بعد أن دمر الاعتقال حياتها.. شفاء عبيدو وأطفالها بلا معيل

04.09.2017 04:53 PM

وطن- وفاء عاروري: حين يعانق الأسير نسيم الحرية، يشعر وكأنه ولد من جديد، أما في حالة المحررة شفاء عبيدو، فالحرية كانت سجناً آخر، وجدت فيه نفسها وحيدة، بلا بيت، بلا زوج بلا عائلة، فكيف بدأت الحكاية؟!

في يوم شتوي ماطر نهاية عام 2015، سمعت عبيدو صوت ضجيج أسفل منزلها، في بلدة سلوان في القدس المحتلة، تقول عبيدو: دقائق معدودة مضت قبل أن تقتحم قوات الاحتلال المنزل، وتعتقلني مع ابني الأصغر فادي، الذي كان يبلغ حينها ثلاثة عشر عاما من العمر.

وفي الجلسة الأولى من محاكمتها، تفاجأت بأن ابنها البكر سامر معتقل معهما أيضا، حيث أبلغه سجانوه أن امه اعترفت عليه، ليصبح ثلاثة من أفراد العائلة معتقلين.

محكمة الاحتلال حكمت على الأبناء بالسجن الفعلي شهورا متفاوتة، إضافة الى عام من الحبس المنزلي لهما ولوالدتهما، التي سلمت نفسها بعد انقضاء تلك الفترة لسلطة الاحتلال، لقضاء محكومية أخرى من السجن الفعلي بلغت سبعة شهور، كل ذاك لم يشف غليل المحتل، الذي حكم عليها أيضاً بالإبعاد ثلاث سنوات عن مدينة القدس.

تقول شفاء: الحبس المنزلي كان من أصعب المراحل التي عشناها، عام كامل ونحن ممنوعون من مغادرة البيت، حتى حين كنت أريد الذهاب لطبيب الأسنان كنت احتاج الى إذن من نيابة الاحتلال.

وتضيف: فما بالكِ بحال طفل محبوس في البيت عام من عمره.

تحررت شفاء بعد انقضاء محكوميتها من قيد السجان، وخرجت لتجد حياتها قد انقلبت رأساً على عقب فترة غيابها.

حيث تسرب إحد ابنائها من المدرسة خلال تواجدها في الأسر، فيما يعاني أخر من مشاكل نفسية نتيجة الظروف التي مرت بها العائلة.

تقول شفاء: أما زوجي فقد تخلى عني وعن ابنائه خوفا على هويته المقدسية.

واستأجرت شفاء مؤخرا بيتا في كفر عقب شمال القدس، في محاولة للم شملها مع ابناءها، وإعادتهم الى مقاعد الدراسة، لكن عدم وجود معيل لها ولأبنائها، جعل حياتها في غاية الصعوبة.

تقول المحررة عبيدو: استطعت حتى الآن تأمين عمل لي في حضانة أطفال، اتقاضى عليه 1500 شيقل شهرياً، لكن ذلك لا يكفي أبداً، حيث أجرة البيت وحدها تبلغ 1800 شيقل، ولا استطيع الانتقال الى مناطق أقل سعراً، حفاظاً على هوية القدس لأبنائي.

وتوجهت عبيدو الى عدد من المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى والمحررين، كي تساعدها في تأمين احتياجات أطفالها، ولكن دون جدوى.


 

تصميم وتطوير