عم الحزن بلدة سلواد صباح اليوم الاحد، حدادا على فقدان "العم طيب القلب" كما يلقبونه اهالي البلدة، الاسير المحرر كايد قدورة حماد، الذي وافته المنية صباح اليوم الأحد.

وأمضى حماد سنوات عديدة في السجون لمقاومته الاحتلال، وهو ذات الدرب الذي سار عليه نجله ثائر، الذي يمضي حكما بالسجن المؤبد 11 مرة، منذ عام 2004، لمسؤوليته عن تنفيذ عملية عيون الحرامية، التي نفذها في الثالث من اذار/ 2002 والتي اسفرت عن مقتل 11 جنديا من جيش الاحتلال في وادي الحرامية شرقي رام الله.

منذ عام 2004، لحظة اعتقال ثائر من قبل قوات الاحتلال ، ربما يكون ثائر قد التقى والده بضعة مرات في السجن، وخبأ لنفسه صورة تجمعهما سوية، او وصية صمود من الوالد الى الثائر، او عهدا ووعدا بعدم الانكسار يوما، واليوم يتلقى خبرا مفجعا برحيل والده.

ولعل أصعب اللحظات التي تمر على الاسير في سجون الاحتلال سماعه برحيل والدته التي انتظرت على عتبات المنزل عودته سنوات، فعلقت وشاحها على عتبة البيت ورحلت، دون ان تمسح وجهه بيديها المتعبتين، وتتنفس خصلات شعره الذي كانت تصففه عمرا، او رحيل والده الذي كان له السند الذي يحمي ظهره، والرفيق والمعلم الذي علمه كيف يكون ثائرا ورجلا.

مئات الاسرى الذين فقدوا ذويهم واخوتهم واصدقاءهم في سجون الاحتلال، دون ان يتمكنوا من معانقتهم لاخر مرة، تزرع حسرة في قلوبهم والما وغصة، لكنها لا تكسر ثائرا في السجون.

ثائر حماد القناص الفارس

في 3 اذار عام 2002 نفذ ثائر حماد الذي يبلغ اليوم من العمر 39 عاما عملية وادي الحرامية التي صُدم الاحتلال ومخابراته بها بعد مقتل 11 جنديا من جيش الاحتلال.

وينتمي ثائر لعائلة مناضلة حيث تعرض والده وإخوته للاعتقالات في سجون الاحتلال منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكان جده الحاج قدورة مجاهدا في صفوف الثوار ضد الانتداب البريطاني عام 1936 وفي معركة القسطل بالقدس المحتلة عام 1948م. فيما اغتالت وحدة من قوات المستعربين خاله الشهيد نبيل حماد (19 عامًا) في عام 1991 خلال مواجهات داخل البلدة.

يقول ثائر في معرض حديثه عن العملية لزملائه في الأسر إن هذه العملية تأتي انتقاما من الاحتلال على ما فعله مع خاله قبل سنوات طويلة، حيث أحبه حباً جمًّا.

التحية العسكرية لثائر

في يوم تنفيذ حماد للعملية اقتحم الاحتلال بلدة سلواد، وقام بمنع التجوال فيها، ومن ثم قام باعتقال ثائر وعدد آخر من شبان البلدة ممن يمتلكون الخيول.

وقام الاحتلال على فوره بجلب خبراء لمقارنة "حوافر" الخيول بالآثار التي وجدت بالقرب من العملية، ولكنهم لم يعثروا على تطابق بين حافر الخيل التي ملكها ثائر وبين تلك الموجودة في أرض العملية.

يقول ثائر في معرض حديثه عن ذلك إنه بعد تنفيذ العملية قام بتبديل خيله مع خيل صديق آخر من قرية مجاورة لسلواد، وبسبب ذلك لم يجدوا تطابقا مع الآثار، وقام الاحتلال بإطلاق سراح منفذ العملية بعد عدة أيام بسبب عدم وجود أي من الدلائل أو الإثباتات.

ووصل الاحتلال لحل لغز عملية حماد بعد أكثر من عامين ونصف العام استمر خلالها في البحث عن منفذ هذه العملية، وأشارت جميع نظريات الاحتلال أن منفذ هذه العملية هو خبير وكبير في السن.

وفي الليلة التي اعتقل فيها ثائر، توجه ضباط كبار من قوات الاحتلال لمنزل ثائر لأجل اعتقاله، ومن ثم قاموا بوضعه في غرفة الضيوف، وقام الضابط الذي اعتقله بأداء التحية العسكرية له، ومن ثم قام باعتقاله.