محرقة الدوابشة لم تكن الأولى..

ساعتان أفقدت عبود النطق

14.10.2018 10:34 AM

وطن- وفاء عاروري: لا يمل عبد الرحمن أو عبود كما ينادونه، من احتضان شقيقته نسرين وكأنه يعرف أنها الوحيدة التي اقتسمت مع قدره بفقدانها النطق، قبل أن تستعيده ثانية حين أحرق المستوطنون بيتهم قبل أربع سنوات، كان حينها عبود لا يتجاوز العامين بعد.

تقول نسرين لـوطن للانباء: أتذكر حين أحرق المستوطنون بيتنا، أخذني والداي إلى المشفى وفقدت النطق لفترة طويلة بعد الحادثة، وأخي كذلك لا يزال فاقداً للنطق.

أما آدم شقيقهما الأكبر، فيحاول بكل ما أوتي من قوة أن يفهم شقيقه دون أن يتكلم كي لا يبكي الأخير قهراً، فتتعقد الحكاية.

الثانية فجراً يوم الخامس عشر من نوفمبر عام الفين وثلاثة عشر، استيقظت عائلة المواطن خالد دار خليل من قرية سنجل قضاء رام الله على النيران تلتهم بيتها، المستوطنون سكبوا كميات كبيرة من الوقود عبر النوافذ، ثم أضرموا النار فيه، أربعة أطفال ووالديهم التجأوا إلى سطح المنزل، وبقي عبود وحيداً منسياً في الظلام.

يقول دار خليل لـوطن، والدموع تغرق عينيه: ساعتان كاملتان وعبود في البيت، لم نستطع إنقاذه، الدخان ملأ المنزل وانعدمت الرؤيا، وكان معرضاً للاستشهاد من يحاول الدخول للمنزل وإنقاذه، لذلك انتظرنا الاسعاف والدفاع المدني حتى حضر بعد ساعتين، فقد خلالهما عبود النطق.

اليوم وبعد مرور سنوات على القصة لا زال الأطفال يعانون حالة نفسية صعبة جداً، ولا يزال عبود فاقداً لنطقه، أما العائلة فتناشد الجهات الرسمية بالالتفات الى ابنها ووضعه في مدرسة خاصة لتأهيله وعلاجه.

وناشدت العائلة أيضا عبر برنامج أصوات مهمشة الرئيس محمود عباس بمقابلتها والاستماع إلى معاناتها.

تصميم وتطوير