الباحث أبو زنيط لوطن: "إسرائيل" دولة محكومة بالزوال.. وإن لم تنتهِ فسوف تضعف

16.06.2019 05:41 PM

 

وطن : "إسرائيل دولة محكومة بالزوال، فهي دولة أوجدتها وصنعتها المعادلة الدولية، وفي الوقت الذي تتخلخل فيه شروط قوى المعادلة، يعاد النظر في صياغة إسرائيل، وعلى الأقل فإن لم تنتهِ فسوف تضعف". هكذا بدأ الباحث د. اياد ابو زنيط، استاذ العلوم السياسية والدراسات المستقبلية، حديثه عن امكانية زوال دولة الاحتلال في ظل المتغيرات التي تجري على الأرض.

فيما أكد د. أبو زنيط في حديثه لبرنامج "بنكمل وطن" الذي يقدمه عصمت منصور، بأن زوال دولة الاحتلال مرهون ببعض المتغيرات، فإن تم العمل عليها ستضعف "إسرائيل". مشيرا بقوله: "إن لم نعمل كشعب فلسطيني ستزيلنا إسرائيل عن الوجود".

وأوضح خلال حديثه بأن الواقع " السوداوي" الذي يعيشه الشعب الفلسطيني لا يجعله يرى بأن "إسرائيل" زائلة، خاصة وأنها تكبر ويتسع نطاقها أكثر فأكثر، وهي تعيد النظر في حسابتها دائما. وعلى الرغم من ذلك "لكن القلق الوجودي في إسرائيل موجود".

وأضاف: "في المقابل لم يولد الفلسطيني الذي يقبل بوجود إسرائيل، غير أن الجيل القادم هو جيل محارب لاسرائيل، ويحاربها بشتى الطرق".

مؤشرات زوال إسرائيل!

أكد الباحث أبو زنيط بأن "إسرائيل" تتبع نهجاً مماثلا لما جاء به ابن خلدون حول تطور الدول، لا سيما وأنها تمر بـ 3 مراحل ( مرحلة النشوء، والوصول للقمة (الازدهار)، والانهيار".

وبالحديث عن المؤشرات التي تدلل على أن "إسرائيل" إلى زوال، قال د. أبو زنيط معرجاً على ما جاء به الشيخ بسام جرار من مؤشرات دينية تشير إلى زوالها : "الحسابات المادية مختلفة تماماً عن المؤشرات الدينية حيث يمكن قياسها، والفكرة الدينية بوجود إسرائيل لا يمكن تجاهلها ولكنها لا تحتاج إلى حسابات، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الفكرة الدينية على قابلية إسرائيل للحياة إن وجدت أم لا".

فيما أوضح خلال حديثه بأن قابلية زوال دولة الاحتلال مرتبط بمتغيرات عدة، ومنها ما هو متعلق بالتركيبية البنيوية لـ"إسرائيل" وعلاقتها مع حليفتها أمريكا، وبالعوامل الإقليمية المحيطة بالمنطقة إلى جانب اختلاف موازين القوى لبعض الدول.

وفي ذات السياق، قال: " تلك المتغيرات يمكن أن يتم تقسيمها إلى معادلتين أحدهما معادلة جيوسياسية داخلية متنامية للمس بإسرائيل، فيما تتعلق ببعد بنيوي ومؤسساتي داخل إسرائيل".

أما المعادلة الثانية على حد قول الباحث د. اياد أبو زنيط فهي "جيوسياسية خارجية متنامية التأثير على قابليتها (إسرائيل) للحياة، ومرتبطة بمستوى عربي وإقليمي، ويتخلله ظهور بعض الدول الاقليمية بشكل متنامي ومؤثر".

وأضاف: "وهذه المعادلة الخارجية تشير إلى العلاقات الإسرائيلية مع الراعي والحليف الرئيسي أمريكا، فماذا ستفعل إسرائيل في حال ضعفت أمريكا؟ وظهور حركات للمقاطعة توازي بجهدها ما تبذله جماعات الضغط العالمية".

"إشكالية إسرائيل وتكوينها"

أوضح أبو زنيط خلال حديثه بأن بنية "إسرائيل" قائمة على فكرة دينية صهيونية، وهي تؤمن بأن هذه الارض هي أرضها وأرض الميعاد، كما أن الفكرة المسيحية الصهيونية شكلت دعماً للفكرة الدينية وأرض الميعاد، حوالتي تؤكد بمضمونها بأن عقيدة الخلاص تتمثل بقيام دولة إسرائيل وهي شرط لـ" الألفية" والتي سيحكم من خلالها المسيح العالم".

وأضاف: "وإذا ما أخذت الرؤية الدينية من هذا الجانب فإن إسرائيل هي جسر للعبور، حتى وإن أقيمت الدولة ستنتهي حتى إقامة الدولة التي سيحميها المسيح، وهذا يضر بإسرائيل".

