نهاد أبو غوش: صفقة القرن نُفذّت على الأرض وما تبقى منها هو الفتات

أمريكا أمرت بعض أصدقائها العرب بالتدخل "لتنقيط قطرات الماء في حلق الفلسطينيين"

02.06.2019 06:04 PM

 

وصف نهاد أبو غوش مدير مركز المسار للدراسات تطورات حل الكنيست الإسرائيلية مؤخراً والتوجه إلى انتخابات في أيلول المقبل بالمتوقعة، قائلاً:" كانت أشبه بلعبة العض على الأصابع"، وأشار إلى الحقيقة الصارخة التي تكشفت حسب اعتقاده بأن كل المكونات السياسية الإسرائيلية تفضل مصلحتها الشخصية والفئوية وتغلبها على مصلحة الشعب.

وأوضح أن الخلاف بين كل من ليبرمان ونتنياهو لم يكن على ماهية الحقائب التي سيتقاسمها الطرفين، بقدر ما هو خلاف على تمرير قانون الحصانة، مدللاً على ذلك بالقول: "ليبرمان حليف نتنياهو الاستراتيجي وإنهما متفقان على 80% من القضايا الأساسية".

وفي قراءة أبو غوش خلال حديثه لبرنامج "بنكمل وطن" الذي يقدمه الإعلامي، عصمت منصور، قال إن نتياهو لم يبذل الجهد الكافي لتشكيل الحكومة وكان مهتماً بدفع الأمور إلى الهاوية، وفكر بطريقة تجعله يخرج بإئتلاف يميني واسع، وأشار إلى ذلك بالقول: "ربما أراد نتنياهو أن يصل إلى هذه النتيجة".

وأضاف: "يبدو أن نتنياهو يطمح إلى تركيبة أخرى للكنيست، يكون فيها لليمين وزن حاسم وغير متأرجح".
وأردف: "لم يكن هناك تهديد جذري من اليسار، وفرصة اليمين في  الكنيست القادمة أفضل مع احتمالية تحطم حزب العمل بشكل نهائي، بعد انحساره بشكل تدريجي". 

وأما فيما يتعلق بصفقة القرن، قال أبو غوش إن دولة الاحتلال غير مطالبة بتقديم تنازلات بخصوص صفقة القرن، وأنها لن ترفض الصفقة، ولكنها ستراهن على الرفض الفلسطيني لها، مشيراً إلى صعوبة تغير الأوضاع قبل الانتخابات الأمريكية.

وفي معرض إجابته عن السؤال حول أزمة أموال المقاصة وإمكانية تجاوزها وحلها في الفترة المقبلة، قال أبو غوش: "نحن مقبلون على مرحلة صعبة"، وتوقع استمرار الأزمة المالية المرتبطة بالمقاصة، مشيراً إلى إمكانية أن توعز أمريكا لبعض أصدقائها العرب بهدف التدخل من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين، واصفاً التدخل العربي بأنه حصيلة أوامر أمريكية لتنقيط قطرات الماء في حلق الفلسطينيين".

وأضاف أبو غوش: "دخلنا مرحلة المواجهة وعلينا برمجة أنفسنا على هذا الوضع"، مشيراً إلى ضرورة اتباع الفلسطينيين لمجموعة من الإجراءات الداخلية من ضمنها تخفيف الهدر.

وبخصوص صفقة القرن قال أبو غوش لقد بدىء بتنفيذها على الأرض منذ أن تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال من جهة، وضم الجولان السوري المحتل من جهة أخرى، إضافة إلى  ضم بعض التجمعات الاستيطانية وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، وضم المنطقة (E1)...

كل هذه الإجراءات قد تكون جزءاً من صفقة القرن، وأما ما تبقى من الصفقة فهو فتات سيتم رشه لتحسين حياة الفلسطينيين، فإسرائيل ترسم الحل النهائي على الأرض.

وأكد أبو غوش امتلاك الفلسطينيين لمفتاح تمرير الصفقة أو رفضها، وأشار إلى الموقف الرسمي الفلسطيني الرافض لصفقة القرن ووصفه بالشجاع، وقال إن الرفض بـ"حاجة إلى أدوات لتفعيله".

وبالعودة للحديث حول مشاركة الأحزاب العربية في الانتخابات المقررة في أيلول المقبل، اعتبر أبو غوش أن أي مقاطعة للانتخابات ستخدم اليمين الإسرائيلي المتطرف، وبالتالي فإن المستفيد الأول والأخير هو نتياهو فقط.

ورأى أبو غوش أن خوض معركة الكنيست يعزز نضال الجماهير الفلسطينية اليومي ضد التهميش والتمييز العنصري والعزل، بالرغم من أن الكنيست ليست الميدان الوحيد ولكنه ميدان مهم.

وعبر أبو غوش عن أمله بفوز لقائمة العربية المشتركة، قائلاً: "إذا ما أعاد العرب تنظيم صفوفهم سيبقى هناك تفوق بسيط لليمين وليس تفوقاً كبيراً".

وفي قراءة سريعة للمشهد الانتخابي الإسرائيلي قدمها أبو غوش في نهاية اللقاء أوضح الاتية:
-اليسار الوحيد في "إسرائيل" هو حزب "ميرتس"، ولكنه سيبقى هامشياً.
-حزب "أزرق أبيض" بزعامة (غانتس) حقق إنجازاً بحصوله على 35 مقعداً وهذا إنجاز بحد ذاته، والجمهور التاريخي لحزب العمل هو من صوت لحزب أزرق أبيض.
-إذا ما أعاد العرب تنظيم صفوفهم سيبقى هناك تفوقاً بسيطاً لليمين وليس تفوقاً كبيراً.

تصميم وتطوير