محمد كناعنة لـوطن: مقاطعتنا لانتخابات الكنيست بهدف عدم اضفاء شرعية للاحتلال وديمقراطيته

24.03.2019 09:38 PM

 


رام الله- وطن: قال الأمين العام السابق لحركة أبناء البلد، محمد كناعنة إن مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية ليس بالأمر الجديد، والمشاركة فيها أمر غير وارد، وهناك 50% من الفلسطينيين في الداخل لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع.

وأضاف كناعنة خلال برنامج "بنكمل وطن" الذي يقدمه عصمت منصور على إذاعة "وطن FM"، ويبث مساء الأحد، أن المقدسيين وسكان الجولان المحتل لا يذهبون الى انتخابات الكنيست لعدم اضفاء شرعية للاحتلال ونظام الاستعمار الذي يقوم عليه، ومن خلال مشاركتهم في الكنيست يضفون الصبغة الديمقراطية على دولة الاحتلال، ويجب أن لا نعطي إسرائيل هذه الورقة.

وحول السؤال عن إذا ما كان ذهاب الأحزاب العربية إلى الكنيسيت ليس ذهاباً شكلياً لأن هذه الأحزاب تسجل على أساس قانون وزارة داخلية الاحتلال وهذا مختلف تماماً عن انتخابات البلديات والسلطات المحلية، أكد كناعنة أن الأحزاب العربية تعترف بأن إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية وتعترف بحق العودة لليهود (قانون العودة) الذي يعطي الحق لأي يهودي في العالم حق العودة إلى "إسرائيل"، وهذا ما لا يمكننا قبوله، أما ذهابنا إلى السلطات المحلية فإنه من منطلق رغبتنا بخدمة أبناء شعبنا وتسيير قضايا حياتهم اليومية والمدنية، ولا يحتم علينا ذلك الاعتراف بإسرائيل وشرعيتها.

وأشار أن لجنة الانتخابات هي لجنة مشكلة من الاحزاب ولكن المحكمة الإسرائيلية العليا كانت دائماً تقول بعد الاستماع للمترشحين العرب أو لبرامجهم الانتخابية، أن الاحزاب العربية والمرشحين العرب لا يشكلون أي خطر على يهودية الدولة او أمن الدولة، بمعنى أنه لو كان حزب التجمع الوطني يشكل خطر على يهودية الدولة لقامت المحكمة العليا بشطبه، حيث إن برامجهم لا تتعارض مع أساس يهودية الدولة وحقها في تقرير المصير.

وفيما يتعلق بأن عدد كبير من أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي كانوا أعضاء سابقين في حركة أبناء البلد، وكانوا يقاطعون الانتخابات بينما الآن اقتنعوا بالمشاركة، أشار كناعنة أن  هؤلاء وجدوا ضالتهم في التجمع فيما بعد وانضموا للتجمع بحسب قناعاتهم السياسية، مع الاحترام للجميع ولكن نحن في خطين مختلفين سياسياً، هم تراجعوا عن موقفهم أو انحرفوا عن المسار السياسي للحركة (حركة أبناء البلد).

وعن ماهية دور الأحزاب العربية المشاركة في الكنيست في خدمة العرب بالداخل، قال: إن أعضاء الكنيست العرب لم يقدموا أي شيء للجماهير العربية من ناحية القوانين والتشريعات، كما أنهم يدافعون بشراسة من على المنبر من خلال خطاباتهم الرنانة ولكن من ناحية التأثير هم غير قادرين على التأثير، وهم  سبب كارثة الشعب الفلسطيني لأنهم دعموا أوسلو ودعموا رابين وجاؤوا لنا بهذا الاتفاق السيء، اتفاق اعتبرنا نحن الفلسطينيون في الداخل "مواطنون إسرائيليون"، واعتبرنا شأناً إسرائيلياً داخلياً، نحن لا نريد لنتياهو أن يؤدي أوسلو جديد، وفق تصريحاته.

وفي مطلع حديثه عن الاختلاف بين المعسكرين الإسرائيليين "اليمين واليسار"، يقول كناعنة: جربنا المعسكرين اليسار الإسرائيلي ارتكب مجزرة قانا في السابق ورابين حطم العظام وباراك كان رئيساً للوزراء خلال الانتفاضة الثانية، ونحن نؤمن أن اليسار الإسرائيلي لا يعول عليه.

