تنامي مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في العالم

15/07/2011

وطن للانباء/اشارت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية العبرية، الى تنامي المقاطعة التجاريّة والاقتصاديّة في العالم للمنتجات المصنعة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيّة المحتلة، لافتةً إلى أنّ الحملة بدأت تأخذ منحى جديا للغاية، خصوصًا مع اقتراب أيلول (سبتمبر) القادم.

 وأشارت الصحيفة إلى  وجود حملات مكثّفة لمقاطعة منتجات المستوطنات في كافة ارجاء العالم، ونقلت عن أحد النشطاء الأمريكيين قوله إنّ العديد من مؤيدي الدولة العبريّة يشاركون في هذه الحملة لأنّهم يعارضون الاحتلال، وهنا تمكن المعضلة، على حد تعبيره، لافتًا إلى أنّ الشركات الإسرائيليّة تستغل الاحتلال من أجل كسب الأموال الطائلة.

وبحسب المحامي البريطاني، سايمون ناتاس، فإنّ قيام الشركات الإسرائيليّة بإخفاء أماكن تصنيع المنتجات، يشكل مخالفة حسب القانون في المملكة المتحدّة، وبالتالي فإنّ السلطات البريطانية تقوم بالتحقيق في القضية، على حد قوله.

وقالت الصحيفة أنّ حملة المقاطعة تُدار وتُنظم من قبل المنظمة البريطانيّة BDS (Boycott, Divest Sanctions والتي تأسست في العام 2005 بعد قيام تنظيمات فلسطينية بمناشدة المنظمات العالميّة بمقاطعة الدولة العبريّة بسبب سياستها العدوانيّة ضدّ الشعب الفلسطيني. وأوضحت الصحيفة، عبر مراسلها في العاصمة لندن، أنّ الشركة تقوم بالعمل والتنظيم عبر الإنترنت، الأمر الذي يُنجع العمل.

يشار إلى أنّ التحرك المذكور جاء بعد إصدار وزارة الغذاء والشؤون الريفية بالمملكة المتحدة توجيهات تلزم تجار التجزئة بوضع علامات على المنتجات الزراعية الواردة من الضفة الغربية المحتلة لتعريف المستهلك بمنتجات المستوطنات الإسرائيلية حتى يتمكن المستهلك من مقاطعة هذه المنتجات. وجاء هذا التوجيه الحكومي استجابة لضغوط كبيرة وحملات منظمة ومتواصلة قادتها منظمات التضامن البريطانية مع الشعب الفلسطيني وأعضاء بمجلس العموم (البرلمان) والبرلمان الأوروبي والرأي العام البريطاني.

ونقلت الصحيفة العبريّة عن مصادر سياسيّة واقتصاديّة في تل أبيب قولها أنّ أركان الدولة العبريّة يخشون من تعاظم حملات المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية مع اقتراب أيلول (سبتمبر)، لافتةً إلى أنّ الاعتراف السياسيّ بالدولة الفلسطينيّة سيُسبب أضرارًا فادحة للدولة العبريّة في المجال الاقتصاديّ، حيث ستصبح المقاطعة مبررة للغاية.

وأوردت الصحيفة العبريّة مثالاً على نجاح حملات المقاطعة حيث أعلنت شركة القطارات الألمانيّة قبل شهرين ونصف عن وقف مشاركتها في مد خط السكة الحديديّة من تل أبيب إلى القدس، بعد حملة قادتها التنظيمات الأوروبيّة المناصرة للقضيّة الفلسطينيّة والتي أكدت على أنّ السكة الحديدية تمر في أنفاق داخل الأراضي الفلسطينيّة. كما أنّ أكبر شركة للمواصلات والبنيّة التحتية في أوروبا أعلنت أنّها ستنسحب من مشروع القطارات السريعة في القدس الغربيّة، لأنّ الخطوط تمر في القدس العربيّة المحتلة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الائتلاف النسوي من أجل السلام يقوم هو الأخر بالمشاركة في حملة المقاطعة حيث يُصدر تقريرًا مرحليًا في السنوات الأخيرة، والذي يتخلل معلومات دقيقة للغاية، حول الشركات التي تعمل في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، وبحسب الصحيفة فإنّ هذا الائتلاف يؤمن بأنّ مقاطعة منتجات المستوطنات في الضفة الغربيّة هو وسيلة ناجعة للغاية لمحاربة الاحتلال بالوسائل السلميّة.