فلسطين .. حكاية أرقام قياسية

10/10/2019

كتب: فادي أبو بكر

قد تكون فلسطين الأكثر بؤساً في العالم، كونها ما زالت تخضع لأطول احتلال في التاريخ، وقضية أبنائها الذين هُجّروا وتشردوا من أرضهم إثر نكبة عام 1948، تعّد أقدم وأكبر قضية لاجئين في العالم.

وإذا ما نظرنا إلى المعتقلات الإسرائيلية، فجدرانها وزنازينها ما زالت تحكي قصص العذاب والظلم والقهر، حيث تم فيها تحقيق أرقام قياسية تعكس مدى بشاعة وإجرام الاحتلال الإسرائيلي.

ففي هذه المعتقلات يقبع نائل البرغوثي صاحب أطول مدة اعتقال في التاريخ ( أكثر من 39 عاماً داخل الأسر)، كما وخاض سامر العيساوي فيها إضراباً استمر لمدة 9 أشهر، والذي يعتبر أطول اضراب عن الطعام عرفته البشرية.

في فلسطين، سيبقى الشجر والحجر ينطق فلسطيني، ويجهض كل المحاولات الإسرائيلية بتهويد فلسطين، من بيت لحم التي تحتضن أكبر وأقدم شجرة زيتون في العالم، إلى جنين التي يزين مدخلها  "بلعما".. أقدم نفق في العالم.

رغم تتابع النكبات والنكسات، فإن الفلسطينيين ما زالوا يصنعون الأمل، متحدين جبروت الإحتلال، يوجهون بإنجازاتهم وبأرقامهم القياسية التي حققوها، ريحاً تعصف بالمشروع الصهيوني وتهدد أركانه.

عرضت فلسطين في الذكرى الأربعين ليوم الأرض أطول جدارية في العالم  تحاكي تاريخ القدس،  كما دخل  ثوب فلسطيني مطرز  في الخليل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول ثوب في العالم، وتأتي هذه المجهودات الفلسطينية الفريدة في سياق المواجهة المباشرة للرواية الإسرائيلية الزائفة وحماية عناصر التراث الفلسطيني من الزوال.

كما يعتبر أطول اعتصام حدث في التاريخ، هو ذلك الذي أقامته الإسبانية “كونسبسيون توماس” من أجل مناصرة القضية الفلسطينية لأكثر من ثلاثة عقود، ما يعكس مدى عدالة  وإنسانية هذه القضية.

حققت فلسطين أرقاماً قياسية على مستوى العالم في ميادين متعددة، فقد أُطلق فيها أطول حوار إذاعي في العالم، وأقيم فيها أضخم مخيم للتصوير الفلكي في العالم. كما تحتل فلسطين المرتبة الأولى كأكثر وجهه سياحية نمواً في العالم.

ما زالت فلسطين تصدّر نماذج ملهمة تُباهي بها الأمم، حيث يعتبر المحامي الراحل "فؤاد شحادة" أطول مُمارس لمهنة المحاماة في العالم، والطفلة دانية الجعبري أذكى أطفال الرياضيات في العالم، والطفلة أريج المدهون الأولى عالمياً بحساب الذكاء العقلي، والقائمة تطول.

نعم، قد تكون فلسطين الأكثر بؤساً، ولكن لن تكون دولة الاحتلال الأكثر سعادةً في العالم، طالما يتعامل الفلسطينيون مع الألم والأمل كمتلازمان لا ينفكّ عقدهما أبداً حتى زوال الاحتلال. ومن هنا أقول للشباب: إقرؤوا تاريخكم وإنجازات أبناء شعبكم، واستمروا في المثابرة والنضال والتقدم. 

وإن كانت المسافة إلى الحرية طويلة، فإن المساحة النضالية واسعة.