ضواحي القدس هي الأعلى نسبة بين المحافظات وادارة مكافحة المخدرات تواجه صعوبة في الوصول لتلك المناطق

26 ألف مدمن معظمهم من فئة الشباب في الضفة الغربية!!

10.12.2019 11:18 AM

رام الله- وطن: لطالما ارتبطت المخدرات بالبطالة، هذه الآفة التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني باتت مقلقة وقادرة على اختراق أي بيت، حيث لم تعد المخدرات تؤذي من يتعاطاها فقط وإنما تهدد السلم الأهلي، فما مدى ارتباط هذه الآفة بالبطالة وكيف تساهم قلة الوظائف وسوق العمل المحدود في اتجاه الشباب نحو المخدرات.

فأين سياسات الانقاذ الوطني لإخراج الشباب من مستنقع البطالة والفقر والمخدرات؟، وماذا فعل المستوى الرسمي لتغيير الواقع الراهن؟، أسئلة كثيرة كانت محور نقاش الحلقة الأولى من برنامج "شباب كافيه"، الذي تعده وتنتجه شبكة وطن الإعلامية.
وشارك في الحلقة التي عقدت في بلدة قطنة شمال غرب القدس مدير إدارة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية العقيد عبد الله عليوي، ووكيل وزارة العمل سامر سلامة، إضافة الى الأخصائية النفسية والاجتماعية عفاف ربيع، وعدد من الشبان والشابات من البلدة.

وقبل بدء الحلقة عُرض تقرير قصير يحمل رسائل من أشخاص تعاطوا المخدرات وأدمنوا عليها ثم بدأوا مرحلة العلاج، حيث يقول أحد المدمنون: إن السبب الرئيسي للإدمان وتعاطي المخدرات هو الفراغ المسيطر على  الشباب العاطلة عن العمل، فيما أكد مدمنٌ اخر أن الفقر هو أحد اسباب الإدمان أيضا، وأضاف مدمن أخر أنه في أحد الأيام أخذ جرعة كبيرة من المخدرات والتي على إثرها كان قد يفقد حياته.

الثغرات القانونية تعرقل عمل إدارة مكافحة المخدرات

وحول الموضوع قال مدير إدارة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية العقيد عبد الله عليوي "يوجد لدينا دراسة خرجت عام 2018، صادرة عن وزارة الصحة تتعلق بالمدمنين والمتعاطين، حيث أن هذه الدراسة أشارت إلى وجود 26400، مدمن ومتعاطي، تحت بند مستخدم خطر، وشملت الدراسة القدس الشرقية والضفة وغرة ".

وفيما يتعلق بالقوانين والعقوبات المتخذة بحق مروجي المخدرات أكد عليوي على وجود خلل في الاجراءات القانونية المتخذة، فهناك قرارات تصدر من السلطة القضائية في هذا الجانب لا تلبي طموح ادارة مكافحة المخدرات في هذا الاطار بسبب الثغرات الكثيرة الموجودة في القوانين الفلسطينية.

3 مراكز لعلاج 26 ألف مدمن في الضفة الغربية!!!

وفيما يتعلق بمراكز العلاج وتأهيل المدمنين قالت الاخصائية النفسية عفاف ربيع "هناك 3 مراكز في 3 مدن في الضفة الغربية، وإن هذه المراكز لا تستوعب عدد المدمنين، حيث أن كل مركز تبلغ سعته الاستيعابية بما لا يتجاوز الـ45 مدمن.

وأضافت ربيع "إن الشباب يذهبون لتعاطي المخدرات لانهم محبطين من الواقع المظلم غير الواضح، ولذلك إذا أردنا أن نساعد الشباب نحتاج إلى عدة خطوات، منها تمكين وتحصين الشباب نفسياً واجتماعياً، بالاضافة إلى مسؤولية الدولة التي يجب عليها أن تؤمن الوظائف للخريجين الشباب، أو وضع خطة وطنية لتجنب هذا العدد الكبير من الخريجين".

معالجة البطالة ليس من دور وزارة العمل!

وحول الموضوع قال وكيل وزارة العمل سليم سلامة، إن هناك ترابط بين الفقر المنتشر بين الشباب وبين انتشار المخدرات، مشيراً أن الوزارة لا تتحمل تبعات وانتشار هذه الآفة في المجتمع الفلسطيني، ومعالجة البطالة ليس من دور وزارة العمل.

وحول دمج المتعافين من آفة المخدرات في سوق العمل يقول سلامة أن "الوزارة تتعامل مع هذه الفئة كأنها من ذوي الاحياجات الخاصة ولدينا برنامج كامل لذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة ما يتعلق بالتشغيل الذاتي، من خلال صندوق التشغيل الفلسطيني وبعض البرامج التمويلية من أجل اقامة مشاريع خاصة لهذه الفئات ".

المنطاق "ج" أكثر عرضة للمخدرات

أما عن رأي الجمهور المشارك في الحلقة فقد أكدوا أن بسبب وقوع البلدة في المناطق المسماة "ج"، فإنه يصعب على أفراد إدارة مكافحة المخدرات الوصول إليها، مما أدى إلى إرتفاع منسوب التعاطي في المنطقة بين الشباب، وزيادة نسبة الإتجار في المخدرات.
يشار الى أن برنامج "شباب كافيه" سيستمر على مدار اثنتي عشرة حلقة ستنتج وتبث على مدار عامل كامل، ستخصص لطرح قضايا وهموم الشباب في فلسطين، كما سيبحث البرنامج عن حلول تنعكس ايجابا على واقع الشباب.

ويذكر أن هذا البرنامج ضمن مشروع "شباب لايف"، الذي تديره مؤسسة الدوتشه فيليه الألمانية، بالتعاون مع مؤسسة الجنى اللبنانية والخط التونسية ووزارة الخارجية الألمانية، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، وتنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية في فلسطين.

تصميم وتطوير