الطعام الذي لم يتناوله محمود

15.12.2018 04:45 PM

وطن للانباء- وفاء عاروري: بحسرة قلب ودموع تنهمر على وجنتيها، ودعته والدته، حبة عينيها وقطعة من جسدها صارت اليوم تحت التراب، الشهيد محمود نخلة ابن مخيم الجلزون شمال رام الله انتظرت والدته عشرة أعوام حتى رزقها الله به، ليخطفه رصاص الاحتلال منها برمشة عين.

محمود الذي لم يتجاوز سبعة عشر عاما بعد، وحيد أبويه على شقيقتين أكبرهما ثمانية أعوام، غاب قمر دنياهما اليوم باستشهاده.

والدته قالت خلال لقائها مع وطن إن محمود سألها قبل مغادرته البيت: "شو طابخة يما؟"، فأجابت: "محشي"، فوعدها بالعودة من أجل تناول طعام الغداء، ولكنه عاد محمولا.

واحتسبت والدة الشهيد ارتقاء ولدها برصاص الاحتلال، داعية له بالرحمة والمغفرة.

أما والده يوسف نخلة الذي صار من اليوم "أبا الشهيد"، روى لوطن تلقيه نبأ اصابته، خلال مواجهات اندلعت على مدخل المخيم، الأطباء في مجمع فلسطين الطبي حاولوا انقاذ محمود، ولكن اجرام الاحتلال بمنع الاسعاف من وصوله، حال دون ذلك.

وقال والده إن محمود كان محبوبا بين أصدقائه وأهله وأبناء مخيمه، لخلقه الحسن مع الجميع.

وودع اهالي مخيم الجلزون محمود بجنازة مهيبة، جابت شوارع وازقة المخيم، التي ترعرع ونشأ فيها، قبل أن يرحل اليوم شهيدا.

 

تصميم وتطوير