سائد كرزون : كنتُ طفلاً خجولاً وكسولاً في المدرسة لكنّ الموسيقى غيرتني

26.06.2014 04:03 PM

رام الله – وطن : قد تكون استمعتَ إليه عبر الإذاعة يُقدم برنامجاً عن الشباب، أو لعلّك قد تلتقيه في إحدى ورشات العمل الإعلامية فتستمع إليه يتحدث بإيجابية عن سُبلٍ بسيطة للمساهمة في حل المشاكل المجتمعية، وقد تصلك دعوة لحضور فيلم وثائقي فلسطيني، فتحاوره إذا أردتَ طرح بعض الأسئلة على المُخرج، أيضاً قد تلتقي به إذا كنت ممن يحرصون على حضور الفعاليات الموسيقية المتنوعة، ستجده ماسكاً العود يُدندنُ له ولك، إنه الإعلامي المُبادر والفنان الشاب سائد كرزون، فكيف تكونّت شخصيته على هذا النحو .

درس سائد كرزون في مخيم الأمعري، يقول: "كنتُ خجولاً ولم أكن طالباً نجيباً في المدرسة على الرغم من الظرف الإقتصادي الجيد نسبياً لعائلتنا بسبب عمل أبي في الغناء، لكن أثناء الإنتفاضة تغير الحال الإقتصادي، وعملتُ في وقتٍ ما على واحدة من "البسطات" في رام الله."

أثناء طفولته دفعه والده لتعلّم الموسيقى، ولم تكن لديه رغبة في الأمر، لكنّه "تعلّق عاطفياً بفتاة ما" كما يقول، فحفّزته للمثابرة من أجل الظهور أمامها كما يجب، وبدأ مشواره مع العود. "الموسيقى ساعدتني كثيراً وغيّرت في شخصيتي " يضيف سائد، لقد أصبح أفضل في التحصيل المدرسي، وتغيّر أيضاً على مستوى التفاعل الإجتماعي.

درس كرزون الإعلام في جامعة بيرزيت، وأثناء دراسته كان مبادراً للتطوع في المؤسسات المختلفة التي تعنى بالشباب واهتماماتهم، وشكّل الكثير من العلاقات التي ستفتح له فيما بعد أبواب العمل وفقاً لرغباته وقدراته واهتماماته.

تقول سيرينا داغر ، المدير التنفيذي لجمعية الكمنجاتي: "عرفت سائد مع المراحل الأولى لتأسيس الجمعية، حيث كان يُساعدنا في كثير من الأمور. "كما  يشغل كرزون حالياً منصب رئيس مجلس إدارة منتدى شارك الشبابي بعد أن كان أحد المتطوعين فيها.

ولعلّ من الأمور التي ساعدته في مجاله المهني، والتي شكّلت "نقلة نوعية" كما يقول، حصوله على منحة للعمل في إذاعة مونتيكارلو والإقامة في باريس لعدة أشهر، حيث ساعدته هذه المرحلة على تطوير مهاراته بالإضافة لانفتاحه على ثقافات مختلفة. وقد عمل بعدها على تقديم برنامج "فلسطين الشباب" عبر الإذاعات المحلية الفلسطينية، والذي ارتبط بشكلٍ أساس بمجلة "فلسطين الشباب".

"أم أشرف" كان عنوان الفيلم الوثائقي الذي أخرجه كرزون كمشروع تخرج من جامعة بيرزيت، والفيلم يحكي قصة إمرأة تخبز وتبيع المعجنات لضمان حصول أبنائها على تعليمٍ جيد، "إنها إمرأة مناضلة فعلاً ومثقفة، لقد زرتها عدة مرات قبل التصوير لكسر الحواجز بينها وبين الكاميرا" يقول سائد.

بعد هذا الفيلم أخرج كرزون أفلاماً أخرى لم تغب عن مضامينها قضايا المرأة الفلسطينية، فهو يرى في كل إمرأة فلسطينية تناضل في هذه الحياة، وجه أمه التي لولاها ما إستطاع أن يُنجز شيئاً في حياته، على حد قوله.

عملَ كرزون في شبكة أمين الإعلامية، وفيها انتبه إلى أهمية موضوع التدوين، في وقتٍ لم يكن فيه أمر المدونات يحظى بالاهتمام الكبير، حيث بدأ يُلاحظ أن تغييراً مجتمعياً في قضيةٍ ما قد يبدأ بالتدوين، وربما من جاءت آخر مبادراته والتي حمَلَت عنوان "باص المدونين"، وهي فكرة تعتمد على تجميع جهود المدونين في قضية واحدة من خلال زيارة جماعية تضمن معايشة هذه القضايا على نحو فعلي، كقضية الأسرى التي عكف عليها باص المدونين في آخر رحلاته لتركيز العمل عليها.

"تعرف إنه" كان أحد المشاريع المُبادِرة التي قدمها كرزون، والذي هدف إلى تكريس حق الحصول على المعلومة مما يساهم في ترسيخ أسس الشفافية والنزاهة في العمل المؤسساتي في فلسطين، المشروع تم ترشيحة للحصول على جائزة "هولت" العالمية. وهي من أكبر الجوائز العالمية في مجال الإعلام، بعد تنافس شديد مع أكثر من 10 آلاف متقدم ومتقدمة، من 150 دولة في العالم، حيث تم اختيار مشروع كرزون إلى جانب 250 مشروعاً، تنافست ضمن المرحلة النهائية على الجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي.

فكرة مشروعه الذي عرضه أمام لجنة تحكيم خلال 12 دقيقة فقط، تؤكد على حق حصول المواطن سيما الصحفي الفلسطيني على المعلومة والمعرفة، مما يضمن إدخال فلسطين بين الدول التي يحتوي قانونها الأساسي على نصٍ يضمن هذا الحق.

تصميم وتطوير