خرج وبقي بصره حبيس زنزانة.. حسان يرى دير نظام بعيون أشقائه

24.06.2018 05:17 PM

وطن- وفاء عاروري: لم يستطع المكوث في البيت، فكل الجدران المغلقة تقود ذاكرته الى سجن عوفر الاسرائيلي، حيث اعتقل وعذب بحرمانه من دوائه خلال الشهرين الماضيين، نزل حسان إلى الشارع، حيث الحرية والحياة، متكئأ على أكتاف أخويه الصغيرين، اللذان باتا قمرين يضيئان له السبيل، بعد ان أفقده الاحتلال بصره.

وبحفاوة ومحبة استقبله أصدقاؤه في الحي، وحاولوا اشراكه لعبة كرة القدم التي يحب ويحترف منذ نعومة أظفاره.

وطن زارت بيت الأسير المحرر حسان التميمي، وأعدت قصة حول جريمة الاحتلال بحقه، يقول حسان لـ وطن : ايقظوني من نومي واعتقلوني الساعة الرابعة فجرا، قبل نحو شهرين، أمي اخبرتهم اني مريض وبحاجة إلى رعاية ولكن ذلك لم يردعهم، طلبت منهم أخذ دوائي معي فرفضوا.

وأضاف حسان: أن الاحتلال على مدار الشهرين كان يعذبه بحرمانه من الدواء، وفي الشهر الثاني من اعتقاله منعوا ادخال الدواء إليه منعا باتا، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.

وعلى أثر تدهور الحالة الصحية لحسان، خاض الاسرى في سجون الاحتلال إضرابا عن الطعام لعدة أيام، حتى وافقت ادارة السجون على نقله إلى المشفى، وما إن وصل المشفى حتى دخل فورا في غيبوبة استمرت عدة أيام كان فيها حسان معرضا للاستشهاد، فرضخت سلطة الاحتلال لضغوطات المؤسسات الحقوقية والدولية وأطلقت سراحه.

"شو شايف؟" وجهنا هذا السؤال لحسان، وكالصاعقة كانت الاجابة، "لا أرى إلا سوادا"، أي أن ظلمة السجن التي عاشها حسان لاحقته حتى بعد الإفراج عنه، لتصبح امنيته في الحياة أن يستعيد بصره.

حسان الذي تنسم عبق الحرية في قريته دير نظام المحاصرة بالمستوطنات، بدأ فور الافراج عنه برحلة علاج مكثفة، عله يرى النور الذي حرمه إياه الاحتلال.

تقول والدته إنه فور الافراج عن حسان تم نقله إلى مجمع فلسطين الطبي للعلاج، ومكث فيه خمسة أيام، قبل أن يحول إلى مستشفى "سان جون" للعيون في القدس.

وأضافت والدته: أن الاطباء في "سان جون" اخبروها أن حسان لديه مشكلة في عصب العين بسبب الاهمال الطبي الذي تعرض له في السجن، وربما يتم نقله خلال المرحلة القادمة للعلاج في الخارج، بعد أن تكفل الرئيس محمود عباس بعلاجه كاملا على نفقة الرئاسة.

وحمل عمه أحمد التميمي، الاحتلال المسؤولية عن الجريمة التي ارتكبت بحق حسان، متوعدا بملاحقة الاحتلال قانونيا على هذه الجريمة، عبر المؤسسات الدولية والحقوقية.

أشقاء حسان الذين مر عليهم رمضان والعيد لأول مرة دون حضوره، لا يملون من الجلوس إلى جانبه والحديث معه، يحاولون بحناجرهم رسم ملامح وجوههم أمامه، التي غيبها ظلام السجن مرة، وفقدانه بصره مرة أخرى.

تصميم وتطوير