المخرج الشاب أحمد حَمَد : كُل فيلم أُنجزه يُزيلُ شيئاً من الوجع بصدري

30.04.2014 05:30 PM

رام الله - وطن: "السينما عالم جميل وبإمكان المرء أن يصنع شيئاً مختلفاً من خلالها " فكرة طرقت ذهن المخرج الشاب أحمد طارق حمد منذ كان على مقاعد الدراسة في الصف العاشر، فلم يغلق في وجهها الباب ، بل على العكس من ذلك ، جعل كل طاقاته وتركيزه لتحويلها إلى حقيقة راسخة ، وفعل كل ما من شأنه أن يجعل منه مخرجاً جيداً وصانع أفلام مميزة .

وجد أحمد في افتتاح كلية دار الكلمة في بيت لحم ضالته التي كان ينشدها، إذ صار بإمكانه أن يدرس السينما وصناعة الأفلام ، والتي سيتخرج منها مُخرجاً مؤمناً بضرورة التجريب والنقد ومؤمناً أكثر بقدرة الأفلام على إحداث التغيير ،تقول د.نهى خوري عميدة كلية دار الكلمة : أن احمد كان متميزاً ، بإمكانك أن تعد المخرجين على الأصابع ، وأحمد بإمكاننا أن نقولها بفخر شديد ، مُخرج " وتضيف أن احمد كان اثناء فترة الدراسة مثابراً ومتعاوناً مع رفاقه ، وانه أبدى حسّا مختلفاً في التقاط المواضيع وطريقة معالجتها .
فيلم "بدّي أعيش " والذي أخرجه أحمد أثناء دراسته في الكلية، لا يزال حتى اليوم يُشارك في مهرجانات السينما ويحظى باهتمام الكثيرين ، يقول رجائي حمد شقيق أحمد والذي يعمل في مجال الإعلام أيضاً ، أن هذا الفيلم والذي يحكي فيه أحمد قصة شابٍ من ذوي الإحتياجات الخاصة يُدعى " مُعين " من أجمل الأفلام التي أخرجها شقيقه، وهو رأي تشاطره فيه د.نهى خوري وآخرون .
أما فيلم " إلى متى " والذي أراد من خلاله أحمد أن يُعالج قضية البطالة لدى الشباب ،فلم يكن من الممكن لديه أن يُخرجه كغيره من الأفلام التي سبق وأنجزها بمفرده او بطواقم وتمويل بسيط ، لا سيما وقد أراد أن يجرب من خلاله إخراج فيلم روائي طويل ، يقول :" قلت لنفسي لمَ لا أجرب ؟! ، إن كُل شيء متوفر ومُتاح " . لقد حظي أحمد باهتمام كلية دار الكلمة التي قدمت له المعدات اللازمة ، كما تعاون مع  "مسرح الحارة " الذي ساعده بالطواقم والممثلين وما إلى ذلك . يقول نيقولا زرينا من مسرح الحارة : حين اقترح أحمد فكرة الفيلم وجدنا فيه موضوعاً جيداً ، وكنا قد شاهدنا أفلاماً ناجحة ومميزة له مما شجعنا على الخوض معه في هذه التجربة، لقد حظي إلى متى بمشاهدة جيدة وتمت له الكثير من العروض "، وفي ذات السياق تقول خوري :" لقد استخدم أحمد الإمكانيات المتوفرة بالكلية حتى طاقات بعض الطلاب في التمثيل ، وقمنا بعرض الفيلم للمرة الأولى في الكلية ."
ويعتبر عمه السيد عنان أحمد أن السينما غاية في الأهمية ولا بد من الإهتمام بها، ولا بد أن تصل الرسالة للأهالي أن مهنة صناعة الأفلام لا تقل أهمية عن غيرها من المهن التي يدفع الأهل عادة أبناءهم صوبها كالطب أو الهندسة أو المحاماة، مشيدا بالطموح لدى أحمد وبمثابرته الكبيرة في المجال .
ويتفق أحمد وزميله حمدي الحروب أن أهم المعيقات التي تواجه صناعة الأفلام هي قضية التمويل المادي وتكاليف الإنتاج ، مشيرين إلى أنهم يستمرون رغم الظروف الصعبة لأنهم يعشقون السينما ويطمحون إلى تحقيقِ شيئاً ما من خلالها ، حيث يطمح أحمد في المرور على السجادة الحمراء بعد عدة سنوات .
يُذكر أن برنامج قادة الغد والذي ينتجه (وطن) بالتعاون مع مُبادرة الشرق الأوسط (ميبي ) ، يهدف إلى تسليط الضوء على شاباتٍ وشبانٍ فلسطينيين ، يحاولون صنع التغيير في المجتمع رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها .

تصميم وتطوير