ورداً على سؤال "ما هو البديل للكنيست"، أجاب نرى أن البديل هو في برنامج التحرير، رؤيتنا هي الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وإلى ذلك الوقت علينا خدمة أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني، ويجب أن يجمعنا برنامج استراتيجي واحد وموحد، وهذا يتم من خلال لجنة المتابعة العليا والمؤسسات الوطنية الشاملة والجامعة، نواجه مؤسسة الاحتلال وسياساتها ،لأن من يقاوم الاحتلال هم الجماهير لاعربية وليسوا أعضاء الكنيست العرب.

وأشار: ليس المطلوب فقط هو أن نقول نحن مقاطعون ولا نريد أن نذهب إلى الكنيست وفقط وإنما علينا سحب البساط من تحت أقدام أعضاء الكنيست العرب الموجودين في أحزاب صهيونية، معركتنا ليست مع الأحزاب العربية إنما هي مع مؤسسة الاحتلال، وهذا ليس الخيار الأمثل إنما هو الخيار الأسهل، فالأحزاب العربية لا تتقاطع معنا في موضوع الدولة الواحدة أو الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة، هم يعتبرون أن الداخل هي إسرائيل والضفة هي فلسطين، ويعتبرون أننا نحن مواطنون في دولة إسرائيل ونريد أن نحقق المساواة في دولة إسرائيل، وهذا ما يتعبر عنه القراءة في برامجها السياسية المختلفة.  

وحول انتخابات الكنيست المقبلة وهي أول انتخابات بعد إقرار قانون القومية، أشار كناعنة الى أن هذه الانتخابات مميزة نوعاً وهناك وضوح في الساحة السياسية الإسرائيلية، والوضوح يتجلى بانه هناك معسكرين، الأول يمين والثاني يمين يمين، غانتس مثلاً تنصل في الايام الأخيرة لإن هذه التهمة بدأت تفقده الأصوات والرؤية اليمينة لدى المجتمع الإسرائيلي تتصاعد، والجديد في هذه الانتخابات على المستوى الفلسطيني هو انقسام القائمة المشتركة سيؤدي إلى خسارة مقاعد، ولن تتوقف خسارة الأحزاب العربية عند هذا الحد وإنما خسارة مصداقيتها.

وأضاف: بالرغم من مقاطعتي للانتخابات لم أكن أرغب بأن تخسر الاحزاب العربية مصداقيتها، لأن الأحزاب رافعة للمجتمع، وإذا خسرت الأحزاب خسرنا جميعاً ونحن في المقاطعة ربحنا.

وفيما يتعلق بمحاولة عقد مؤتمر وطني شامل، أكد كناعنة: نحن في الدولة تحت سلطة الاحتلال لسنا مواطنين من الدرجة الاولى، ولم نكن يوماً كذلك، والآن تمت دسترة العنصرية تجاه المواطنين الفلسطينيين في الداخل، وهناك الكثير من القوانين التي تميز وتفرق بحق الفلسطينيين، والخطير بأن قانون القومية جاء ليقول لا لوجود دولة ثانية بين النهر والبح، وهو شطب مشروع حل الدولتين. 

وأجاب كناعنة على سؤال ما اذا كان هناك أمل لتوحيد موقف عربي من قانون القومية، قال سنشهد بعد الانتخباات جهود كبيرة لبلورة مشروع البديل، وهناك التفاف حول هذه الفكرة، وما يميز هذه الانتخابات أيضاً أن حملة الانتخابات تصاعدت بشكل كبير جداً ولها حضور كبير.

وأضاف: سنسعى للعمل مع الأحزاب العربية بالرغم من معرفتنا لصعوبة هذه الفكرة، لبلورة رؤية مشتركة في المستقبل، ولا نعلم إن كنا سنستطيع أن نقنعهم أن يخرجوا من الكنيست، ولكن هناك حاجة لوجود رؤية مستقبلية لكل لجماهير العربية الفلسطينينة هنا في الداخل، نلتف حولها ونقف خلفها بشكل موحد رغم اختلافاتنا السياسية الجزئية، أو الاختلافات السياسية الجوهرية.

تصميم وتطوير