مستشفيات حكومية رحيمة على أوجاع المواطنين .. ومستشفيات خاصة يموت المريض على أبوابها

20.01.2019 11:49 PM

رام الله- وطن: ضمن صورة نمطية سيطرت على أذهاننا، نتهم فيها المستشفيات الحكومية بأنها لا تُلقي للمواطنين بالاً، ولكن نظرة فاحصة للواقع الذي نعيشه، إذا توجهت الى إحدى المستشفيات الحكومية المنتشرة في مختلف محافظات الضفة، ستجدها ستفتح لكَ أبوابها وستقدم لك العلاج الذي تحتاجه، دون سماعك جملة: "حاسب ثم تعالج"، الجملة الاولى التي ستسمعها إذا قررت التوجيه للعلاج في المستشفيات الخاصة، لأن سلامتك ثانياً في حساباتهم وأموالك أولاً.

ليس دفاعاً عن المستشفيات الحكومية أو تجميلاً لصورتها، فهي ليست بحاجة لمن يتحدث عن انجازاتها، يكفي الطابع الإنساني الذي تراه في عيون كوادرها أو على الأقل إذا حدث معك أمراً خاطئاً ستجد أن هناك من يحاسبه متمثلاً بوزارة كاملة، بينما ستجد مَن لا يستمع لك إذا أخطأ أحد بحقك في المستشفيات الخاصة، التي يهمها المال أولاً وأخيراً.

وتتوارد الخواطر تباعاً كلما حاولنا المقارنة، بينما عشرات التحويلات الطبية التي تتوافد الى المستشفيات الحكومية، ويأمها مئات المواطنين حتى الذين لا يملكون أموالاً لقاء الخدمة العلاجية، لن تجدها تغلق أبوابها في وجهه، على عكس المستشفيات الخاصة التي لا تعرف وجوه المتعبين الكادحين من عامة الشعب، وتقدم خدماتها مقابل تكاليف مرتفعة مرهقة.

وفي ظل تقاعس بعض المستشفيات الخاصة مؤخراً عن التعامل مع بطاقات التأمين بحجة وجود خلافات مالية وإدارية معها، يتحمل المواطن ذنب هذه الخلافات، فلا يتم استقباله في بعض المستشفيات الخاصة على بطاقة التأمين التي يحملها، إنما عليه الدفع المسبق قبل تلقي الخدمات العلاجية فيها، الأمر الذي لا تراه في المستشفيات الحكومية بذات الصبغة، فهل سنصل الى مرحلة نبكي فيها على رفض علاجنا ثم على موتنا كما بكينا على الطفل الفلسطيني الرضيع الذي رفضت مستشفيات لبنان استقباله لعدم توفر تكاليف العلاج مع عائلته، فمات على أبواب المشافي.. بربكم لا نريد أن نصل لهذه المرحلة.

تصميم وتطوير