وعن هوية اليهودي، قال: "إسرائيل تطرح فكرة بأن اليهودي هو من ولد من أم يهودية فقط، واليوم تضطر إسرائيل لاستقدام المهاجرين من الخارج، وبعد موجات من الهجرة بالملايين، تجد إسرائيل بأن عدد سكانها يوازي عدد عدد الفلسطينيين ديموغرافيا وضمن حدود دولة فلسطين التاريخية، وعلى مستوى العالم يصل عدد اليهود وبالتوازي مع الفلسطينين لـ (15-16) مليون.

واستكمل حديثه طارحاً تساؤل مفاده: لماذا اليهود لا يزيدون في العالم رغم طرحهم بأنهم أقدم الاديان السماوية، بينما المسيحون والمسلمون زادوا بالمليارات؟

قال "هذا نتاج العقل اليهودي المنغلق والذي يعيش في (الغيتو) واليوم يعيش في معزل عن العالم".

وأضاف: "هناك تصدع ديني وعلماني متنامي في إسرائيل، وتعاظم للمكون الديني الذي يؤثر على السياسة الإسرائيلية وعلى القوانين، لا سيما وأن المتدين اليهودي يرى بأن التيار الديني وحده وهو من يحق له الحياة في إسرائيل".

في الجهة المقابلة، تبرز الرؤى الإسلامية والمسيحية والتي ترى بأن دولة الاحتلال تتعدى على المقدسات الاسلامية والمسيحية، لا سيما وأن ما يمنع المسيحيين من التحرك بأن فئة قليلة منهم تدعم إسرائيل وهي المسيطرة على مفاصل الأمور.

وقال: "ولكن في اللحظة التي يصبح بها المساس بالمقدسات أمراً واقعاً ستحدث هبة شعبية ضد إسرائيل".

نشأتان مشوهتان في تاريخ إسرائيل

وأوضوح أبو زنيط بأن "نشأة تاريخ الشعب والدولة الإسرائيلية مشوهة، لأن بني إسرائيل افترضوا بأنهم شعب الله المختار، وأن الله منحهم أرض فلسطين لاقامة الدولة"!

وتابع :"وعن نشأة الدولة، تنشأ الدولة إن وجد الشعب ونظام سياسي وسلطة، وإسرائيل أنشات دولتها قبل وجود الشعب، وقد حاولت نسج علاقة سردية بينها وبين الأرض، غير أن المؤشرات تدلل بأن لا وجود لرابط الثقة ما بين الاسرائيلي والأرض، لا سيما وأن الفرد الواحد منهم يملك عدة جوازات للسفر ويمكن أن يرحلوا في حال حصول طارئ".

وعند سؤاله: هل إيران وتركيا تساهمان في زوال إسرائيل؟

أفاد أبو زنيط قائلاً "تركيا وإيران في صراع مع إسرائيل، وتعتقدان بأنهما دولتان مكونتان للمنطقة ولا تستوعبان أي دخيل جديد عليها، وكلا الدولتان تسعيان لاستعادة نفوذهما، خاصة وأن تركيا دخلت على خط الدول الكبرى، كما أن ايران تنتهج سياسة معينة وتقيم عليها دولتها".

 وأوضح بأن ما يؤجل دخول تركيا وإيران في صراع مع "إسرائيل" هو الحاجز العربي، خاصة وأن تلك الدول غير قادرة على التغلب على إسرائيل، ولكن في حال حققت الدول العربية انتصاراً أو هُزمت أمام اسرائيل ففي الحالتين المتضرر الرئيسي هو إسرائيل، في ظل اتساع دائرة الدول العربية والإسلامية.

وتابع: "ستصطدم إسرائيل مع الفكر العالمي الإسلامي والمسيحي، لأن المتطرف الديني اليهودي لا يجد في غيره من هو أحق بالسيطرة على المنطقة، والمقدسات المسيحية ستذهب أدراج الرياح إن فرضت إسرائيل سيطرتها".

فيما أوضح بأن اسرائيل لن تقبل بـ "السلام" مع أي طرف، لأن السلام غير موجود في عقيدتها الدينية على عكس ما كان يطرح سابقا.

هل إسرائيل أداة؟

يجيب أبو زنيط قائلاً : "إسرائيل تقرر في السياسة الخارجية والأمريكية عندما لا يعتارض ذلك مع المصالح الاسترايجية للولايات المتحدة ، وفي عام 1991 مُنعت إسرائيل من الدخول في حرب الخليج وضُربت بالصاروح ولم ترد، غير أن نتنياهو أجبر على الانسحاب من الخليل، ومؤتمر مدريد للسلام سيق له شامير سوقا".

وأضاف: "اسرائيل دولة وظيفية يمكن أن التخلص منها أو أنها تتحول الى عبء، وما يبقيها موجودة بجانب التحالف الأمريكي هو الضعف العربي".

تصميم وتطوير