الطبيب المصري لوالد تاليا: "ده فيروس ويعدي يا افندم"

الرحلة من شرم الشيخ إلى الجنة

04.08.2018 05:03 PM

وطن- وفاء عاروري: ببراءة طفولية لافتة كانت الصغيرة تيا تسرح شعر ابنة عمها يافا، التي ترقد على سريرها بمجمع فلسطين الطبي، بعد أن عادت من رحلة استجمامية في شرم الشيخ مصابة بـ "الأميبا"، يافا التي لم تشف بعد، لم يكن المرض وحده سبب وجعها، وإنما فقدانها شقيقة قلبها وطفولتها، تاليا، في الحادثة ذاتها.

يافا قالت خلال لقائها مع وطن: إنها قضت وقتا سعيدا مع عائلتها وشقيقتها قبل أن يصابوا بالتسمم، وكانت تنام مع شقيقتها وشقيقها في غرفة واحدة، إلا الليلة التي مرضت فيها تاليا واشتد مرضها، انتقلوا جميعا إلى غرفة واحدة.

أما في بيت عائلة الخالدي ببلدة جفنا شمال رام الله، يقلب والد تاليا صورها الأخيرة، وقلبه يبكي، يستعيد ذكريات الليلة السوداء في منتجع "سي بيتش أكوا بارك" في شرم الشيخ، التي باتت فيها العائلة بأكملها طريحة الفراش، بعد تناولها عشاء أعده الفندق لنزلائه.

يقول والد تاليا لـ وطن: عدنا الى الغرفة في تلك الليلة الساعة الحادية عشر مساء، بعد ساعتين استيقظت تاليا وبدأت تستفرغ، فأطفأت المكيف لاعتقادي أنه السبب في ذلك.

وأضاف: ولكن بعد قليل بدأت جميع العائلة بالاستفراغ وارتفعت درجة حرارتنا، عند السادسة صباحا اتصلنا بقسم الاستقبال وأبلغناهم بذلك، وطلبنا منهم ارسال طبيب الفندق لمعاينتنا، ولكنهم لم يستجيبوا حتى الساعة الساعة الثالثة عصرا.

عندما حضر الطبيب إلى الغرفة، وسأل عن وضعهم وما جرى لهم، قال: "ده فيروس ويعدي يا افندم".. وغادر الغرفة مطمئنا العائلة، لتمر أربع وعشرون ساعة أخرى دون علاج، انتهت بتاليا طيراً في الجنة.

والد تاليا الذي غرق بالدموع استكمل لـ وطن تفاصيل تدهور حالتها الصحية قائلا: استيقظت في الثالثة  صباحا على صوت انفاس تاليا المتسارعة وقد شعرت أن سوءا قد أصابها، فحملتها وانا في وضع صحي صعب وحاولت أن أيقظها ولكنها لم تستجب.

وتابع: اتصلت بالاستقبال وأبلغتهم بالحضور فورا لنقلها إلى المشفى، فحضروا، وهناك توفيت بعد ساعتين.

واكد الخالدي الذي تقدم بشكوى للقضاء المصري ضد الفندق وادارته، أن اجراءات دخول ابنته إلى المشفى لم تكن رسمية وكانت بسرية تامة، حيث حاول المشفى إخفاء ما جرى كي لا يضر بسمعته.

وأشار إلى أنه لدى خروجه من الفندق متوجها إلى المشفى كانت قاعة الاستقبال قد تحولت إلى غرفة طوارئ، حيث عجت بعشرات المرضى الذين تسمموا من ذات العشاء الذي قدمه الفندق لهم، وقد تبين لاحقا أنه ملوث ببكتيريا "السلامونيلا"، التي أودت بحياة تاليا.

وبقلب ينفطر حزنا عرضت والدة تاليا امام كاميرا وطن فستانا أبيضا ارتدته قبل وفاتها بأيام، وألعابها التي لا تزال على سريرها، مطالبة بمحاسبة ادارة الفندق على جريمة الاهمال الطبي بحق طفلتها، والجهات الفلسطينية المختصة بمتابعة قضية ابنتها .

تصميم وتطوير