نبيل العناني.. بيكاسو فلسطين

28.11.2018 02:21 PM

رام الله-وطن: لعقود كان الفنان نبيل عناني (75 عاماً)، يعيد رسم خارطة الفن، ويمزجه مع الحياة اليومية والسياسية حتى بات واحداً من أهم الفنانين اللذين نجحوا في وضع اسم فلسطين في أكبر المحافل المختصة بالفن والثقافة. 

لم يكن العناني الملقب "ببكاسو فلسطين" فناناً تقليدياً فلجوئه من حي اللطرون في القدس إلى بلدة حلحول شمال الخليل وترعره فيها، ومن ثم اقامته في مدينة رام الله، غرس في قلبه حب فلسطين، والعمل على مزج جمالها في لوحاته الفنية.

تأثر العناني بفنانين عالميين كأمثال مايكل انجلو، وتيتسيانو وآخرين، وهو ما انعكس على لوحاته ليجعل منها أعمالاً لها تأثيراً كونياً.

ويقول العناني: إن تأثره بمدرسة هؤلاء الفنانين كان له عظيم الأثر في صياغة شخصيته الفنية، فبدأتُ أرسم على الورق باستخدام قلم الرصاص، ومن ثم الألوان المائية، ومن ثم الألوان الزيتية بشكل تدريجي مع الوقت أصبحت أمتلك لوحات فنية مميزة.

ويضيف العناني الذي فتح منزله والاستديو الخاص به عدة مرات لقضاء ساعات في التحدث مع مدير الاتصالات في البيت الدنماركي في فلسطين " جيبي نايبرو" الذي أعد عنه فلماً مفصلاً: أنه على الفنان أن يعكس كل المشاعر التي تتركها الأماكن حوله في أعماله، فهناك العديد من الأحداث التي تُرسم في فلسطين وذلك بسبب الاحتلال، كما أني أحب الطبيعة ويوجد أماكن طبيعية جميلة في كل مكان لأرسمها، فكثير من الأحيان أخرج لرسم الطبيعة.

يؤمن نبيل أن الفنان هو مرآة يعكس من خلالها مشاعر المجتمع من حوله ويعمل على تحويلها إلى لوحات تعبر عن الناس وكأنها تنطق بلسانهم باعتباره جزءاً منهم.

ويوضح أن كل شيء من حوله مهم كالطبيعة مثلاً، التي تبدو أنها ليست موضوعا مرتبط بالسياسة، فالطبيعة في فلسطين تغيّرت بفعل المستوطنات والحرب، كما أن القرى في فلسطين لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من البيوت بسبب الاحتلال.

يشعر "بيكاسو فلسطين" أن روحه حرة، ويعمل ما يحب وكيفما يشاء رغم الاحتلال واجراءاته مؤكداً أنه لا يوجد لأحد الحق بمنعه من العمل حسب رغبته ومشاركته آراءه المتحمسة والقوية حول الفن والثقافة والحياة.

وحول معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال يقول العناني: إن الاحتلال ما يزال يترك بصمته في داخلنا، فالاحتلال قادر أن يقتحم رام الله بأي وقت، وأن يقوم باعتقال من يريد وهدم المنازل، لكن كل ذلك جعل لدينا إرادة حية أننا نريد أن نعكس قضيتنا في أعمالنا ونعرضها لكل دول العالم.

ويعتقد العناني، أن الثقافة والفن مهمة جداً للمجتمع الفلسطيني، لأن الثقافة تعكس كيفية تصرفات الناس وتفكيرهم بمختلف مناحي الحياة، لكني أشعر بالأسف لأن الثقافة لا تؤثر بالناس بالشكل المطلوب.

وأردف قائلاً: "أنا أحب التغيير دائماً في أعمالي، أغيّر المواد والمواضيع وكل شيء، فأحياناً تجدني أعمل في السيراميك وأحياناً أرسم لوحات، حتى في رسم اللوحات، أحب أن أغيّر في استخدام المواد، غالباً استخدم "الواكس" أو الحبر أو السكين أو ورق الزجاج".

وعن قصة السيدة الألمانية التي قام بإعادة ترميم لوحه لها، يقول: لقد كان ذلك عمل باستخدام الجلد. لقد كان لدى تلك المرأة عمل فني من الجلد معلّق على الحائط وكان عندها كلب وقام بأكل الجلد. قامت بالاتصال بي وكانت غاضبة جداً من فعل الكلب فقلت لها أن تحضر لي اللوحة وسأقوم بإصلاحها خلال أسبوع، وقمت بإخبارها "أهنئك على هذا الكلب فهو لديه حسّ فني، قام بأكل هذا العمل الفني لأنه يحب الفن".

ويؤكد أنه: في الانتفاضة الأولى عام 1987-1993، كان هناك مجموعة من الفنانين أطلقنا عليها "نيو فيجين" مثل سليمان منصور، وفيرا تماري، وتيسير بركات، حيث قمنا بمناقشة ما الدور الذي يمكن أن نلعبه كفنانين في الانتفاضة الأولى، وهل سيقتصر دورنا على الأعمال الفنية فقط؟

ويسرد عناني قصة قصيرة، عن معرض فني في القدس أقامته "نيو فيجين" "كان تيسير بركات يحب المزاج كثيراً، وقال لي أن أضع فخاً للفئران تحت كل لوحة من الجلد حتى لا تأكلها. أما سليمان، فكانت لوحاته من الطين والشعر وهو ما تحبه الحمير (همبرغر للحمير)، فقال له بركات أيضاً أن يضع فخاً كبيراً لاصطياد الحمير، الفئران تحب أكل اللوحات لكني لا أعرف ماذا عن الحمير. لكن أكيد من الصعب أن يذهب الحمير إلى المعرض".

تصميم وتطوير